التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:47 ص , بتوقيت القاهرة

أدباء: "اتحاد الكتاب" غير فعّال ويعاني الترهل و"الشللية"

يأتي إعلان جوائز مسابقة اتحاد الكتاب، الأربعاء الماضي، ليذكر الكتاب الشباب بمشاكلهم مع الاتحاد وانصرافهم عنه، خاصة بعد الاتهامات الموجهه له بأنه يتخلى عن كتّابه ولا يقدم لهم الدعم المطلوب، وبحاجة إلى إعادة نظر بشأن دعم وتبني مشكلات الأدباء، خاصة أولئك المعتقلين، والصادرة بحقهم أحكام بالسجن.


وقبل عدة أشهر، أثيرت قضية الكاتب كرم صابر، والذي صدر ضده حكم بالحبس 5 سنوات، وأيدت المحكمة الحكم، ومع ذلك لم يتحرك الاتحاد ولم يصدر بيانا أو أي تحرك لمساندة الكاتب، إضافة إلى عدد من الكتاب الراحلين الذين عانوا المرض ولم يجدوا من المؤسسة النقابية، التي من المفترض أن تحمي حقوقهم أي تحرك، بعد سنوات من العطاء، ما جعل العديد من شباب الكتاب يعلنون عدم اهتمامهم بالانضمام لاتحاد الكتاب، لعدم فعاليته في خدمه أعضاءه.


"دوت مصر" استمع لعدد من الشباب والكتاب الأعضاء وغير الأعضاء للوقوف على الأسباب الحقيقيه وراء انصرافهم عن الاتحاد، وتوجهنا أيضا للدكتور جمال العسكري، عضو مجلس إدارة الاتحاد.


في البداية قال الروائي أحمد عبد اللطيف إن الجيل الجديد من الكتاب مستقل عن فكرة المؤسسة، وعن اتحاد الكتاب أو أي جهة لها سلطة على الكاتب، ضيفا "جيلنا ينشر في دور النشر الخاصة، ويحضر الندوات في دور النشر الخاصة وورشة الزيتون، التي حرصنا على حضورها لسنوات، ولم نكن نهتم بما يحدث داخل أروقة اتحاد الكتاب، فبعيدا عن الإغراءات المادية، فان اتحاد الكتاب غير فعّال في الاحتكاك مع الكاتب ورصد تجربته، ووصف عبد اللطيف القائمين على إدارته بـ"العواجيز" الجالسين على الكراسي، لا يهتمون بالحراك ولا بالنقلة الثقافية والتجربة الجديده للشباب، ويرى أن البحث عن كارنيه اتحاد الكتاب هو صك من جهة حكومية للاعتراف بالكاتب فقط لا غير.


ومن جهته، أوضح الشاعر عبد المنعم رمضان، وهو عضو في اتحاد الكتاب، أنه لا يعرف السبب الحقيقي وراء عزوف الشباب عن الانضمام لعضوية اتحاد الكتّاب، لكنه وصفهم بالقوه الغاضبة التي تحلم بالتغيير، وبتحقيق المثالية، مؤكدا أن اتحاد الكتّاب لا يقوم بدوره أبدا، وهو يجري في ركاب ما تريده السلطة، وأضاف رمضان: "لو أن ما يحدث، من اجل أن يحصل الاتحاد على امتيازات للكاتب، يصبح مبررا معقولا، لكن الكتّاب لا يعالجون على نفقة الدولة، ويموتون كالكلاب"، وهناك مطالبات بأن يحصل الكاتب على خصومات في تذاكر طيران مخفضة بنسبه 50% بداخل جمهورية مصر العربية، ومطالبات بالعلاج المجاني وخدمات أخري لا يحصل عليها الأعضاء.


وأشار رمضان إلى أن الاتحاد بمثابة نقابة تحمي مصالح الكتّاب، في المقابل فان كل الكتّاب الذين صدرت ضدهم أحكام متعلقه بحرية التعبير، لم يقدم لهم الاتحاد أي شيء، ووقف صامتا وقال إن الاتحاد مؤسسة لا تريد أن تصطدم مع السلطة.


عبد المنعم رمضان أكد أيضا على أنه في صف الشباب، ويرى كما يرون أن عضويه الاتحاد "شيء ممل" علي حد وصفه، لافتا إلى أنه لا يحضر أنشطة خاصة بالاتحاد، ولا يشارك في وقفاتهم الاعتراضيه، لأنها محسوبة لتكون بجوار السلطة ولا تختلف مع السلطة، وبدلا من أن تكون مؤسسة تخدم الكتّاب فهي تخدم السلطه، مشيرا لمحمد سلماوي، رئيس اتحاد الكتاب، الذي لا يتغير ويتم انتخابه كل مرة، لأنه قريب من السلطة.


أما الكاتب الشاب باسم شرف فيرى أن عضوية اتحاد الكتاب غير مفيدة، وهو لا تحمى الكاتب من السرقات الادبية، وتساءل: ماذا فعل الاتحاد في قضيه كرم صابر؟، مضيفا أنه لا يحرص على الانضمام له سوي من يريد الحصول على صك رسمي، يؤكد صفة "الكاتب" المعترف به، مشيرا لأنشطه الاتحاد التي لا يسمع بها أحد، وقال إن اتحاد الكتاب لا يعني شيئا سوي تجمع لعدد من الكتّاب، لكنهم لا يقدمون جديدا، لافتا لدور "فيس بوك" في تجميع الشباب والكتاب، مؤكدا أن "فيس بوك أكثر فعالية"، وكل قضية ممكن مناقشتها على "فيس بوك" بدلا من اتحاد الكتاب الذي يعاني من الترهل والشللية.


في المقابل فإن الدكتور جمال العسكري عضو مجلس إدارة اتحاد الكتّاب، كان له رأيا مغايرا، وأكد لـ"دوت مصر" أن عدد الشباب الكتّاب المتقدمين للعضوية كبير جدا، مشيرا إلى لجنة القيد التي تحتوي مئات الطلبات، وقال إن هناك إقبال كبير وطموح لأن يكونوا أعضاءا، وأوضح العسكري أن اتحاد الكتاب في الأساس مؤسسة نقابية مهمتها توفير حماية الكاتب، ومن المفترض أن يأخذ كل كاتب حقه، لكن هناك ظاهرة أن بعض الكتّاب منصرفين عن عضوية الاتحاد، وهو يرى أن الشباب متمرد بطبعه.


وذكر العسكري أن أهم شروط الانضمام لاتحاد الكتاب أن يصدر للكاتب كتابين على الأقل، وأن يكون متحققا، ويتم فحص الأعمال، وهناك لجنة تحكيم، ويتم التحكيم فيها على مستويين، الأولى العضوية المنتسبة حتى تحقق الكاتب أو إصدار أعمال جديدة له، والثانية العضوية العاملة.


وأوضح أن الاتحاد هو مشروع نقابة يقدم خدمات عديدة لأعضائه، فهناك مشروع تأمين صحي، ومعاشات، وعلاج بنظام الشرائح، ورحلات، واتحاد الكتاب يقدم كل ما تقدمه المؤسسات النقابية بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية في اللجان المختلفة وهناك مؤتمر سنوي