أشادت صحيفة "جورنالي" الإيطالية بإدانة الحكومات والصحافة العربية للهجوم الدموي على مقر مجلة “شارلي إبدو" الفرنسية، الأربعاء الماضي، والذي أودى بحياة 12 شخصا، وقالت إنه "إذا كانت غالبية الصحف الأوروبية قد أعادت نشر الرسوم الساخرة حول النبي محمد التي نشرتها المجلة الفرنسية، فإن الأعمال الدموية في باريس لم تهدم أحد التابوهات المتأصلة في العالم الإسلامي". 

لكن الصحيفة الإيطالية لفتت إلى وجود بعض الاستثناءات، والتي وصفها رواد مواقع التواصل بالشجاعة، وعلى سبيل المثال فقد أعاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "المصري اليوم" نشر بعض الرسوم المثيرة للجدل بعد ساعات من الاعتداء على المجلة الفرنسية، إلى جانب كاريكاتير رساميها مخلوف وأنور".

وتتابع جورنالي "كما نشر مخلوف عبر حسابه الخاص على فيس بوك كاريكاتير يظهر فيه ممسكا بقلم رصاص يسد به فوهة كلاشينكوف لرجل ملثم، بينما رسم أنور بالصحيفة كاريكاتير يظهر فيه رسام أشقر فرنسي يرسم سعيدا، ابتسامة على قناع مسلح، ومصحوب بعبارة "عاشت السخرية".

وقالت الصحيفة إن موقف "المصري اليوم" غير متوقع في بلد يشهد توترات بين الإسلاميين والعسكريين، كما أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صحيفة مصرية رسوما مثيرة للجدل، بعدما فعلتها صحيفة "الفجر" في 17 أكتوبر 2005  بنشر الرسوم المسئية لصحيفة "إيلاندز بوستن" الدنمركية، وحينها لم ينزل أحدا إلى الميادين ليحتج". 

وأضافت الصحيفة إن وسائل الإعلام العربية نقلت مواقف الحكومات، حيث أدانت جامعة الدولة العربية "هذا العمل الإرهابي بشدة"، والأزهر الشريف قال إن "الإسلام ينبذ كل أشكال العنف"، أما المملكة العربية السعودية فقد وصفت الهجوم بالعمل الجبان لا صلة له بالإسلام. بينما اتجهت غالبية الصحف العربية الكبرى، مثل النهار اللبنانية والشرق الأوسط اللندنية لإدانة ما وصفته "بالهجوم على حرية التعبير".