تعرف على الكتاب الذي يقرأه مارك زوكربيرج الآن
كعادة مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في طرح مجموعة من التحديات التي يخوضها، قرر أنه سيصبح مثقفا هذا العام من خلال تأسيس ناد للكتاب وقراءة كتاب كل أسبوعين، حسب مجلة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية.
واعتاد زوكربيرك كل عام أن يعلن عن تحد يواظب عليه طوال العام، حيث أعلن منذ أعوام أنه لن يأكل إلا لحوم الحيوانات التي اصطادها بنفسه، كما أعلن في مرة أخرى أنه سيتعلم لغة الماندرين، ثم قال إنه سيرتدي رابطات عنق كل يوم.
وأعلن زوكربيرج عن تحديه الجديد من خلال صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، التي قال فيها إنه يريد التعرف على الثقافات والمعتقدات المختلفة، وأنه سيبدأ بقراءة كتاب "نهاية القوى The End of Power" للكاتب موسى نعيم، وهو التحدي الذي أنشأ بسببه صفحة A Year of Books.
يتحدث الكتاب عن التغيير في نمط? "?السلطة?"?، الأمر الذي يتواكب مع صعود القوى الهامشية في جميع أنحاء العالم الغربي،? ?فضلا عن الدور المتزايد الذي يلعبه الفاعلون? ?غير التقليديين في الآونة الأخيرة في العالم النامي?.
وتأتي أهمية الكتاب من الخلفية المهنية لمؤلفه "موسي نعيم"، الذي جمع بين العمل الأكاديمي والسياسي، إذ شغل منصب وزير التجارة والصناعة في فنزويلا، كما خدم في وقت لاحق كمدير لبنك فنزويلا المركزي،? ?والمدير التنفيذي للبنك الدولي،? ?وذلك فضلا عن كونه أستاذا للاقتصاد، ألف العديد من الكتب حول الشئون الدولية،? ?ورأس تحرير مجلة السياسة الخارجية?.?
هوية الكتاب ..
يقدم الكتاب أطروحة أساسية،? ?مفادها أن التحول الحالي في السلطة يتجاوز فكرة توزيعها بين أكثر من فاعل، مؤكدا أنها تمر بعملية أكثر عمقا، حتى يمكن القول إنها في مرحلة? "?الانحلال?"?، ومن ثم يرى أن فهم كيف تفقد السلطة قيمتها،? ?ومواجهة التحديات الصعبة المترتبة علي ذلك هو المفتاح لفهم اتجاهات إعادة هيكلة العالم في القرن الحادي والعشرين?.?
في السياق ذاته،? ?يؤكد الكتاب أن الثورات التي شهدها العالم أخيرا لاسيما ثورات الربيع العربي،? ?تركت آثارها علي? "?السلطة?"?، حيث أضحى من السهل الآن الوصول إلى السلطة،? ?ولكن من الصعب الحفاظ عليها واستخدامها?. ?كما يرى الكاتب أن الفاعلين التقليديين كالحكومات، والشركات الكبيرة والمنظمات الدينية،? ?أصبحوا يجدون صعوبة في التمتع بنفوذهم،? ?أو سلطاتهم،? ?نظرا لظهور ما يعرفه الكاتب بالقوى الصغرى? ?"micro powers" كالأحزاب الهامشية، والنشطاء السياسيين، والشباب الموجود في الميادين بلا قيادة?.?
الاقتصاد ..
لا يهتم الكاتب بالحديث السائد عن انتقال القوة الاقتصادية من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى الجنوب، كما أنه يرفض المصطلحات القديمة مثل القوة الناعمة المتمثلة بالثقافة، أو القوة الخشنة المتمثلة في الجيوش الجرارة.. كلها فقدت هيبتها. لكن السؤال المهم هو: القوة بيد من الآن؟.. يجيب المؤلف: (ليست بيد أحد إطلاقا)، وأصبح لها ملمحا واضحا، من السهولة الحصول عليها، ومن الصعب استخدامها، ومن السهل جدا خسارتها. ويضرب نعيم مثلا بما حصل في ثورات "الربيع العربي" حيث أسقطت الجماهير الغاضبة رؤساء مثل مبارك وزين العابدين بن علي والقذافي، ولكن ربما تفسير نعيم بأن القوة "سهل الحصول عليها، وصعب استخدامها، ومن السهل خسارتها" ينطبق أيضا على حكومات ما بعد "الربيع العربي"، حكومة الرئيس المصري محمد مرسي الهزيلة التي خسرت قوتها بسبب الواقع الجديد الذي نعيشه الآن، أو واقع مفهوم القوة الجديد الذي لا يبدو أن أحدا يملك مفاتيحه.
يشير نعيم إلى أن أزمات العالم الاقتصادية، مثل الأزمة المالية، والسياسية، مثل مأساة الثورة السورية، تحدث بسبب تراجع القوة التي كان تملكها الحكومات في السابق. العالم وصل إلى أضعف حالاته، ولم يعد بمقدوره القيام بأعمال جماعية فاعلة، وأحد الأسباب يعود إلى أن الحكومات الغربية باتت في أغلبها مقسمة داخليا وغير قادرة على اتخاذ قرارات كبيرة يعارضها البرلمان. مثل ذلك ما يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يواجه الرئيس أوباما معارضة شرسة من الحزب الجمهوري، لكن هذا الانقسام، هو من أعراض تلاشي القوة وتنقلها بين أيدي مجموعة من اللاعبين الذين لا يتفقون على شيء. يتضح ذلك أيضا في مجال المال والأعمال، وصول الشخص إلى هرم إحدى الشركات العملاقة كان يعني في السابق أنه سيبقى لوقت طويل، لكن الحال تغير منذ سنوات، ولم يعد هؤلاء يملكون القوة القديمة. 80 في المائة من المديرين التنفيذيين الجدد تم إبعادهم من مناصبهم في السنوات القليلة الماضية. الشيء نفسه ينطبق على المؤسسات العسكرية والدينية والإعلامية، وحتى الرياضية.
إيجابيات ..
على جانب آخر، هناك جوانب إيجابية لتلاشي القوة نهائيا، تتمثل في: فتح الباب أمام ملايين الصغار والفقراء والسياسيين والناخبين والمخترعين لتحقيق أحلامهم ورفع أصواتهم، لقد بات العالم أكثر انفتاحا والمنافسة أكثر اشتعالا وحدة والفرص أكثر قربا.
وفي الفصل المتعلق بـ? "?القوة العسكرية?"?، يشير الكاتب إلى أن الأدبيات التقليدية بشأن الحرب لم تعد مفيدة لقادة اليوم الذين أضحى عليهم مواجهة فاعلين من? ?غير الدول كالقراصنة في خليج عدن، وحزب الله،? ?أو تنظيم القاعدة، وهم فاعلون قادرون على توجيه ضربات موجعة للفاعلين التقليديين?.ورغم الاعتراف بأن الميليشيات والعصابات المسلحة ليست ظاهرة جديدة،? ?فإن الجديد الذي يؤكده الكاتب هو عدم رغبة الدول في إطلاق العنان لقدراتها العسكرية في مواجهة هذه المجموعات،? ?رغبة في تجنب التداعيات السياسية?.?
ويشير الكاتب في السياق ذاته إلى اتجاه القوات المسلحة التقليدية في العديد من الدول إلى الاستعانة بخدمات بعض المقاولين من القطاع الخاص للقيام ببعض المهام مثل المشتريات،? ?واستجواب السجناء?.. ?وغيرها?. ?ورغم ذلك،? ?يؤكد الكاتب أن القوات المسلحة بمعناها التقليدي? "?الجيوش?" ?ليست على وشك الاختفاء، إلا أن سلطاتها تتآكل لصالح القوى الصغرى التي تتزايد قوتها بسبب تحسن وسائل الاتصال لديها،? ?فضلا عن حصولها علي تكنولوجيا الحرب عن بعد بأشكالها المختلفة?.? وغيرها من الموضوعات الهامة المتعلقة بنهاية القوى العالمية الموجوده على الساحة السياسية.