فاس المغربية.. مدينة روحية تبلغ من العمر 1207 سنة

رقية كامل

الإثنين، 12 يناير 2015 05:32 م

المدينة المغربية "فاس" واحدة من أكبر وأقدم المدن المغربية، تأسست في 4 يناير عام 808 على يد إدريس الثاني، وتبلغ اليوم من العمر1207 سنوات، على مدار هذه السنوات امتلأت المدينة بالمهرجانات الموسيقية، وتميزت بإشعاعها الحضاري والعلمي، ومعالهما السياحية والأثرية.

تقع مدينة فاس في شمال المغرب، ويصل تعدادها إلى أكثر من مليون نسمة، ولموقعها المميز أهمية شديدة بسبب كونها منطقة مياة جوفية فتمتعت بقنوات مياه تعد كشرايين تصل لكل ركن في المدينة، وكان من الصعب التنقل فيها قديما بين سورها وأبوابها، ولكن بعد الاستعمار تم إنشاء خطوط للنقل التي تطورت الآن، ولكن أبقت المدينة على طابعها المعماري القديم، حيث لازالت المظاهر العمرانية القديمة تشهد على حضارتها الإسلامية.

وبقيت آثار السور وأبوابه الثمانية بالنقوش الرائعة كما هي منذ آلاف السنوات محتفظة بطباعها مرحبة بالزوار والسياح، وحتى داخل المدينة نفسها لازالت النافورات والسقايا والقصور التي تتميز بها المدينة كما هي تطل على التلال الخضراء.

المدينة تقسم لثلاث أقسام، هي "فاس البالي" وهي المدينة القديمة، و"فاس الجديد" والتي بنيت في القرن الثالث عشر، و"المدينة الجديدة" التي طورها الفرنسيون في فترة الاستعمار للمغرب، حيث كانت فاس هي العاصمة في فترة الاحتلال الفرنسي حتى تم تحويل العاصمة لمدينة الرباط.

وقد بنيت المدينة بنفس طريقة بناء مدينة القاهرة بأبواب متعددة مثل باب الفتوح، باب الخوخة، باب الحديد، باب البرجة وباب شمس، وغيرها من الأبواب التي حملت أسماء مشابهة من أبواب مدينة القاهرة، وتشابهت أيضا مدينة فاس مع مدينة القاهرة في وجود "جامعة القرويين" الشهيرة مثل جامعة الأزهر كمؤسسة تعليمية تابعة للمسجد، والذي يعتبر من أهم آثار المدينة على الإطلاق، ومازال يحتفظ بمنبره المصنوع من الخشب المحفور والمطعم، وثريته الضخمة وحجرة الوضوء.

وتم اختيار المدينة عام 2007 عاصمة من عواصم الثقافة الإسلامية، حيث تزخر بالعديد من المهرجانات والاحتفالات الدينية والثقافية والفنية، وبالفعل استطاعت مدينة فاس الحفاظ على عدد من الفنون وأورثته جيلا بعد جيل، مثل موسيقى الآلة التي ستجد في مدينة فاس المدرسة الأولى لها وللموسيقى الأندلسية بشكل عام، وستجد المهرجانات والحفلات التي تعنى بهذا النوع المميز من الموسيقى، وستجد بها العديد من الجمعيات للحفاظ على هذه الموسيقى، مثل الجمعية الإدريسية لهواة الآلة بمدينة فاس، وجمعية البعث للموسيقى الأندلسية.

أما عن المهرجانات فيعد مهرجان الموسيقى الروحية الذي تنطمه مدينة فاس في المغرب من أهم المهرجانات على النطاق العالمي ويحتشد لها أشهر المغنيين والفرق الموسيقية الروحية والدينية من كل العالم، وبسبب هذا المهرجان اكتسبت المدينة شهرة واسعة، حيث شارك في المهرجان مطربون عالميون مثل إنريكو ماسياس ولطفي بوشناق، ويتضمن المهرجان موسيقى روحية من كل الأديان.