أقدمت القليلات من السيدات في العالم على حلق رؤوسهن، وقرار كهذا ليس هينا أبدا، خاصة إن لم تكن مدفوعة بأسباب قهرية، مثل دعم عزيز يعالج بالكيماوي، أو الدفاع عن قضية مثل منع الحجاب في فرنسا، فـ "نور" حلقت رأسها "زيرو" فقط لتتحدى الخوف من الفكرة.

"نور" طالبة جامعية فكرت في مشروع تخرج فريد من نوعه، وهو أن ترصد بالفيديو معاناة فتاة بلا شعر، فحلقت شعرها "زيرو"، ونزلت إلى الشارع، وبين نظرات الشفقة تارة والاستغراب أخرى، اكتشفت أنها وجدت أخيرا الحرية، فهي تمشي في الشارع في قمة أناقتها ولا تتعرض لأي محاولة معاكسة لفظية أو تحرش.

ظنت "نور" أنها قد تدخل في مرحلة اكتئاب بسبب افتقادها لشعرها، ولكن الدعم الذي حصلت عليه واهتمام الناس بالفكرة، جعل من فترة نمو شعرها مرة أخرى فترة سعيدة ومليئة بالتجارب المشجعة، فخرج الأمر عن مجرد مشروع تخرج، وهنا بدأت "نور" تفكر في نشر الفكرة.

شاركت "نور" الفكرة مع رواد فيس بوك، بإنشاء صفحة لفكرتها، أطلقت عليها مشروع Shaved، وفوجئت بكم الرسائل التي جاءت لها من سيدات، يمدحن فيها جرأتها وإقدامها على فعل تحرري مماثل.

وأضافت "نور" خلال لقاءها ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يذاع على فضائية "إم بي سي مصر2" الإثنين، أنها سعيدة لأنها بتلك التجربة قتلت الخوف بداخلها وفعلت ما أرادت دون مؤثرات.



وروت "نور" أحد المواقف التي تعرضت لها، حين فوجئت بفتاة تقبل عليها في أحد المطاعم وطلبت أن تحتضنها، وأنها سعيدة بما قامت به وشجعتها على القيام بمغامرات مماثلة.

وقالت إنها أسست صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتعميم التجربة، وأنها فوجئت بالإقبال الرهيب على الصفحة وأن هناك فتيات كثيرات يردن خوض تجارب مماثلة وأنهن تغلبن على الخوف بداخلهن.

إلا أن "نور" في نهاية لقائها مع الإعلامي شريف عامر، قالت إنها قد تعيد قص شعرها مرة أخرى، ولكنها لن تحلقه تماما كما فعلت، فهي مرحلة صعبة لا تريد العودة لها.