مفاتيح المنازل.. رمز تمسك الفلسطينيين بالعودة إلى بيوتهم فى غزة
فلسطينى من شمال غزة يحمل مفتاح منزله
كتبت ريم عبد الحميد
الثلاثاء، 09 يوليو 2024 01:30 م
رصدت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية تمسك النازحين الفلسطينيين فى قطاع غزة بالعودة إلى بيوتهم بعد أن تنتهى الحرب، مهما كان حالة الدمار والضرر الذى لحق بها. ويعبر عن هذا التمسك بالأرض حمل كثير من النازحين لمفاتيح منازلهم أملا فى العودة إليها من جديد.
وتحدثت الوكالة عن حسن نوفل، الذى يحمل فى سلسلة مفاتيحه مفتاحين لمنزلين. الأول منزل أجداده فى فلسطين المحتلة التى أصبحت الآن جنوب إسرائيل، والتى تقول عائلته إنه تم طردهم منها فى عام 1948، ولم يستطيعوا أبدا العودة إليها. والمفتاح الثانى لمنزل نوفل فى شمال غزة الذى اضطره إلى تركه العام الماضى بعد شن إسرائيل حربها على القطاع.
وعلى مدار تسعة أشهر منذ بدء الحرب، انتقل نوفل مع عائلته أربع مرات، ذهابا وإيابا عبر قطاع غزة للهروب من المذبحة الإسرائيلية. وقال نوفل إنه عازم على ضمان ألا يصبح مفتاحه مجرد تذكار مثل مفتاح منزل أجداده.
وقال نوفل: لو أصبحت مفاتيح منزلى مجردى ذكرى مع انتقالى، فانا لا أريد العيش بعد ذلك. يجب أن أعود إلى منزلى، أريد البقاء فى غزة واستوطن فى غزة مع أبنائى فى منزلنا.
وكانت إسرائيل قد قالت غنها ستسمح للفلسطينيين فى نهاية المطاف بالعودة إلى منازلهم فى غزة، لكن لم يتضح موعد ذلك، كما أن الكثير من المنازل تدمرت أو تضررت بشدة.
وقال نوفل، الموظف لدى السلطة الفلسطينية أن غادر هو وزوجته وأبنائه الست منزلهم فى مخيم جباليا شمال القطاع فى أكتوبر، ذهبوا فى البداية إلى مدير دير البلح وسط القطاع ثم مدينة رفح، واضطرا للنزوح مجددا بعد أن شنت هجوما فى مايو واضطر إلى الانتقال إلى خان يونس.
ويتابع نوفل قائلا أن النزوح لمكان جديد يعنى التعامل مع الحشرات والعيش على أرض رملية. ونمرض بسبب الحر الشديد فى النهار والبرودة النسبية فى الليل. إلا أن النزوح الأول وترك منزله فى جباليا كان الأصعب على حد وصفه.
ليس نوفل وحده الذى يحافظ على مفتاح منزله رغم النزوح. علا ناصر أيضا تحمل مفتاح منزلهم فى بلدة بيت لاهيا، لأنه بالنسبة لها يمثل رمز الأمان والاستقرار والحرية، وهو أشبه بهويتها.
وبينما سارع كثير من الفلسطينيون للخروج من منازلهم فى ظل الحرب، ترك أغلبهم كل شىئ ورائهم، ولم يأخذوا معهم سواء بعض الأساسيات. تقول نور مهدى إنها أخذت فقط مفاتيح منزلها، وأوراق شقتها لتثبت ملكيتها وألبوم صور لأبنائها السبعة، الذى أفسده المطر فيما بعد.
لا يفوتك