دكتورة ومصممة إكسسوارات.. مريم تقضى يومها بين الصيدلة والخرز وتحلم بالعالمية
نشأت مريم سامي في مدينة الزقازيق، وتخرجت في كلية الصيدلة، وبدأت في الرسم والتلوين وهي في عمر 6 سنوات، فكانت تستغل الأشياء القديمة الموجودة في المنزل وترسم عليه، سواء الكرتون والأطباق الفوم، ومع الوقت تطور الأمر وأصبحت ترسم على الزجاج والقماش، وتصنع بوكيهات ورد، وكانت هذه هي البداية.
وعن ذلك قالت لـ"دوت مصر": "في البداية كنت بجرب في أي حاجة قديمة، وبعدها لما لقوني فعلًا موهوبة، كانوا بيشترولي الخامات اللي بحتاجها، وماما كانت بتفرج أصحابها على شغلي، وكانوا بيشتروا مني وأنا في الإعدادي والثانوي، ودي كانت أكتر حاجة بتفرحني، وفي المدرسة كان المدرسين وأصحابي بيشجعوني دايما، لحد ما وصلت الجامعة واتعلمت شغل الجلود، وكنت بعمل محافظ وشنط صغيرة وأبيعها للجيران والأصحاب والقرايب."
وبسؤالها عن سبب دراستها للصيدلة وليس الفنون الجميلة، قالت إن والدتها طبيبة، ووالدها وأخواتها مهندسين، وهي كانت متفوقة دراسيًا منذ نعومة أظافرها، وكان هدفها هو دخول إحدى كليات القمة، وخاصة الصيدلة، ولأنها من محافظة الشرقية وكلية الفنون في القاهرة، وكانت فكرة الاغتراب وقتها غير مطروحة، فضلت "مريم" الالتحاق بكلية الصيدلية والاكفتاء بالفنون كهواية، وبالفعل لم تتأثر دراستها من ذلك، لأنها كانت تمارس هوايتها في الإجازات فقط.
توقفت الدكتورة مريم عن العمل في الهاند ميد بعد زواجها وانتقالها إلى القاهرة، لأنها أصبحت في مكان جديد عليها، وأنجبت أولادها وانشغلت في العمل كصيدلانية وزوجة وأم، ولكنها كانت تصنع تابلوهات كانفا وسيرما لمنزلها، وبمرور الوقت شعرت بالحنين إليه، فقررت العودة إليه مرة أخرى، ولكنها اتجهت للإكسسوارات باعتبارها تسيطر على الموضة بدرجة كبيرة ومطلوبة من كل الفتيات.
اشترت "مريم سامي" خامات بسيطة لبداية مشروعها من جديد، وكان الجيران والأقارب والأصدقاء هم العملاء الأساسيين لديها في البداية، وبدأت التطوير من مهاراتها، وتعلمت شغل الخرز بجانب الأحجار، وكذلك شغل النول ونسيج الخرز، وكان هذا هو سبب شهرتها بين قطاع أكبر من الناس.
صعوبات كبيرة واجهتها "مريم" للتوفيق بين عملها كصيدلانية، ومصممة حلى وإكسسوارات، تلك التي تحدثت عنها قائلة: "أول ما برجع من الصيدلية ببدأ أظبط شغل البيت والأكل وأحضر الغدا، وبعدها ممكن أرتاح شوية لو مجهدة، وممكن أبتدي شغل الخرز على طول لحد بليل، وفي الوقت ده بقي بذاكر لولادي، فلو كانوا بيذاكروا حاجات نظرية بشتغل وبذاكرلهم في نفس الوقت، لكن لو عملية بسيب الشغل وأذاكر وأرجع أمسك الشغل بعدها، وهكذا، لحد ما زوجي يرجع بليل وأسيب كل حاجة خلاص، يعني طول الوقت بشتغل."
مرت "مريم سامي" بالعديد من الفترات التي توقفت فيها عن شغل الهاند ميد، منها وفاة أعز صديقاتها وهي "إيفت غالي" التي قالت عنها: "هي اللي كانت معلماني شغل الخرز، وكنا بنجيب الخامات مع بعض، وبناخد رأي بعض في كل حاجة، وظهرنا مع بعض في أول برنامج تليفزيوني لينا، وعملنا مع بعض أول معرض بشغل الإكسسوارات، وفجأة وبدون أي مقدمات ماتت، وكانت صدمة ليا، وبعدها حسيت إن مفيش أي حاجة تستاهل كل التعب والتوتر دا، فبعدت وأخدت هدنة مع نفسي لحد ما قدرت أرجع أشتغل تاني."
واختتمت مصممة الإكسسوارات الدكتورة مريم سامي حديثها مع "اليوم السابع" قائلة: "ماما وبابا ومرات أخويا وجارتي هم أكتر ناس شجعوني، وبعدهم أصحابي وجيراني، وطموحي إني أعمل أفكار وشغل مختلف وجديد، واسمي يتعرف أكتر، ويكون ليا جاليري كبير كله شغل هاند ميد من كل نوع، وشغلي يتصدر للخارج، وبنصح كل موهوب إنه ما يستسلمش لليأس بسبب الصعوبات اللي هتقابله، ويحاول يبتكر أفكار جديدة محدش غيره عملها عشان يكون ليه بصمته المختلفة."