مى مهندسة بـ100 راجل بين الصنايعية.. تبتكر تصميمات وتشرف على ورش تصنيع الأثاث
بمجرد أن تطأ قدميك الورشة، تجد فتاة تبدو على ملامحها الصرامة رغم صغر سنها تقف وسط "الصنايعية" للإشراف على كل مرحلة من مراحل تصنيع الأثاث، وتستقبلك للحديث معك عن تفاصيل تجهيز منزلك وتمدك بالأفكار والتصميمات اللازمة للوصول في النهاية إلى ديكور أنيق ويعبر عن شخصية صاحبه، إنها المهندسة مي الغزالي صاحبة الـ 30 عامًا.
استجمعت "مي" قوتها بعد فقدان والدتها بفترة، وعادت إلى العمل مرة أخرى، واكتشفت شغفها بالديكور وصناعة الأثاث، وكسبت بالفعل ثقة العديد من العملاء، مما دفعها للاستمرار في طريقها، ولكن كان الطريق صعبًا لأن أغلب العاملين فيه من الرجال، ويتطلب منها التعامل طوال الوقت مع "الصنايعية"، إلا أنها لم تستسلم.
"كان سني صغير وقتها بس أنا قدرت أتعامل معاهم بإني كنت ببذل مجهود أكبر وبشرف على كل شغلي بنفسي بشكل مستمر من البداية لحد التسليم النهائي، ومراحل شغلي بتبدأ بمقابلة العميل في الورشة، وبسمعه كويس عشان أقدر أحدد الذوق العام ليه، ونوع الاستايل اللي بيحبه سواء مودرن أو كلاسيك، وبالتالي أقدر أساعده في اختيار التصميم، وأشاركه مراحل التصنيع " هكذا تحدثت المهندسة مي الغزالي عن مراحل عملها.
وعن الصعوبات التي تواجهها خلال عملها قالت: "أنا بصمم وعندي دولاب عمل من الصنايعية بعمل تشطيبات وبتعاون مع ورشتين لتصنيع الأثاث"، وأضافت أن التعامل مع "الصنايعية" في البداية كان من أصعب التحديات، لأنها الأصغر سنًا بينهم، فضلًا عن امتلاكهم للخبرة التي تجعلهم معتقدين أنه يمكنهم العمل بمفردهم بدون تعليمات من أحد، إلا أنهم أدركوا فيم بعد أن الخبرة التي يملتلكوها مع الدراسة التي تقدمها لهم "مي" يقدما في النهاية انتاج أفضل من الأثاث، خاصة أنها تشرف على العمل بنفسها بداية من مرحلة الخشب حتى يتم تسليمه في منزل العميل، وعما تعلمته هي منهم قالت: "اتعلمت منهم الصبر."
مرت "مي" بالعديد من اللحظات التي تركت على إثرها علمها، كان أولها يوم وفاة والدتها، وفقدانها للرغبة في القيام بأي شئ، وبعدها بسنوات وفاة والدة زوجها، وأخيرًا بعد ولادتها لأول أطفالها، وانشغالها بمهام الأمومة، إلا أنها كانت تستعيد قوتها من جديد في كل مرة وتعود لشغفها في العمل، وساعدها في ذلك مؤخرًأ زوجها، الذي أصبح يشاركها العمل ويوقم بدورها في استلام الأثاث من الورش وتسليمه للعملاء.
واختتمت حديثها عن قدوتها وحلمها في المستقبل قائلة: "ماما الله يرحمها كانت قدوتي لأنها كانت أم عظيمة ورئيسة شئون قانونية في شركة، وقدرت توصل لدرجة مستشارة قانونية وتوفق بين شغلها وأسرتها، فدا إداني حافز إني ما أوقفش شغل، وجوزي كان شريكي ودعمني جداً وشال أغلب الشغل في فترة حملي وولادتي."