الشيخ بيقولك .. فى شهر الانتصارات .. إزاى ننتصر على كورونا؟
يقدم الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، الحلقة العاشرة من حلقات برنامج "الشيخ بيقولك"، حول الانتصارات التي وقعت في شهر رمضان المبارك وفضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين ومنه عليهم بالنصر خاصة في هذا الشهر الكريم.
وقال الأبيدى:"كما أن رمضان شهر الصيام والتقوى والإحسان والصبر والقرآن فهو أيضا شهر الانتصارات والفتوحات فالله سبحانه وتعالى قد مَنَّ على هذه الأمة بأن أعطاها منحا عظيما في شهر رمضان المبارك فما من معركة ولا غزوة في شهر رمضان إلا وانتصر فيها المسلمون نصرا مؤزرا وهذا إن دل فإنما يدل على عظم شهر رمضان وقيمتمه عند المولى تبارك وتعالى"
وتابع الأبيدى:"وأما عن انتصارات رمضان ففي 17 رمضان سنة 2 هجريا كانت غزوة بدر والتي كان فيها الفرق والفرقان بين الحق والباطل واستطاع المسلمون بعد الأخذ بالأسباب والتوكل على الله أن يصلوا إلى مرادهم بعد أن نادوا ربهم تبارك وتعالى وفى مقدمتهم النبى صلى الله عليه وسلم ثم توالت الانتصارات في العصر القديم منذ عصر النبوة إلى عصرنا الحاضر فجاءت بعدها فتح مكة ثم القادسية ومن قبلها عين جالوت إلى أن انتهينا إلى نصر أكتوبر المجيد
وأضاف:"كان نصر أكتوبر المجيد حليف المصريين حينما وقفوا على أرض الجبهة ينادون ربهم سبحانه وتعالى ويستعينون بالله تبارك وتعالى في وقت الصيام، فالله أكبر كانت السبيل الحقيقى إلى النصر بعد الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، فالأخذ بالأسباب وحده دون التوكل على الله لا يكفى والتوكل على الله أيضا دون الأخذ بالأسباب لا يكفى، إذا على الإنسان أن يصنع الأسباب ثم يأخذ بها ثم يتوكل على ربه تبارك وتعالى ويستعين بربه فينصره الله سبحانه وتعالى"
وقال الشاعر :" إذا عزمت لفعل أمرٍ .. فاجعل التوكل مركبة العبور ..
وإذا عصاك الدهر يوماً .. فاسأل المولى لتسهيل الأمور ..
لا تجزع لضيق الرزق أبداً .. يرزق العصفور من بين النسور ..
كن شاكراً ما دمت حياً .. واعلم بأن الدنيا أيامٌ تدور ..
واعلم بأن الله يعلم .. نظرة العين وما تخفي الصدور ..
واختتم الشيخ محمود الأبيدى:"رمضان شهر يذكرنا بالانتصار على الذات وعلى النفس وقبل ذلك يذكرنا بالانتصار على الأعداء وبما أننا في معركة حقيقية فإننا نحتاج في هذا الوقت الراهن العصيب الذى تمر به الأمة وفى هذه اللحظات الفارقة من تاريخ العالم إلى أن ننتصر في معركة الوعى على فيروس كورونا وعلى غيره وننتصر أيضا بأن نتحول من الاستنارة الفردية إلى الاستنارة الجماعية ببناء العقول ونقد الذات وفهم المراد والتوكل على الله والأخذ بالأسباب وسؤال أهل الذكر والتخصص والبحث عن المواطن السليمة للانتصار الحقيقى حتى ينصرنا الله تبارك وتعالى والنصر ليس لهؤلاء الكذابين والمخربين وإنما النصر للمعمرين والذين يقفون كتفا إلى كتف وجنبا إلى جنب مصطفين خلف الدولة الوطنية يسألون الله تبارك وتعالى أن يخرجنا من أزماتنا ويتحدثون بكلام سيدنا رسول الله :" تحصنت بذى العزة والجبروت، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحى الذى لا يموت، الطف بنا إنك على كل شىء قدير وبالإجابة قدير اللهم اللهم اصرف عنا الوباء وقنا شر الداء ونجنا وبلادنا من البلاء ".