على مقربة من مسجد الإمام الشافعى داخل مقابر القرافة الصغرى، يوجد مقبرة "آل الأطرش" حيث يرقد جثمان الفنان "فريد الأطرش" ومجاوراً له أخيه فؤاد وأخته أمال الأطرش قيثارة السماء "أسمهان".

لم تكتف المقبرة بجثامين "آل الأطرش" فقط ولكن تضم مجموعة من صور الراحل ملك العود"فريد"مع أخته الفنانة أسمهان وأثناء بروفات الأغانى وصورة نادرة وضعها محبيه عن جنازته، بالإضافة إلى بعض أفيشات أفلامه مع نجوم الزمن الجميل، وبعض الكلمات التى خلدها محبيه أثناء زيارته.

 ولد الموسيقار "فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش" يوم 21 أبريل عام 1915م فى منطقة جبل الدروز بسوريا، إلا أنه انتقل إلى القاهرة هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والده الذى قاتل ضد ظلم الفرنسيين.

سجل فريد أغنيته الأولى "يا ريتنى طير لأطير حواليك"، وأصبح يغنى فى الإذاعة مرتين فى الأسبوع حيث استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين، كما زود الفرقة بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الثانية "بحب من غير أمل" وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور، وغنى "فريد الأطرش"عدد كبيرا من الأغنيات والقصائد التى لاقت شهرة ونجاحا واسعاً، ومن أشهرها: عش أنت، الربيع، لحن الخلود، مش كفاية، علشان مليش غيرك ومش كفاية، كما لحن لكبار المطربين والمطربات وتعاون مع العديد من الشعراء، وإلى جانب الغناء، اتجه فريد الأطرش إلى التمثيل وقدم حوالى 31 فيلما سينمائيا، ومن أبرز أعماله:حبيب العمر، انتصار الشباب، زمان يا حب وحكاية العمر كله.

نال الفنان "فريد الأطرش" خلال مشواره الفنى العديد من الجوائز والتكريمات حيث حصل على جائزة أحسن عازف عود فى العالم عام 1962م، كما حصل على ميدالية الخلود من فرنسا عام 1965م والتى نشرت بمقتضاها أعماله فى الموسوعات العالمية، بالإضافة إلى حصوله على 15 وساما وقلادة ونيشانا من مختلف أنحاء العالم كان من أبرزها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيس جمال عبد الناصر.