حول جذع النخيل لأعمال فنية.. هكذا واجه عادل القبح فى قريته
النخيل الذى يملأ قريته فى الوادى الجديد بالبهجة يتحول بعد شيخوخته وسقوط جذعه إلى قمامة، وبما أن عادل محمود واحد ممن نشأوا فى الحقول، وامتهنوا الذراعة، وتعودت عيناه على رؤية الجمال، قرر أن يحول تلك القمامة إلى أعمال فنية من نوع خاص، يعيد دب الحياة فى الجذوع التى شاخت، وبالنحت يعيد رسم ملامحها وتشكيلها، ويحولها إلى أعمال فنية .
ولد "عادل محمود" صاحب الـ 41 عاماً، بقرية "تنيدة" بالوادي الجديد، ووقع فى غرام النحت منذ الصغر، رغم العمل مع والده في الزراعة، حتى أبدع في نحت التراث المصري وتراث القرية التي ولد على أرضها.
"في مرحلة الطفولة لما حاجة بتلفت نظري بحاول أنفذها" بهذه الكلمات عبر "عادل" عن طفولته التي عاشها بجانب عمله في الزراعة كمساعد لوالده، وتمكن من النحت على أنواع عديدة من الخشب.
وبدأ البحث عن كنز جديد يكون هو خامته الرئيسية للنحت، وتحدث عن فكرته لليوم السابع قائلاً: "نظرت حولي فرأيت خشب ومخلفات النخيل مهدرة جداً وملهاش أي دور في البيئة بتاعتنا، وبتعمل عائق للبيئة، لأن الناس بيحرقوها وكدا ده بيسبب تلوث للبيئة، فأنا حبيت أجسدها في أشكال تراثية واستغل ده عشان أوضح البيئة بتاعتي والطابع المصري بشكل عام".
وقال: "محستش نفسي غير في نحت خشب النخيل لأنه معبر أكتر عن شخصيتي وشخصية المصري، خصوصاً في الواحات والوادي"، ويوضح عادل أنه بدأ مشروعه وعمره20 عاما وبدأ التواصل مع منظمي المعارض من التابعين لإحدى الوزارات الحكومية ليعرض أعماله ونجح بالفعل فى حجز مكان لفنه.
منحوتات عادل
إزميل وشاكوش وعدد من الأدوات البسيطة المستخدمة في نحت الخشب، تحتضنهم أنامل "عادل" ليصمم منحوتاته على خشب النخيل الذي يلقيه أصحابه في القمامة أو يقومون بحرقه، بعد أن يقوم بتنظيفه وتقليمه، رغم تطور الآلات والتكنولوجيا إلا أنه يصر على النحت اليدوي، وقال: "بحاول أحافظ برضوا على الأعمال اليدوية، لأني بحب أحافظ على التراث للوادي ولمصر عموماً".
"رغم طرح البلح من النخيل في فصل الصيف ويعد هذا الموسم هو وقت حصاد خشب النخيل لـ"عادل" إلا أنه يسعى دائماً للحفاظ على جزء من النخيل للشتاء حتى يتمكن من العمل خلال العام كاملاً، وأضاف: "بركن الخشب لمدة تتراوح بين 6: 12 شهر، علشان يكون صالح أني أرسم عليه وأنحت".
وفضل "عادل" العمل في هذه الحرفة رغم عدم حصوله على مال كافي منها مثلما يحكى: "الفن مش بيجيب ليا الدخل اللي يخليني أتفرغ له، بس أنا بحب ده، ونفذت فكرتي في إحياء التراث من خلال النحت، ولسة مردوده مجاش دلوقتي، وعلشان كدا بمارس النحت وأنا بشتغل في الزراعة".
وحكى لنا "عادل" عن ردود الأفعال وقال "والدي ووالدتي دايماً في ضهري، وأول لما بدأت الموضوع كان غريب على البيئة بتاعتي كلها، وكله بص ليها باستغراب ومنتظرين رد الفعل الخارجي هيكون أيه"، واختتم حديثه متمنياً نشر التراث المصري للأجيال القادية ولدول العالم من خلال فن النحت والفنون الأخرى.
لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية