"لا أتذكر الوقت حينها.. لا أتذكر عامي الدراسي، وحتى لا أتذكر مع من كنت ألعب، ولكني أتذكر جيدًا والدتي التي اصطحبتني من يدي إلى أحد منازل قريتنا، التي يسكنها "الدايات" اللاتي اشتهرن بعمليات الولادة وختان فتيات القرى، لتطلب مني الاستحمام أولًا.. قائلة: كبرتي وادورتي ولازم تتعفي".

كلمات لم تؤثر في عقلي.. فلم أدركها جيدًا، ولكني حاولت التفكير فيها قليلًا، فما علاقة العفة بالاستحمام، وما علاقتنا نحن بهذا المنزل وبمن فيه؟ فلما أنا هُنا؟ ولماذا حضرت عمتي إلينا؟ أسئلة كثيرة دارت في ذهني طوال الاستحمام، ولم يقطع التفكير إلى صوت طرق والدتي باب الحمام لتطلب مني سرعة الانتهاء.. قائلة: "خلصي حمامك ومتلبسيش حاجة تحت هدومك".

فعلت المطلوب مني لأجدها تصطحبني مرة أخرى من يدي "للداية" التي طلبت مني رفع ملابسي، قائلة: "متخفيش يا توتة دي شكة دبوس" لأجدها تقوم برش بعض المواد المخدرة جزئيًا وتبدأ بذبحي بأداة حادة، أمام أعين أمي وعمتي، اللاتي قاموا بتكتيفي ومنع صراخي، ولكن حتى وإن منعوني عن الصياح والصراخ من الآلم، من يمنع عني الشعور بالذبح بسكين بارد بحجة العفة والطهارة".

كلمات نطقت بها إحدى الفتيات اللاتي تعرضن لعمليات الختان، والتي لازالت تتم حتى وقتنا هذا دون النظر لعقوبتها القانونية، أو أضرارها النفسية والصحية، التي دفعت العالم كله للحديث عنها لمحاولة منعها.

في اليوم العالمي لمناهضة ختان الاناث، رصد موقع "FORWARD" المعني بالصحة والطب، 4 عمليات جراحية تتم لختان الفتيات، تعرفي عليهم:

استئصال البظر:

جزء صغير وحساس في الأعضاء التناسلية للإناث، والمسؤول عن الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، وفي بعض حالات الختان يقوم الأطباء بإزالة جزء منه، أو إزالته كليًا.

الختان:

عملية إزالة البظر كليًا مع الشفرين الصغيرين اللاتي يحيطين بالمهبل.

الإنفيبولاتيون:

عملية تستهدف تضييق فتحة المهبل باستخدام الجراحة أو الليزر، مع إنشاء ختم جراحي، وإزالة الشفرين الصغيرين بدون إزالة البظر.

كوي الأعضاء التناسلية:

جميع الإجراءات الضارة الأخرى التي تتم داخل الأعضاء التناسلية للإناث لأغراض غير طبية، على سبيل المثال "الوخز، الثقب، والكشط مع كوي منطقة الأعضاء التناسلية.

وبحسب قواعد البيانات العالمية لليونيسيف لعام 2014، واستنادًا للمسح الديموجرافي والصحي والدراسات الاستقصائية المتعددة، فإن 130 مليون فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم قد خضعت لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، مؤكدة إن أكثر من 29 بلدا في جميع أنحاء أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا فضلًا عن البلدان التي يعيش فيها مهاجرون من المجتمعات المتضررة تحوي على نسبة كبيرة من الفتيات اللاتي  تعانين من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية..

وأضافت الدراسات الاستقصائية، إن 60 ألف فتاة تحت سن 15 عاما في المملكة المتحدة معرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

اقرأ أيضًا:

بعد تحذيرات الصحة.. "الختان" يهدد مستقبل الفتيات

فيديو.. هبة قطب: ربط الختان بالبرود الجنسي "جهل"