بين الجريمة والنضال.. مسيرة "ريا وسكينة" الفنية من الإدانة إلى البراءة
ارتبطت أذهان المصريين منذ 100 عام باسم ريا وسكينة اللاتي تعتبرن أشهر سفاحتين في التاريخ المصري، حيث سمعنا منذ الصغر عن أساليبهما في استدراج النساء إلى منزلهما من أجل قتلهم للحصول على مصوغاتهم الذهبية.
ولعبت السينما دورا رئيسيا في إيصال تلك الصورة الذهنية عن ريا وسكينة في الأذهان، حيث أنتجت الأعمال السينمائية التي رصدت قصتهما وظلت محفورة في الأذهان، قبل أن يخرج السيناريست أحمد عاشور في عام 2015 معلنًا عن تأليفه قصة فيلم جديدة تتحدث عن براءة "ريا وسكينة" وأنهما كانتا ضحية سلطات الاحتلال الإنجليزي التي لفقت لهما تلك التهمة بسبب قتلهم جنود الاحتلال.
ورغم تأجيل تصوير الفيلم أكثر من مرة بسبب القضايا التي رفعت ضده بجانب اعتراض الرقابة على المصنفات على الفيلم، إلا أن الأمور اشتعلت بعدما أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" تقريرًا يبرئ ريا وسكينة من تهم الخطف والقتل، مؤكدًا نضالهما ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث أستند التقرير على أقوال عاشور الذي قال إنه يمتلك المستندات التي تفيد ببرائتهما.
أثارت القضية الرأي العام المصري خلال عام 1920 بعدما انتشرت قصة السفاحتين في جميع أنحاء مصر، إلا أن أول الأعمال السينمائية التي رصدت قصتهما كانت في عام 1953 من خلال فيلم "ريا وسكينة" الذي قام ببطولته الفنان أنور وجدي والذي جسد شخصية ضابط شرطة تنكر في شخصية أحد رجال البحر من أجل الكشف عن العصابة المسؤولة عن اختطاف السيدات لينجح في مهمتة بنهاية أحداث الفيلم بالقبض على ريا وسكينة.
وبعد 30 عاما من فيلم أنور وجدي عاد كل من شريهان، ويونس شلبي، لتقديم فيلم حمل نفس الاسم، ولكن مع اختلاف القصة التي تناولت القضية بطريقة كوميدية عندما قرر ممثل فاشل الاستعانة بخطيبته من أجل التنكر في شخصيات ريا وسكينة من أجل الحصول على المال، ولكنهما وقعا ضحاية ريا وسكينة الحقيقيتين.
وفي نفس العام كانت تعرض مسرحية "ريا وسكينة"، حيث كانت المرة الأولى التي تظهر من خلالها ريا وسكينة الأبطال الرئيسيتين لعمل فني، حيث قام بتجسيدهما كل من شادية وسهير البابلي، وتناولت القصة هذه المرة البعد الإنساني للشخصيتين التي بدأتا مشوارهما الإجرامي من خلال زوجة أبيهما وسرقة ذهبها ليقررا بعد ذلك الاستمرار في ذلك المجال من أجل حصد المزيد من المال.
وبعد أكثر من 20 عاما تم إنتاج أول عمل درامي عن قصة حياة "ريا وسكينة" من خلال مسلسل حمل اسمهما، حيث جسدت شخصيتهما كل من عبلة كامل وسمية الخشاب، ورصد المسلسل بداية "ريا سكينة" والظروف التي حولتهما إلى سفاحتين يقومان بقتل النساء والطرق اللتي اتبعاها في استدراج الضحايا.
وخلال كل هذه السنوات، تطابقت جميع الأعمال الفنية في رصد الأساليب الإجرامية للسفاحتين ريا وسكينة، قبل أن يخرج السيناريست أحمد عاشور عام 2015 معلنًا عن فيلمه الجديد "براءة ريا وسكينة"، قائلاً إنه خلال بحث استمر 10 سنوات اكتشف أن "ريا وسكينة" كانتا ضمن التنظيم السري لثورة 1919، حيث كانا يستعينا بأزواجهما حسب الله وعبدالعال في استدراج الجنود الإنجليز إلى بيوتهن من خلال عملهم بمجال الدعارة، ثم يتم قتلهم، مستندًا على وثائق تفيد بامتلاك ريا وسكنية بيتًا مرخصًا للدعارة التي كان مرخص بها في ذلك الوقت.
وواجه فيلم "براءة ريا وسكينة" العديد من المشاكل كان أولها مع الرقابة التي رفضت الفيلم، كما أن هناك من هاجم عاشور بسعيه لتزوير التاريخ من أجل الحصول الشهرة، وأن الفيلم واجه عدة قضايا من أجل إيقاف تصويره.
وعادت قصة براءة "ريا وسكينة" للظهور على الساحة خلال الأيام الماضية من خلال تدوال رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تم إذاعته منذ عام يفيد ببراءة ريا وسكينة، وأنهما كانتا تناضلان ضد الاحتلال الإنجليزي، وأن سلطات الاحتلال قررت التخلص منهما بالاستعانة بأحد ضباط الشرطة في تلفيق التهمة لهم وأن جثث جنود الاحتلال هي جثث لنساء تم استدراجهن وقتلهن، لتنقسم ردود فعل المتابعين للقصة بين مصدق لبراءة ريا وسكينة، وعدم التصديق القصة الجديدة نظرًا لأن القضية أغلقت منذ حوالي 100 عام.
اقرأ أيضًا..
مد أجل حكم وقف تصوير فيلم ريا وسكينة لـ 18 مايو