التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:02 م , بتوقيت القاهرة

حوار| جمال سليمان: "أفراح إبليس" مثل صديقي القديم.. وهذا سبب غيابي عن السينما

جمال سليمان
جمال سليمان

حوار: مهجة مجدي


يراهن الفنان السوري جمال سليمان على الجزء الثاني من مسلسل "أفراح إبليس"، الذي يعود له بعد غياب دام 8 سنوات، فهو يعود بنا هذا العام للدراما الصعيدية مجددًا، ولكن في قالب مغاير عن الجزء الأول، عازفًا من خلاله سيمفونية من المشاعر الإنسانية على آذان المشاهد، أما سينمائيًا فهو ينتظر السيناريو المناسب الذي سينسج له ثوبًا جديدًا على الشاشة الكبير، ينضم لقائمة أعماله المتميزة.


"دوت فن" التقي مع الفنان جمال سليمان في حوار خاص كشف فيه عن كواليس عودته لمسلسل "أفراح إبليس" وغيرها من الأسرار.     


 


ماذا يعني بالنسبالك العودة لشخصية "همام أبو رسلان" بمسلسل "أفراح إبليس" بعد غياب 8 سنوات ؟


- تشبه العودة لرفيق وشخصية أحببتها للغاية منذ زمن طويل، فهي شخصية غنية تحمل بين طيآتها تناقضات عديدة، كما أنها تتيح لي كـ"ممثل" مساحة للعب الدور بشكل جيد، أما فيما يخص السيناريو، فإن الجزء الثاني سيسلط الضوء على خطوط وأحداث جديدة، خاصة وأنه مضى 8 سنوات على عرض الجزء الأول، حدثت خلالها تغيرات جذرية عديدة سواء على المستوي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الوطن العربي.


 


وهل واجهت صعوبات في استحضار شخصية "همام أبو رسلان" بعد كل هذه السنوات ؟


- الممثل لديه عدة خزائن بداخله، وهذه الخزائن يوجد بها مئات الآلاف من الملفات، وففي كثير من الأحيان لايلتفت هو ذات نفسه لها، فمثلًا (زي ما أنتي بتفتحي دولابك كده)، وألفت نظرك أن هناك بعض الأشياء التي وضعتيها في الدولاب منذ سنوات عنئذ تتذكريها، فالممثل شبيه بهذا المثال، فعندما يأتي المحرض الخارجي أو إشارة أو مناسبة، تجدين الدولاب مفتوحًا والزاوية التي يوجد بها التفاصيل عاشت من جديد، لذا عندما بدأت التحضيرات وعدت للسيناريو، وجدت فجأة الشخصية تعود وتحيا بالنسبة لي، وفي الحقيقة، كل الشخصيات التي يجسدها الفنان في حياته لا تموت، لكنها تذهب لغرفة التجميد، لكن بمجرد ما تسليط الضوء عليها وتأخد شوية دفء تلاقيها عاشت تاني.



 


هل ترددت في الموافقة على تقديم جزء ثان من المسلسل ؟


- بالتأكيد.. أي مشروع فني يتطلب بعض الوقت للتفكير به، فهناك بعض المشاريع التي تحتاج تفكير طويل، وأخري تحتاج لوقت قصير، وهذا العمل من ضمنهم، لأن هناك تلك العلاقة القديمة التي بيني وبين الشخصية والمسلسل ككل، لذا فأنا على علم بمجمل الأحداث، لذا الأمر لما يكن غامضًا بالنسبة لي، بجانب أنني أحب التعامل مع الشركة المنتجة لكونها مريحة في التعامل ومحترفة، كما أن المسلسلات الصعيدية لديها قاعدة واسعة من الجمهور، فهي تمتلك بيئة غنية وجذابة، بالإضافة إلي أنني أميل للأعمال الدرامية التي تدور في هذه البيئة بشرط أنها تكون مكتوبة ومنفذة بشكل جيد.



 


ما الرسالة التي يسلط الضوء عليها خلالها الجزء الثاني، وهل ستختلف ملامح شخصية "همام أبو رسلان" عما شاهدناه في الجزء الأول ؟


- الحقيقة الجزء الثاني سيسلط الأضواء على صعود التيارات المتطرفة، وتنامي ظاهرة التطرف والفكر المتطرف، تهريب السلاح، وانعكاسات ما جرى في مصر وعليها نفسها، الشخصية ستمر بأحداث جديدة وظروف جديدة، هو همام أبو رسلان مظبوط أنه شديد وقاسي لكن عنده بعد عاطفي وهو رجل يحب عائلته جدا وعنده طموح أن عائلته تكون قوية وثرية ويحب أحفاده، فهو مثل كثير من الناس مزيج من القسوة والعدائية تجاه الآخرين، وفي نفس الوقت الحب والتمسك بالطموح العائلي.


 


وماذا عن تغيير الأبطال المشاركين في الجزء الثاني، ألم يدفعك هذا للاعتذار ؟


- إطلاقًا، فبعض الفنانين اعتذروا عن الجزء الثاني، لأن لديهم ارتباطات فنية أخرى، أو أنهم حصلوا على عروض مغرية أكثر، أو ربما لا يريدون تقديم نفس التيمة لأكثر من عام بشكل متتالي، فعلى سبيل المثال، الفنانة عبلة كامل قدمت المسلسل الصعيدي "سلسال الدم" لمدة أربع سنوات متتالية، لذا فهي كانت بحاجة للابتعاد عن الدراما الصعيدية، وأيضًا كان لكل فنان ظروف وأسباب معينة للاعتذار أو القبول، أما بالنسبة لي أسباب القبول كما ذكرتها سابقًا، وبصراحة، زملائنا الذين اعتذروا هم فنانين رائعين وخسارة أنهم اعتذروا عن التكملة، لكن أصبح مكانهم فنانين رائعين أحببت التعاون معهم.


 


على الرغم من إصابة الخادمة "دهب" بطلق ناري في الجزء الأول، إلا أنها تعاود الظهور مجددا ؟ كيف؟


- في الواقع، الخط الدرامي الخاص بالخادمة "دهب" سيكون واحدًا من ضمن الحكايات المشوقة في المسلسل، لاسيما وأنها ستمر بظروف عديدة، حيث سنكتشف خلال أحداث الجزء الثاني أنها لم تمت، صحيح أنه تم إطلاق النار عليها كادت أن تموت، (هما أطلقوا عليها طلقة وأغمى عليها وافتكروا أنها  ماتت، لكن هنكتشف بعد ذلك أنها لم تمت).


 


هل التغير الجذري في الأبطال يؤثر على نجاح العمل، بمعني أن يجد المشاهد نفسه أمام عمل جديد ؟


- كلا، لأننا سنهيأ المشاهد للعودة للأحداث مجددًا، صحيح أن بعض الزملاء الفنانين اعتذروا عن المشاركة في الجزء الثاني، والذي كان بمثابة خسارة كبيرة بالنسبة لنا، ولكن المشاهد سيتكيف مع الفنانين الذين حلوا بدلًا من القدامى، خاصة أنهم فنانون مرموقون والجمهور يكن لهم الحب والتقدير، ففي النهاية الأمر سيتطلب حلقة أو حلقتين كحد أقصى لكي يندمجوا مع الأحداث.


 


كان المؤلف مجدي صابر أكد لـ"دوت فن"، أن العمل يكشف عن هوية متفجري حادث الكنائس في طنطا قبل التنفيذ، هل سنرى إسقاطات سياسية ؟


- المسلسل يتحدث مباشرة عما يجرى دون أي تلميح، وطبعًا لن يرصد كل شيء، لأن ما يجرى معقد ومتعدد الوجوه، إنما سيضع العمل يده على بعض الأحداث والظواهر التي تجري في البيئة الصعيدية والوطن العربي، لاسيما وأن الأحداث أصبحت مكررة في كافة الدول العربية وليس في منطقة بعينها، فعلي سبيل المثال، قضية تجنيد الشباب للإرهاب وغسل عقولهم في الصعيد، هي قضية مشابهة، لما يحصل في سوريا ولبنان والعراق، وفي مناطق عديدة بالوطن العربي، ولا يعد هذا الأمر جديد علينا، بل يوجد منذ عدة سنوات، بدليل أنه إلى اليوم التنظيمات المتطرفة لديهم الآلاف من المقاتلين الشباب.


 



 


"أفراح إبليس 2" يتكون من 60 حلقة، ما الذي دفعك للإقدام على تقديم هذه النوعية من المسلسلات ؟


-  بصراحة، الفكرة كانت مؤجلة بالنسبة لي، لأن الأعمال المعروضة علي كانت لا تناسبني على الإطلاق، صحيح أن المسلسلات الـ60 حلقة ليست ضمن أولوياتي، لكنني دائمًا على استعداد تام للموافقة على أي سيناريو جيد، وهي أول تجربة لي مع هذه النوعية، وإن شاء الله تلقى نجاحًا كبيرًا، وأعتقد أن هذا هو الوقت والعمل المناسب لخوض هذه التجربة.


 


كيف تجد التعاون مع المخرج الشاب أحمد خالد أمين ؟


- أولا أنا سعيد بالتعامل مع المخرج أحمد خالد أمين، وأنا أحب العمل مع السينمائيين الشباب لأنهم يملكون عينًا جديدة ولديهم رؤية وحيوية يقدموها للمسلسل التلفزيوني، والحقيقة في السنوات الأخيرة  المخرجين السينمائيين الشباب منهم خاصة، قدموا نقلة كبيرة جدًا في للمسلسل جعلوه أقرب للسينما، وأقرب للواقعية والحقيقة اعتنوا بتفاصيل الصورة سواء من ناحية التكوين أو ناحية المكان أو طريقة التقطيع أو إيقاع العمل، وأنا من أنصار ذلك.


 


كيف ترى أحوال الدراما المصرية ؟


- الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، شهدت ثورة كبيرة للغاية سواء على المستوي التقني أو التصوير أو تفاصيل العمل من ديكورات وإضاءة وإكسسوارات، وبطبيعة الحال مصنع الدراما المصرية ينتج عددًا كبيرًا من الأعمال الهامة، بالتأكيد جميعها ليس بنفس المستوى، ولا ترضي جميع أذواق الآخرين، وهذا أمر طبيعي، موجود في أي بلد حيث هناك أعمال عديدة يتم إنتاجها بغرض البيزنس فحسب.


 



 


برأيك ما سبب قلة المسلسلات التاريخية والدينية في الوطن العربي ؟


- المحطات والمعلنين، يرددون دائمًا أن الجمهور لا يحبذ مثل هذه النوعية من المسلسلات، وبصراحة، لا أعلم من أين جاءوا بهذه المعلومة، وهذا الأمر لا يحدث من جانب المنتجين، فالمنتجين سوف يقدمون على أي عمل يمكن أن يباع للمحطة، التي تسيطر بدورها على نوعية المسلسلات المعروضة.


 


كيف ترى مشاركة المسلسلات السورية في دراما رمضان الماضي ؟


- الأحداث اللي حدثت في سوريا، أدت إلى دمار البلاد، وأكيد الصناعة الفنية تأثرت بذلك، ومن الجيد وجود بعض الأعمال السورية، وبصراحة، هذا يدل على شجاعة وقوة الفنانين السوريين، أنهم يظلون قادرين على المواصلة حتى لو بنسبة أعمال درامية ضئيلة، الظروف صعبة للغاية، والفنانين الذين لازالوا يعملون داخل وخارج سوريا يستحقوا التقدير والاحترام،  لأنهم يعملون في ظروف صعبة، حافظًا على هذه الصناعة واستمرارها، فالأمر بكامله يستحق التحية والتقدير، لاسيما وأن الساحة الفنية كل عام لا تخلو من الأعمال السورية المميزة.


 


كيف ترى الوضع الحالي في سوريا ؟


- لايزال الوضع سيئًا للغاية، لا يزال مئات الآلاف من الأطفال السوريين يعيشون في مخيمات اللاجئين، بلا تعليم وبلا أبسط وسائل الحياة، هناك ملايين السوريين المشردين، ولا تزال الحرب مستمرة، الوضع مأساوي للغاية.


 


أين أنت من السينما ؟


- أنا والله بحب السينما، لكن لم يحالفني الحظ في عروض سينمائية مناسبة كثير، بصراحة، فتارة يعرض علي أعمالًا عديدة لكنها لم تنل إعجابي، وتارة أخري يعرض أعمالا جيدة لكنها تأتي في الوقت غير المناسب، عندئذ أكون مرتبط بمواعيد لتصوير أعمال فنية أخري، وبصراحة، الموضوع بالنسبالي ليس سينما أو تليفزيون، بل يتعلق بقيمة العمل نفسه، وبرأيي المتواضع أري أنني قدمت أعمالًا درامية ذات قيمة، مثل: "التغريبة الفلسطينية".