اعتقالات الـ"فيفا" تضيق الخناق على بلاتر في الانتخابات
كرة القدم لم تعد مجرد رياضة، بل إنها صناعة تجاوزت أهميتها الاقتصادية في بعض الدول، العديد من الصناعات.
الفساد في منظومة "فيفا" كبير، وبحسب الأرقام المعلنة، فإن الأرقام تجاوزت حاجز الـ 350 مليار دولار سنويا.
وفي صباح اليوم، فوجئ العالم بالسلطات السويسرية تداهم بعض مسؤولي "فيفا"، وتقوم بأكبر حملة اعتقالات في تاريخ لعبة كرة القدم، تضمنت بعض الأسماء المهمة في الاتحاد الدولي لكرة القدم.
البداية
بداية الحديث عن الفساد كانت في الصحافة البريطانية، ردا على خسارة ملف إنجلترا استضافة بطولة كأس العالم 2018 لصالح روسيا، وكانت صحيفة "صنداي تايمز" هي صاحبة النصيب الأكبر من توجيه الاتهامات، حيث أكدت أن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية التي صوتت على اختيارات تنظيم المونديال، حصلوا على رشاوى نظير توجيه أصواتهم لملفات دون الأخرى، ونشرت صورا لبلاتر مع أحد أكبر مجرمي المافيا المطلوب القبض عليهم، الروسي أليمسان توشتاشنوف.
كما نشرت صحيفة ''جارديان'' تقريرا بشأن الأحداث، مؤكدة أن رئيس الاتحاد الدولي اجتمع مع شخصيات روسية مطلوبة من الشرطة الدولية ''إنتربول'' قبل عملية التصويت لاختيار البلد المنظم.
ونشرت الصحيفة ذاتها، تقريرا تقدم فيه حلولا مقترحة للخروج من أزمات "فيفا" الإدارية، فكانت على النحو التالي:
1) إجراء تعديلات على دستور فيفا المتعلق بصلاحيات الرئيس ومدة ترشحه بضرورة تحديد مدد الرئاسة بفترات محددة حتى لا نرى رئيسا جديدا مثل بلاتر يسعى للفوز بفترة ولاية رابعة فى رئاسة الهيئة الحاكمة لكرة القدم فى العالم.
2) اعتماد الشفافية كمبدأ أساسى فى تعاملات الاتحاد الدولى المالية، بعد أن ارتفعت عائدات فيفا من كأس العالم الأخيرة إلى 103 مليار دولار، وهو ما يعد أكبر من الناتج القومى لمعظم دول إفريقيا، وتوضيح الصفقات المتعلقة بالمشاريع التنموية التابعة للاتحاد الدولي.
3) فتح تحقيق فورى مع جميع المتورطين فى قضايا فساد تنظيم مونديالى 2018 و2022، والكشف عن المتورطين وتحويلهم لمحاكمات جنائية.
4) تغيير نظام التصويت على استضافة كأس العالم ليكون التصويت بين أعضاء الجمعية العمومية بدلا من أعضاء اللجنة التنفيذية.
5) منع تدخل فيفا فى الشؤون الداخلية للاتحادات الأهلية، على غرار ما حدث فى بولندا عام 2007 عندما قرر دونالد تاسك، رئيس الوزراء البولندى وقتها، حل اتحاد الكرة بسبب قضايا فساد وتلاعب فى نتائج المباريات، إلا أن فيفا هدد بتجميد نشاط بولندا دوليا في حالة عدم عودة الاتحاد المنحل.
انتخابات "فيفا"
انتخابات "فيفا" باتت على مقربة شديدة، حيث مقررا لها بعد غدا الجمعة، يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وفي ظل تحالف جميع منافسي بلاتر على رئاسة الفيفا، لويس فيجو، مايكل فان براج رئيس الاتحاد الهولندي، الفرنسي جيروم شامبين، وعدم تبقي سوى الأمير الأردني علي بن حسين، كمنافس على المقعد أمام بلاتر، بات وضع الرجل السويسري أصعب، حيث ستذهب أصوات كل المنافسين للأمير علي.
من جهة أخرى، فإن حملة الاعتقالات الجديدة قد تكون مسمارا جديدا في نعش بلاتر، حيث تثبت مرة أخرى بما لا يدع مجالا للشك، بأن فيفا في عهد بلاتر تشهد فسادا كبيرا، ما قد يدفع بعض الدول الأخرى الأعضاء في كونجرس "فيفا"، لعدم التصويت لبلاتر.