"أليساندرو ديل بيرو لم يحظ بمعاملة جيدة من إدارة يوفينتوس، ولو حدث معي لخاب أملي"، بهذه الكلمات ودع توتي منافسه الدائم ديل بيرو. 

وربما كانت هذه الكلمات الوداعية من توتي لديل بيرو وليدة خوفه من نفس المصير يوما ما، لكن بالتأكيد أيضا، هي احتراما لخصم طالما جعل من مسيرة توتي أكثر إمتاعا.

توتي وديل بيرو.. فرقتهما أقلام الصحف، وجمعهما الاحترام.

لم يكونا يوما صديقان في نظر الإعلام، حتى في المنتخب أو وقت النجاحات، وكيف لهما بذلك، وقد ظهر النجمان سويا في وقت واحد، ولا تحتمل الساحة أكثر من اسم واحد، تفوق شعبيته، شعبية رئيس إيطاليا.

ربما توتي في تصريحه كان يبد حزنه بالفعل على رحيل ديل بيرو عن يوفنتوس بطريقة لا تناسب صورته، لكنه بكل تأكيد تذكر أنه لم يلتق بديل بيرو من جديد على أرض الملعب، ولن تكون مباريات روما مع يوفنتوس عامرة بالمنافسة بين الفريقين من ناحية، وبين توتي وأليساندرو من ناحية أخرى لإثبات أفضلية كل منهما عن الآخر.

اللقاء الأخير بين توتي وديل بيرو، كان في موسم 2011/2012 ببطولة  الكأس، وفاز فيه أليساندرو ديل بيرو مع يوفنتوس على روما بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.

كالعادة كان الثنائي هما قادة فريقيهما، ألقيا التحية على بعضهما، ولكن ابتسامتهما كانت تحمل معان كثيرة، فتوتي يعلم أنه لن يزوره في مملكته بتورينو من جديد، وديل بيرو يعرف أنها الرقصة الأخيرة.

ديل بيرو لم يكتف بالمشاركة في الفوز وحسب، بل سجل أحد أهداف فريقه الثلاث، ليشارك في إقصاء نادي العاصمة من بطولته المفضلة.

 كان ذلك في مباراتهما الأخيرة معا، لكن ماذا عن الرقصة الأولى؟

لم يكن وقتها فرانشيسكو هو توتي، ولا أليساندرو هو ديل بيرو، لكنها مجرد لحظات، ربما ليست مهمة في مشاهدها، لكنها ذات قيمة كبيرة تاريخيا بما أنجبته لنا من نجوم ذات قيمة.

كانت مباراة عادية في الدوري الإيطالي، انتصر فيها روما بنفس النتيجة التي انتهت عليها أخر مباريات الثنائي، لكن الفوز كان حليفا للذئاب هذه المرة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.

ديل بيرو شارك في المباراة بشكل أساسي، واستمر في الملعب حتى نهاية اللقاء، أمام توتي، فشارك في الدقيقة الـ79 بدلا من دانيل فونسيكا، لتكون تلك اللحظة هي المرة الأولى، التي يتواجد فيها الثنائي على عشب ملعب واحد، كخصمان.