هل نطوي صفحة.. أنطوي
هداف الدوري المصري حتى الآن هو الغاني جون أنطوي ابن الثالثة والعشرين، والقادم للإسماعيلي عام 2012 مقابل خمسين ألف دولار فقط، وكان عمره 19 سنة ويلعب لأحد فرق الدرجة الثانية.. وهنا لابد أن نُحيي العين التي رصدته، والفكر الذي سعى وراءه، فهذا هو المطلوب عربيًا وليس مصريًا فقط.. أي أن نأتي بلاعبين صغار، ولكن موهبتهم واضحة ويُمكن تطويرها ( كما فعل برشلونة مع ميسي)، وبعدها يُمكن لهذا اللاعب أن يكون الدجاجة التي تبيض ذهبا.
وبما أنني أكتب في موقع مصري ( الفرخة التي تبيض ذهبا)، وأتذكر عندما كنتُ أعيشُ في بريطانيا، أن مدربًا كان وقتها جديدًا على الساحة اسمه آرسين فينجر اشترى عام 1997 لاعبًا مغمورًا اسمه نيكولاس أنيلكا من باريس سان جيرمان مقابل 500 ألف جنيه إسترليني، أي حوالي 750 ألف دولار، ثم باعه عام 1999 إلى ريال مدريد الإسباني ب22 مليونا و300 ألف جنيه، أي أنه حقق فيه ربحًا صافيًا قدره 21 مليونا و700 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 250 مليون جنيه مصريّ بحسبة تلك الأيام.
هي دي التجارة وإلا بلاش. وقد يتساءل سائل عن علاقة أنيلكا وميسي بجون أنطوي، وهي بسيطة لأن البعض استغلى واستكثر على الإسماعيلي أن يطلب عشرة ملايين ريال سعودي مقابل انتقال اللاعب إلى الشباب، كون مدرب الزمالك السابق الهارب باتشيكو عينه عليه، فهو صغير وهداف، وهناك من يقول إن إدارة الإسماعيلي ضيّعت الصفقة من بين أيديها علما أن العشرة ملايين ريال يعادلون 2.5 مليون دولار أو أقل.
وذلك ليس مبلغا مهولا في عالم المحترفين إذ سبق وجاء لاعبون للمنطقة بمبالغ قياسية مثل التشيلي فالديفيا الذي انتقل للعين الإماراتي عام 2008 مقابل 90 مليون درهم أي 24 مليون دولار ونصف وجاء السويدي ويلهامسون للعين مقابل 6 ونصف مليون يورو أي 39 مليون ريال، إضافة لعشرات بين المليونين والخمسة ملايين يورو، ومن حق الإسماعيلي أن يبحث عن أفضل صفقة تضمن له دخلا يصرف من خلاله على لاعبيه ومنشآته وألعابه وربما شراء لاعبين جدد.
المشكلة أن هناك من زرع في رأس اللاعب أن إدارته هي التي اعترضت طريقه، فبات عصبيًا، ولهذا ضرب لاعبًا من فريق طلائع الجيش بدون كرة، فأوقفته لجنة المسابقات 3 مباريات وغرّمته 5000 جنيه.
وبما أن اللاعب سبق وذهب لبلده غانا وكاد أن لايعود، لهذا فمنعه من السفر خلال فترة الإيقاف أمر طبيعي وأقل من عادي ريثما يجد الإسماعيلي ناديًا ( ربما قطريًا ) يشتريه بسعر ممتاز فتكون الصفقة رابحة لكل أطرافها.
شخصيًا أشجع كل الأندية المصرية والعربية على عدم الجري وراء المشاهير أو القريبين من الاعتزال، والبحث عن الشبان الموهوبين أولًا في شوارع وحارات بلدانهم ثم في البلدان العربية والإفريقية، وحتى على شواطئ كوباكابانا البرازيلية.