التوقيت الجمعة، 01 نوفمبر 2024
التوقيت 09:25 ص , بتوقيت القاهرة

نظرية المؤامرة

من الطبيعي والبديهي أن يكون هناك حساسيات بين أندية المدينة الواحدة، فما بالكم إذا كان الفريقان كبيرين بالجماهير والألقاب والمكانة والنتائج ؟


لهذا فليس عيبًا أن يكون هناك حساسيات ومماحكات بين جماهير الأهلي والزمالك، وغير الطبيعي أن تتطور إلى عداوات وخلافات ثم مضاربات أرفضها نهائيًا، لا من فوق الحزام ولا من تحته طبعا.


ولأن كرة القدم لعبة ميول وتفسيرات وأهواء؛ لهذا من السهل جدا تحميل أي حكم محلي وزر خسارة، حتى لو شهد العالم كله بنزاهة صافراته، وبما أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، والحديدة سخنة وحامية بين الأهلي والزمالك على خلفية موضوع مؤمن زكريا، التي أثارها الزمالك، ثم قضية الثلاثي خالد قمر ومعروف يوسف وأيمن حفني.


 ولا أعرف إن تمكن وزير الشباب خالد عبد العزيز من حل المشاكل بينهما أم لا ( حتى ساعة كتابة مقالتي )؛ لهذا فأنا مع أن يقود أجنبي قمة الفريقين المقررة يوم 29 يناير حتى لو لم يكن هناك أية مشاكل حالية بينهما، لأننا كعرب عامة نخلط دائما بين انفعالاتنا وقراراتنا وعواطفنا، ومما أراه في الملاعب العربية والسعودية تحديدا، فإن الحكم الأجنبي هو الأصلح لقيادة الديربيات الكبيرة، رغم أن الكثير من هؤلاء الحكام يخطئون وحتى أن سويتهم التحكيمية أقل من أبناء البلد ولكن عدم تحميل صافراتهم وقراراتهم ما يتم تحميله لابن البلد يُجنبنا الكثير من المشاكل.


وأتمنى أن يكون التحكيم عربيًا،  وأن يكون هناك مثلا تبادل تحكيمي سعودي إماراتي مصري جزائري تونسي، أي أن تقوم طواقم مصرية بتحكيم مباريات القمة في السعودية، وبالمقابل تقوم طواقم سعودية بقيادة مباراة الأهلي والزمالك والأهلي والبورسعيدي مثلا، وبما أن ثقافة شمال إفريقيا الكروية تقريبا متشابهة، فلماذا لا يكون هناك تعاون تونسي مصري مغربي ليبي سوداني وحتى موريتاني في مجال التحكيم، والأمر ليس عيبا، بل تبادليا وفيها منافع للجميع وبنفس الوقت يمكن أن يخفف من حدة الحساسيات بين منتخبات وأندية المنطقة وهي ليست بخافية على أحد.


وإذا كانت صافرات العرب غير ( مقبولة )، فما عليكم سوى بالأجانب حتى لو من "مالطا"، لأن الحكم فيها مهما فعل فلن يتم تفسيرها على أن هواه أهلاوي أو زملكاوي اللهم إلا إذا حضرت نظرية المؤامرة عندها لو جاء الحكم من المريخ أو زحل سيبقى مَثارا للجدل .