التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:44 م , بتوقيت القاهرة

معلومة رياضية.. هدف يشعل الحرب بين السلفادور وهندوراس وسقوط 3 آلاف قتيل

حرب السلفادور وهندوراس
حرب السلفادور وهندوراس
مهما بلغ التعصب فى كرة القدم فلا يتوقع أحد أن يصل إلى الأمر إلى حرب بين الجيوش العسكرية، فما وجدت الرياضة وفى القلب منها كرة القدم إلا بهدف نشر المبادئ والقيم التى تدعم الروح الطيبة بين المتنافسين، ولكن فى عام 1969 كان الوضع مختلفاً، عندما خاضت السلفادور وهندوراس حرباً استغرقت 4 أيام، وراح ضحيتها آلاف الأرواح، وما زال كثيرون يتذكرون هذا النزاع باسم "حرب الكرة".

فى 27 يونيو من عام 1969، التقى منتخبا السلفادور وهندوراس وكانت النتيجة هدفين لكل منهما فى ملعب أزتيكا فى مكسيكو سيتي، وكانت هذه المباراة الثالثة بين الفريقين فى غضون أسابيع فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم عام 1970 فى المكسيك فى منافسة لم يكن لها مثيل.

هندوراس فازت فى المباراة الأولى فى تيجيوسيغالبا بهدف دون رد، ولكن فى المباراة الثانية بسان سالفادور فازت السالفادور بثلاثة أهداف دون رد، وبينما تدخل المباراة الثالثة والحاسمة الدقيقة 11 من الوقت الإضافى تقدم لاعب السلفادور الشهير موريشيو "بيبو" إلى منطقة جزاء هندوراس، واستقبل كرة برأسه ليحولها إلى داخل شباك الحارس جيمى فاريلا.

وانتهت المباراة بالفعل بفوز السلفادور بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتعانق اللاعبون وتصافحوا وغادروا الملعب، ولكن فى غضون ثلاثة أسابيع اندلعت الحرب بين البلدين.

ففى 27 يونيو عام 1969 قال وزير داخلية السلفادور، إن نحو 12 ألف سلفادورى غادروا هندوراس بعد المباراة الثانية، وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية حينئذ أنه ألقى باللوم على الاضطهاد الذى عانوه فى هندوراس.

وفى اليوم التالى للمباراة، ذكر تقرير لإحدى وكالات الأنباء الأمريكية تحت عنوان "السلفادور تنتصر فى حرب كرة القدم" أن نحو 1700 من رجال الأمن فى المكسيك حضروا المباراة للسيطرة على الموقف فى ما كان المشجعون السلفادوريون يهتفون "قتلة.. قتلة"، وفى الأيام التالية وقعت مناوشات حدودية، وفى 14 يوليو أمرت حكومة السلفادور قواتها بغزو هندوراس وشن غارات جوية ضدها.

الكتابات على الجدران تركت عبارات تقول: "لا أحد يهزم هندوراس، سوف ننتقم 3 مقابل لا شيء."

وكانت منظمة الدول الأمريكية قد نجحت فى التوصل لوقف لإطلاق النار فى 18 يوليو لتنهى حربا أسفرت عن مقتل 3 آلاف شخص أغلبهم من المدنيين من هندوراس، كما شُرد كثيرون فى القتال، وقد سحبت السلفادور قواتها تحت الضغط الدولى فى أغسطس من ذلك العام، ولكن الألم لم ينته فالتجارة بين البلدين توقفت لعقود والحدود أغلقت.