التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:02 ص , بتوقيت القاهرة

بيتكوين.. عملة جديدة تتحدى الدولار وتمول داعش

استطاعت عملة "بيتكوين" الرقمية، مطلع العام الجديد، الصعود فوق مستوى الألف دولار للمرة الأولى في ثلاث سنوات، وتفوقت في أدائها على جميع العملات التي تصدرها البنوك المركزية في 2016 عندما قفزت 125%.


والبيتكوين هي عملة تستخدم في المعاملات عبر شبكة الإنترنت ولا تتحكم فيها أي سلطة مركزية إذ تعتمد العملة بدلا من ذلك على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في أنحاء العالم التي تتحقق من صحة المعاملات وتضيف المزيد من عملات بيتكوين إلى النظام.


وفي بداية الشهر الجاري قفزت عملة بيتكوين 2.5% إلى 1022 دولارا في منصة التداول بيتستامب وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2013.


الفارق بين بيتكوين والنقود التقليدية


هناك فوارق أسياسية بين بيتكوين والنقود التقليدية التي نتداولها في حياتنا اليومية، من أبرزها أن بيتكوين عملة إلكترونية بشكل كامل يتم تداولها عبر شبكة الانترنت فقط، وليس لها وجود فيزيائي، وتختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية تقف خلفها، لكن يمكن استخدامها كأي عملة اخرى في الشراء على الانترنت او حتى تحويلها الى عملات تقليدية.


ويتوقع تقرير صدر الشهر الماضي عن ساسكو بنك صعود عملة البيتكوين في عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب.


ويعيد تقرير ساسكو بنك الارتفاع المتوقع في قيمة البيتكوين إلى الزيادة المتوقعة في حجم الانفاق الامريكي في عهد ترامب، وسوف ينجم عن ذلك زيادة في العجز في الميزانية من 600 مليار دولار إلى 1،8تريليون دولاور، ما يحقق ارتفاع حاد وسريع في مستويات النمو والتضخم، ويجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تسريع موجة الصعود، ويسجل الدولار مستويات قياسية، سوف يؤثر على الاسواق الناشئة.


وكل ذلك سيقود إلى تنامي شعبية البدائل عن العملات التقليدية، خاصة مع تقبل الجهات السيادية في روسيا والصين لعملة البيتكوين، التي سوف تشهد نموا بواقع ثلاثة اضعاف لتبلغ 2100 دولار.


تاريخ بيتكوين


بدأت فكرة البيتكوين عام 2008 على شكل ورقة بحث علمي قدمها شخص ياباني الجنسية، رمز لنفسه باسم ساتوشي ناكاماتو، وكان هدفه تغيير الاقتصاد العالمي بنفس الطريقة التي غيرت بها شبكة الإنترنت أساليب النشر.


وأخذت تعاملاتها في الانتشار في عدد من دول العالم في 2009، وأخذت قيمتها في الارتفاع مقابل العملات الرئيسة الأخرى مثل الدولار الأميركي واليورو.


وعندما بدأ التعامل بالعملة عام 2009 كان لا يتجاوز سعر صرفها مقابل الدولار الأميركي 30 سنتاً، ولكن سرعان ما تضاعفت تلك القيمة خاصة مع زيادة التعامل بها، حيث تشير تقارير إلى أن الصين تتداول ما يساوي 100 ألف عملة منها يوميًا، خلال التداولات اليومية.


وكانت العملة بدأت عام 2016 عند مستوى 435 دولارا، ويربط كثير من الخبراء ارتفاع قيمتها بالانخفاض المطرد لليوان الصيني الذي هبطت قيمته ما يقرب من 7بالمئة في العام نفسه.


وتُظهر البيانات أن معظم تداول عملة بيتكوين يجري في الصين، ولهذا فإن أية زيادة في الطلب من هناك تميل إلى أن يكون لها تأثير كبير على السعر، حيث يعد عدم خضوع البتكوين إلى سلطة مركزية، ميزة جاذبة للراغبين في الالتفاف على ضوابط رأس المال في دول مثل الصين.


كيفية استخدامها


تسمح تطبيقات بيتكوين الإلكترونية للمستخدمين بالتعامل على الإنترنت، حيث يسمح بإنشاء وحفظ مفاتيح خاصة بالمُستخدم للاتصال بشبكتها.


وتم إطلاق أول تطبيق بيتكوين سنة 2009 عن طريق ساتوشي ناكاموتو مُؤسس عملتها التي تحمل الاسم نفسه كتطبيق مجاني ومفتوح المصدر.


وتتم مدفوعات بيتكوين من خلال تطبيقات محفظة بيتكوين، إما من خلال الكمبيوتر الشخصي أو الهاتف الذكي، عن طريق إدخال عنوان المستلم والمبلغ المدفوع، ويمكن أن تستعمل كخادوم لاستقبال تلك المدفوعات ولخدمات أخرى مُتعلقة بالدفع كالشراء الإلكتروني.


واحتضن مقهى إسبريسو في مدينة فانكوفر الكندية أول جهاز صراف آلي    (ATM)  في العالم لعملة بيتكوين في أكتوبر 2013.


وتعترف الولايات المتحدة وألمانيا فقط بالبيتكوين كعملة، في حين تحظر استخدامها دول أخرى وأبرزها الصين وروسيا، كما أن هناك متاجر إلكترونية تتيح لعملائها التعامل بها مثل متجر مايكروسوفت، وغوغل وباي بال، وأمازون.


وهناك مزايا لهذه العملة، أبرزها أنه لا رسوم عل التحويلات بعكس الأخرى التقليدية، بالإضافة إلى السرعة والسرية في نقل التحويلات بين الحسابات، وعدم خضوع التحويلات لسيطرة البنوك والحكوميات.


في المقابل، فإن أبرز عيوبها هو تسهيل العمليات المشبوهة وغسيل الأموال، في ظل غياب الرقابة.


"البيتكوين" وسيلة تمويل العناصر الإرهابية


دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية يوم الجمعة الماضية، إلى ضرورة التنبه إلى خطر استخدام التنظيمات الإرهابية للعملات الإلكترونية المشفرة "البيتكوين"، خاصة في ظل الحملات العسكرية والأمنية التي تستهدف تجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة تمويل الحركات الإرهابية، وهو ما يدفعها إلى اللجوء إلى العملات المشفرة كوسيلة لتأمين تمويلها والتخفي من الملاحقات الأمنية.


وحذر مرصد الإفتاء، من خطورة استخدام "داعش" للعملة المشفرة "البيتكوين".