التوقيت الأربعاء، 27 نوفمبر 2024
التوقيت 12:24 ص , بتوقيت القاهرة

صحيفة فرنسية: ناصف.. "العقل المدبر" لإمبراطورية ساويرس

رغم أن حظه من الشهرة قليل عكس شقيقه نجيب ساويرس، إلا أن ناصف ساويرس ابن رجل الأعمال أنسي ساويرس يعتبر العقل المدبر للعائلة القبطية الأغنى في مصر، فخلال 20 عاما استطاع أن يقيم شركة أسمنت ونجح في أن يكون أكبر المنتجين للأسمدة في العالم، وفقا لصحيفة "جون أفريك" الفرنسية.


وتشير الصحيفة إلى أنه على عكس أخيه الأكبر نجيب ساويرس، مؤسس إمبراطورية الاتصالات التي باع جزءا كبيرا منها، قبل أن يدخل معترك السياسة، إلا أن ناصف ساويرس يستخدم مجالات أخرى غير أخيه استطاع خلال السنوات الـ6 الأخيرة أن يصبح أغنى شخص في عائلة ساويرس، بل وأغنى رجل أعمال في منطقة الشرق الأوسط، إذ تعدت ثروته بحسب مجلة "فوربس" الأمريكية 6 مليار دولار ليتفوق على الجزائري يسعد ربراب والمغربي عثمان بن جالون.

- إمبراطورية ناصف ساويرس


يتميز ناصف ساويرس من بين إخوته بالسرية والتحفظ وهدف تحقيق الربح في اختيار المجالات التي يعمل فيها، إذ تعتمد إمبراطوريته الاقتصادية على ثلاث عناصر رئيسية، وهي البناء والأسمنت وإنتاج الأسمدة، ويعتبر قطاع البناء من القطاعات الهامة في ثروة ناصف ساويرس من خلال شركته "أوراسكوم للإنشاء" والتي أسسها والده في ستينات القرن الماضي، والذي أسس هو الآخر ثروته على ثلاثة مجالات وهي الاتصالات التي يديرها ابنه نجيب، والسياحة التي يتولى شؤونها سامح ساويرس.

ومنذ تسعينات القرن الماضي استطاع أن يجري ناصف تحويلات كبيرة في شركة البناء وأن يجعل لها ناشط واسع على مستوى القارة، قبل أن ينطلق بعدها في مجال الأسمنت بداية في مصر عام 1999 ثم في الجزائر والإمارات العربية وباكستان وحتى في كوريا الشمالية.

وخلال أقل من عقد واحد استطاع ناصف أن يوسع إنتاجه في قطاع الأسمنت من 1.5 مليون طن إلى 35 مليون طن وهو ما حقق له عائد مادي كبير يماثل الأرباح البالغة التي يحققها أخيه في قطاع الاتصالات.

وتوضح الصحيفة أنه من هذا المنطلق استطاع ناصف ساويرس أن يبني ثروته، ففي 2007 حينما قام ببيع شركته "أوراسكوم للأسمنت" التي يمتلك فيها نسبة 60%، إلى شركة "لافراج الفرنسية"، حصل ساويرس على 6 مليار يورو نقدا من المجموعة الفرنسية إضافة إلى أنه احتفظ بـ2.8 مليار يورو تحت شكل أسهم في الشركة، ليظل بذلك ثاني أكبر مساهمين في عملاقة الأسمنت، ثم بعد ذلك بأسابيع امتلك 5% من رأس مال  شركة "لافراج" الفرنسية التي تعتبر أكبر شركة في العالم في هذا القطاع.


- الدخول في عالم الأسمدة 


عمل ناصف ساويرس بعد ذلك على استخدام هذه الثروة الكبيرة من أجل توطيد إمبراطوريته القائمة على الأسمنت والبناء، ليدخل في قطاع ثالث وهو الأسمدة، ففي 2008 امتلكت شركة أوراسكوم التي أسسها، "الشركة المصرية للأسمدة" الرائدة في إنتاج الأسمدة النيتروجينية.

وتابعت الصحيفة :"ناصف ساويرس قام بالاستثمار في أمريكا في هذا المجال أيضا، ففي نوفمبر الماضي أقام في مدينة لي "Lee" الواقعة على بعد 1500 متر من نيويورك، بإنشاء أحد أكبر مشروعاته، وهو مصنع للأسمدة بقيمة 2 مليار دولار".

- عداؤه لمبارك والإخوان

نوهت الصحيفة بأنه خلال هذه الفترة أقدم ناصف ساويرس على مغامرة كبيرة، إذ أنه قام بنقل مقر شركة "أوراسكوم للإنشاء" إلى أمستردام بدلا من القاهرة، وقد حالفه عدم حدوث أي بلبلة من قبل الحكومات أو أي ضجة إعلامية.

وعلق على هذه المخاطرة خلال حوار له في صحيفة إلكترونية تسمى Wharton School في بداية 2014: "ينبغي أن ننظر إلى هذا القرار من إطار المرحلة، هذا الإطار حينما كانت الحكومة المصرية معادية بشدة للنساء والأقليات والمسيحيين والكثير من رجال الأعمال، فإذا لم نقم بالانتقال إلى هولندا، كنا سنرحل إلى سيبريا أو ألاسكا بسبب الإخوان المسلمين".

وأضاف :" لم يكن لدينا خيار حقيقة، كان يتم مضايقتنا بشكل يومي".

وتلفت الصحيفة إلى أن رأس مال شركة أوراسكوم للإنشاء يتخطى حاليا 5.5 مليار يورو، يمتلك ناصف وسامح وأبيهما أنسي أكثر من رأس مالها، ومن بين المشاركين في رأس مال هذه الشركة، شركتي استثمار أمريكيتين بالإضافة إلى بيل جيتس، مؤسس مايكروسوفت والذي أصبح منذ مارس 2015 يمتلك 6.1% من رأس مال أوراسكوم.

تبين الصحيفة أنه نظرا لانخفاض العائد الذي تحققه شركة أوراسكوم للإنشاء منذ عام 2011 على الرغم من عملها في حوالي 20 دولة، إلا أن ناصف ساويرس يعمل على تحويل مجال هذه الشركة الأخرى إلى مجال إنتاج الأسمدة، وقد حقق في 2014 مكاسب كبيرة من هذا القطاع الجديد الذي أدخله إلى شركة البناء، حيث أصبحت تنتج 6.8 مليون طن خلال العام الماضي لتسجل نفسها سريعا بين عمالقة إنتاج الأسمدة النيتروجينية في العالم.