"الحمار" في الاستثمار.. لبن ومنشطات جنسية
في الوقت الذي يلجأ فيه بعض الأشخاص لاستثمار الحمير بطرق غير مشروعة بذبحها وبيع لحومها للمواطنين كما حدث مؤخرا في الفيوم، هناك عدد من الدول تستثمر الحمار بطرق مختلفة، في الألبان، والجبن والعناية بالبشرة والمنشطات الجنسية.
جلود الحمير والمنشطات الجنسية
على غير العادة، يستخدم الحمار في الصين استخداما مختلفا، ليس للركوب ولا لإنتاج الأحذية والمصنوعات الجلدية الفاخرة، وإنما لاستخلاص عقاقير ومنشطات جنسية.
وتصدر مصر حوالي 7 آلاف قطعة من جلود الحمير للصين سنويا، بقيمة 210 ألف دولار، تستخدمها في صناعة الفيتامينات، والمنشطات، والمنتجات الدوائية، بحسب نائب رئيس المجلس التصديري للجلود والمصنوعات الجلدية، هشام جزر، في تصريحات سابقة لـ"دوت مصر".
ويتم تصدير حوالي 10 حاويات من جلود الحمير للصين، كل حاوية تستوعب ما بين 600 إلى 700 قطعة جلد، أي حوالي 7000 قطعة سنويا، وهو رقم كبير بحسب رئيس شعبة تجار الجلد الخام بغرفة القاهرة التجارية، محمد سيد مهران، مؤكدا أن الهدف الوحيد من استيراد الصين لهذه الجلود، هو استخدامها في صناعة المنشطات الجنسية فقط، وأنها تصدر في صورتها الخام دون إجراء أي عمليات معالجة لها، ويحتكر عملية تصدير الجلود في مصر شخص واحد فقط، وفقا لمهران.
لبن الحمير وتجميل البشرة
ولم تقتصر استثمارات الحمير على جلودها فقط، بل إن حليبها له فوائد صحية ويعالج بعض الأمراض، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الحضارات القديمة كانت تستخدم حليب الحمار كعلاج للعديد من الأمراض، بالإضافة إلى استخدامه لتجميل البشرة، وإعادة النشاط إليها.
ووفقا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة، فإن خصائصة الغذائية تجعله مناسبا لـ2 إلى 4% من السكان الذين يعانون من حساسية حليب الأبقار.
وتستثمر تركيا أيضا في لبن الحمير، إذ يبلغ سعر الكيلو جرام بنحو 60 ليرة تركية، وهناك أحد الأشخاص يدعى محمد علي يالتشين، لديه مزرعتين للحمير، في اسطنبول، يقوم ببيع الحليب بأسعار مرتفعة، ويورده إلى جميع أنحاء تركيا.
وقال في تصريحات لوكالة الأناضول، إنه تلقى طلبيات من دول أخرى لكنه لا يستطيع إرسال الحليب بالطائرات بسبب حظر حمل المواد السائلة على الطائرات، كما لا يمكن شحنه بسبب طول المدة التي يستغرقها الشحن، ما يؤدي لفساد الحليب.
جبن الحمير
ولم يقتصر استخدام لبن الحمير عند ذلك، بل يمتد أيضا لإنتاج الجبن، وقد تتفاجأ لو علمت أن جبن الحمير هو الأغلى عالميا على الإطلاق، إذ يساوي سعر الكيلو جرام منها 1000 يورو، وتقوم مدينة زاسافيتسا الصربية، بإنتاج كميات كبيرة من جبن الحمير.
ويتصف حليب أنثى الحمار بمزايا طبية عديدة، لأنه يشبه حليب النساء من ناحية مكوناته، ولا تستطيع حمارة واحدة إعطاء سوى 2 ديسيلتر من الحليب يوميا، وسعر اللتر 40 يورو، ومن أجل إنتاج كيلوجرام واحد من الجبن المذكور يتطلب الأمر 25 لترا من هذا الحليب.
ويحتوي هذا الحليب على عناصر مضادة للحساسية، وهو خال من الدهون تقريبا، وتزداد كمية فيتامين C فيه عنها في حليب الأبقار بـ 60 ضعفا.