التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 07:11 ص , بتوقيت القاهرة

قوة الدولار تضرب الاقتصاد الأمريكي

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية، بدعم قوة اقتصاد الولايات المتحدة، وتعافيه بشكل كبير من تبعات الأزمة المالية العالمية في عام 2008، مسجلًا أفضل أداء في مؤشرات النمو، والتشغيل، والتصنيع مقارنة بباقي الاقتصادات الكبرى، وسط توقعات بقرب رفع معدل الفائدة.


وألقى الصعود القوي للعملة الأمريكية بظلاله القاتمة على الاقتصاد، حيث أن واقع قوة الدولار أسفرت عن خسائر حقيقية للشركات الأمريكية، ومؤشرات الاقتصاد الكلي.


وأعلنت شركات أمريكية كبرى أرباحًا منخفضة بسبب ارتفاع قيمة الدولار، حيث تقوم ببيع أحجام كبيرة من السلع في الأسواق الخارجية، ولكنها تحصل على المقابل المادي بالعملات الأجنبية منخفضة القيمة مقابل الدولار.


معاناة الشركات الكبرى 


تأثر عدد من الشركات الأمريكية الكبرى بارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية، حيث تراجعت قيمة صادرتها للأسواق الخارجية، وهو ما ألقى بظلال قاتمة على نتائج أعمالها الإجمالية خلال الفترة الأخيرة، وتوقعاتها للأرباح المقبلة.


وأشارت بنوك استثمارية أمريكية إلى أن ارتفاع سعر الدولار سيؤدي إلى تراجع عائدات الشركات الأميركية بنحو 12 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري.


وسجلت شركة جوجل إيرادات وأرباح أقل من المتوقع خلال الربع الأخير من العام الماضي، بعد أن حققت أرباحًا بقيمة 6.88 دولار للسهم الواحد، وإجمالي إيرادات بلغت 18.1 مليار دولار، مقارنة بتوقعات محللين بتسجيل أرباح بقيمة 7.11 دولار للسهم، وإيرادات 18.46 مليار دولار.


وقال رئيس مجلس إدارة جوجل "باتريك بيشيت": إن الإيرادات تأثرت سلبًا بارتفاع قيمة الدولار، مشيرًا إلى أن قوة العملة الأمريكية تسببت في خسارة الشركة 468 مليون دولار.


كما أعلنت شركة فورد موتور، ثاني أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة، تراجع أرباحها في الربع الأخير من العام الماضي، بسبب ارتفاع سعر الدولار أمام العملات الرئيسة.


وبلغت أرباح فورد خلال آخر 3 أشهر من عام 2014 نحو 52 مليون دولار، مقابل نحو 3 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الأسبق، فيما قالت الشركة أن ارتفاع قيمة الدولار أثر سلبًا على أرباح الشركة.


وأعلنت شركة "3 إم" الصناعية الأمريكية أن قوة الدولار ستؤدي إلى تراجع قيمة مبيعاتها الإجمالية بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3% في عام 2015.


كما أوضحت "ماكدونالدز" أن ارتفاع الدولار قد يؤدي إلى تراجع إيرادات الربع الأخير من عام 2014 بنسبة 7%، بينما حذرت شركة "كوكاكولا" من هبوط الدخل التشغيلي بنحو 9% في الربع الأخير من العام الماضي.


إيرادات الضرائب


يهدد التراجع في أرباح وإيرادات الشركات الأمريكية الكبرى، خاصة في أسواقها الخارجية بهبوط عائدات الضرائب الأمريكية، مع فرض السلطات الأمريكية ضرائب على أعمال الشركات في الخارج.


ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مشروع الموازنة الجديدة التي تقدم بها إلى الكونجرس مؤخرًا إلى فرض ضريبة استثنائية بنسبة 14% على أرباح تقدر بنحو 2.1 تريليون دولار حققتها شركات مثل جنرال إليكتريك، ومايكروسوفت في الخارج، مع فرض ضريبة نسبتها 19% على الأرباح المستقبلية للشركات في الخارج.


ارتفاع العجز التجاري


سجل العجز التجاري الأمريكي ارتفاعا كبيرا في ديسمبر الماضي، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ 2012، مع صعود الدولار الذي أثر إيجابا على الواردات، وسلبا على الصادرات، 


ويرفع الارتفاع المفاجئ للعجز التجاري في ديسمبر توقعات بتعديل تقديرات الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام الماضي بالنقصان، بعدما أعلنت الحكومة الأمريكية الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل سنوي 2.6%، وتشير التقديرات إلى أن التجارة خفضت 1.02 نقطة مئوية من النمو.


وتراجعت الصادرات 0.8% إلى 194.9 مليار دولار في ديسمبر، مسجلة أدنى مستوياتها في ثمانية أشهر، بينما زادت الواردات 2.2% إلى 241.4 مليار دولار، وارتفعت الواردات غير البترولية إلى مستوى قياسي على خلفية قوة الدولار الأمريكي