هل يؤثر "إرهاب سيناء" على محاور التنمية؟
نفى عدد من خبراء الاقتصاد في مصر حدوث أي تأثير على ممرات التنمية بالقناة، لا سيما بعد قرار رئاسة الجمهورية بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق قناة السويس، لمكافحة الإرهاب، مؤكدين أنها خطوة داعمة أمنيا واقتصاديا، وتؤدي بالضرورة إلى الاستقرار وتحسين مناخ الاستثمار.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي، رشاد عبده، إن الإرهاب له تأثيراته على كل قطاعات الدولة، وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي، وتعد مشاكله غير المباشرة أخطر وأكبر من مشاكلة المباشرة، عبر تفجير الناقلات أو تخريب المنشآت، إذ تعمل على خروج الاستثمارات من مصر وعدم دخول أي استثمارات جديدة، خشية من الخسائر التي قد يجنيها جراء العمليات الإرهابية التي تطوله.
وأضاف عبده، في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن عمليات القضاء على الإرهاب في سيناء، لم تؤثر على العمل في قناة السويس أو أي مشروعات تنموية أخرى، مشيرا إلى أن تأكيد الحكومة الالتزام بميعاد المؤتمر الاقتصادي وعدم تأجيله مع توفير التأمينات اللازمة، يعد خطوة إيجابية لطمأنة المستثمرين.
فيما أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور فخري الفقي، أن العمليات الإرهابية طالت العالم كله، وليس مصر وحدها، مضيفا أن فكرة وضع قيادة واحدة للمنطقة العسكرية، سيعمل على توفير المزيد من الأمن، إذ تؤدي العمليات الإرهابية لخسائر في الأرواح والبنية التحتية والمنشآت وغيرها، وجميعها خسائر اقتصادية.
ونفى الفقي وجود أي تأثير على قناة السويس وعمليات العمل بها، مؤكدا أن بالرغم من العمليات الإرهابية، إلا أن هناك استمرارا في العمل بالقناة، إلى جانب استمرار توافد السائحين على شرم الشيخ، مضيفا أن الحكومة المصرية تعمل جاهدة على توفير التأمين الكامل للمؤتمر الجاري انعقاده في مارس القادم، ودعت السفراء لزيارة مصر قبل المؤتمر للتأكد من التأمين الكافي.
ورأى الخبير الاقتصادي حمدي عبدالعظيم، أن العمليات العسكرية تأخذ مسارات جغرافية بعيدا عن مجرى قناة السويس، فالعمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب تتم شرق القناة، أما أعمال الحفر فتتم غرب القناة، مضيفا أن وجود قيادة موحدة هناك هي مجرد إحكام أمني وليس لها أي تأثير على محاور التنمية، وبالتالي فهو دور إيجابي.
ونوه عبدالعظيم، بأن هناك خسائر اقتصادية كبيرة على الاقتصاد المصري كانت قد تطول الدولة، في حالة إن تمكن الإرهاب من تنفيذ عملياته، موضحا أن الضعف الأمني والعنف يؤدي إلى ضعف توافد السائحين، فيما تقوم الدول بإلغاء رحلاتها إلى مصر، ما يؤدي لفقدانها مصدر هام للدخل، بالإضافة إلى عزوف المستثمرين على الاستثمار بمصر، لما تعانيه من مشاكل أمنيه، خشية أن العنف قد يطولهم، هذا إلى جانب الخسائر التي تطول المنشآت وغيرها، التي تتحمل الدولة تكاليفها.
وكان قد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، قرارا بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة لمكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، برئاسة اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر مع ترقيته لرتبة الفريق.