التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:42 م , بتوقيت القاهرة

كيف تؤثر البطالة على صحتك؟

<p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">أكد تقرير لفريق الصحة بمجموعة البنك الدولي، أن سلبيات البطالة تتجاوز الآثار الاقتصادية إلى الأضرار الصحية المادية والنفسية، التي قد تؤثر بدورها على الاقتصاد الكلي للبلاد.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي يشهد الاقتصاد الأمريكي توظيف أعداد أكبر من المواطنين كل شهر، لينخفض معدل البطالة بذلك إلى 5.6%، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ التسعينات، فإن بعض مناطق العالم مازالت متأثرة بما شهدته من ركود عام 2008، ففي بعض بلدان الاتحاد الأوروبي مازالت نسبة البطالة المرتفعة في مستويات غير مسبوقة وخاصة بين الشباب، حيث تبلغ في إسبانيا واليونان مثلا حوالي 25%.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">ورصد تقرير حديث أعده باحثون من معهد التخطيط الحضري، إن الابتعاد عن العمل لمدة ستة أشهر أو تزيد يصاحبه انخفاض في مستوى الرفاهية للمتعطلين وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية، وفي حين أن برامج التحويلات الضريبية والاجتماعية يمكن أن تساعد على تخفيف تبعات البطالة الطويلة الأجل، فإن تراجع دخل الأسرة بسبب توقف دخل العامل يحد بشكل مباشر كمية وجودة ما تستطيع أسرة هذا العامل شرائه من سلع وخدمات، ويزيد  من تعرضها للضغط والتوتر، ويمكن أن يؤثر التآكل في القاعدة الضريبية المستخدمة في تمويل الخدمات العامة تأثيرا سلبيا على الأفراد والأسر عن طريق الحد من هذه الخدمات.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وحذرت دراسة حديثة من تبعات فقدان العمل على السلوكيات الصحية للأفراد، وتتبع المؤلفان في الدراسة التي نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، الأفراد أنفسهم خلال فترتي ركود في الولايات المتحدة من بينهما الركود العظيم عام 2008، ويرجع هذا إلى أن السلوكيات تختلف كثيرا في مواجهة قيود الموارد ومستوى الضغوط بسبب فقدان الوظيفة، وكذلك التوقعات بشأن طول الفترة التي ستمتد حتى الحصول على عمل آخر.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">ومن حيث تأثيرات البطالة على النشاط البدني (الإنفاق على الطاقة) واستهلاك الطعام (المقدار المتحصل من الطاقة) والأثر على وزن الجسم (حسب مؤشر كتلة الجسد)، فقد خلصت الدراسة إلى أن استهلاك الطعام والإنفاق عليه يتراجعان بعد فقدان العمل، ما يترك مؤشر كتلة الجسد بدون تغير أو مرتفعا ارتفاعا طفيفا (خاصة بين الأفراد الذين كانوا يتسمون بالسمنة من قبل). </span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن فقدان العمل بين النساء يصاحبه زيادة في إمكانية التحول إلى التدخين، ويتفق ذلك مع التراجع في التوقف عن التدخين، أو العودة إلى التدخين بين المدخنين السابقين بسبب التوتر.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وتضيف الدراسة أنه لا يوجد أثر جوهري بين الرجال فيما يتعلق بالتدخين، وإن كان هناك كما هو الحال بالنسبة للنساء انخفاض في عدد السجائر التي يتم تدخينها بين المدخنين الشرهين، وحيث أن النشاط البدني يمكن أن يحفز على تحسين الصحة، تستنج الدراسة أنه رغم أن البطالة ترتبط ارتباطا ضعيفا بالزيادة في الوزن، فإن انخفاض إجمالي النشاط البدني في انعكاس لفقدان الوظيفة بين العمالة اليدوية، وقضاء وقت أطول في أنشطة ثانوية (مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت) قد يكون له آثار سلبية على الصحة، كما أن العاطلين عن العمل يؤجلون عادة الفحوص الطبية الروتينية، أو تناول العقاقير بسبب القيود على الدخل لفقدانهم التأمين الصحي.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وفيما يتعلق بالتغير في الارتباط بين أوضاع الاقتصاد الكلي، والمعدل العام للوفيات، فإن دراسة أخرى وجدت آثارا لأسباب معينة للوفاة وليست تغيرات في تشكيل إجمالي الوفيات، فعلى سبيل المثال، يتسق غياب الأثر الجوهري للبطالة على التغير في السلوكيات الصحية مع دلائل على أن الوفاة بسبب أمراض القلب لم تتغير بشكل جذري بمرور الوقت، في حين أن الوفيات بسبب حوادث الطرق تنخفض عادة خلال الركود الاقتصادي؛ لأن قلة الدخل نتيجة للبطالة يرتبط بتراجع عدد الأميال التي تقطعها كل سيارة. </span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">ووجدت الدراسة ارتباطا سلبيا بمرور الوقت بين الوفيات بسبب السرطان، وبعض الأسباب الخارجية للوفاة (وخاصة المرتبطة بالتسمم العارض). وخلصت إلى أن الأثر المتغير لأوضاع الاقتصاد الكلي على وفيات السرطان قد تنعكس جزئيا على توفر الموارد المالية أو التغطية التأمينية التي يمكن استخدامها في الحصول على العلاج المتخصص المرتفع التكلفة. </span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وقد تحدث زيادة في الوفيات المسجلة نتيجة للتسمم العارض بسبب زيادة التوتر أو الاكتئاب المتعلق بفقدان الوظيفة خلال فترات الركود الاقتصادي. ويرتبط هذا بدوره مع استخدام عقاقير بوصفات طبية أو بصورة غير قانونية قد تتضمن مخاطر قاتلة عند تناول جرعة زائدة.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:36px;">وتظهر أدلة أخرى أنه بعد الأزمة الاقتصادية عام 2008 ارتفعت معدلات الانتحار في مجموعة من البلدان الأوروبية والآسيوية محل الدراسة، وخاصة بين الرجال وفي البلدان التي شهدت مستويات عالية من فقدان الوظائف.</span></p>