شهد الأسبوع الماضي عدة أحداث اقتصادية هامة على المستويين المحلي والعالمي، تصدرها إقامة المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والهبوط القياسي في قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار.

ويرصد "دوت مصر" أبزر ما شهدته مصر والعالم من أحداث اقتصادية خلال الأسبوع الماضي.

تراجع تاريخي للجنيه

هبط سعر الجنيه المصري خلال تعاملات الأسبوع الماضي لأدنى مستوى في تاريخه، مع اتجاه البنك المركزي لخفض سعر العملة، لجذب المستثمرين الأجانب قبل مؤتمر مصر الاقتصادي المقرر في شهر مارس المقبل (ماذا فعل المركزي في الجنيه خلال 5 أيام؟).

وخفض البنك المركزي - الذي يملك سيطرة فعلية على سعر العملة المحلية - قيمة الجنيه بنحو 3.5% خلال الأسبوع الماضي، ليصل الدولار إلى 7.39 جنيه، مقابل 7.14 جنيه يوم الخميس قبل الماضي.

تفضيل المنتج المحلي

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا بقانون يقضي بتفضيل المنتجات المحلية في العقود الحكومية، في حين أعلن أنه سيقوم مطلع الأسبوع المقبل، بتشكيل لجنة من كافة الجهات المعنية؛ لإعداد اللائحة التنفيذية لقانون تفضيل المنتجات الصناعية المصرية في العقود الحكومية، على أن تصدر خلال الثلاثة أشهر المقبلة. (لماذا فضل السيسي المنتج المحلي؟)

وعدد وزير التجارة والصناعة، منير فخري عبدالنور، أسباب قيام السيسي بإصدار القانون، حيث سوف يساعد على تحسين أداء ميزان المدفوعات، من خلال توفير العملات الأجنبية، ومنح المنتجات المحلية أولوية داخل المناقصات والعقود الحكومية، مع اشتراطات الجودة والسعر المناسب،وتحفيز المستثمرين لضح استثمارات جديدة في المجال الصناعي وما يواكب ذلك من خلق وتوليد فرص عمل جديدة، إلى جانب دفع المنافس الأجنبي لتقديم أفضل العروض السعرية.

وزير المالية يتوقع نموًا 4%

قال وزير المالية هاني قدري دميان إن مصر تتوقع تجاوز معدل النمو 4% "بسهولة" في السنة المالية الحالية (2014 - 2015)، والتي تنتهي في شهر يونيو المقبل، بدعم من تزايد الثقة والمكاسب المحققة من انخفاض أسعار النفط.

وأوضح دميان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، أن العجز في موازنة السنة الحالية سيتراجع إلى ما بين 10 و10.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع 12.5 إلى 12.6% في (2013 - 2014).

انطلاق مؤتمر دافوس 

انطلقت الأربعاء الماضي، فعاليات الدورة الخامسة والأربعين مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع "دافوس" السويسري، بمشاركة نحو 40 رئيس دولة منهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من المسؤولين الحكومين الدولين، وأكثر من 2500 من رؤساء الشركات والمؤسسات العالمية الكبرى.

كما ناقش المنتدى الاقتصادي 10 تحديات عالمية رئيسية، تتمثل في تغيرات المناخ وندرة الموارد، ورأس المال البشري ومهارات التوظيف، وعدم المساواة بين الجنسين، والبنية التحتية والتنمية، والأمان الغذائي والزراعة، والتجارة العالمية والاستثمار، ومستقبل الإنترنت، ومكافحة الفساد والجرائم المالية العالمية، ومستقبل النظام المالي العالمي، والاندماج الاجتماعي.

 نمو اقتصاد للصين

أعلنت الصين تسجيل معدل نمو اقتصادي في عام 2014 بنسبة 7.4%، وهو أقل من المستهدف الحكومي الذي يبلغ 7.5%، مسجلًا أدنى مستوى للنمو منذ عام 1990.

وشهدت الصين - ثاني أكبر اقتصاد في العالم - تباطؤا ملحوظا خلال العام الماضي، بضغط اتجاه الحكومة لتقليص الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية ودعم الاستهلاك المحلي، وتراجع أسعار العقارات وما أسفرت عنه من أزمة ديون، بالإضافة إلى التركيز الحكومي على منع تلويث البيئة بالصناعات كثيفة الطاقة مثل الإسمنت، والحديد، وغيرها.

التيسير الكمي في أوروبا

أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراجي"  طرح البنك برنامج لشراء السندات السيادية في منطقة اليورو بقيمة 60 مليار يورو (70 مليار دولار تقريبا) شهريا.

وأوضح "دراجي" أن القرار جاء لضخ سيولة في السوق الأوروبي، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي، ومعدلات التضخم المتراجعة، وسط ارتفاع لمعدلات البطالة لتصل إلى 11.5%.

اليورو ينهار

عقب قرار البنك المركزي الأوروبي بشراء سندات سيادية بقيمة إجمالي تصل إلى 1.1 تريليون يورو (1.3 تريليون دولار أمريكي) حتى شهر سبتمبر 2016، هبط سعر اليورو بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي.

وسجل اليورو 1.1204 دولار بنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له أمام العملة الأمريكية منذ أكثر من 11 عامًا.

النفط ووفاة ملك السعودية

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ عقب إعلان وفاة ملك السعودية عبدالله بن عبد العزيز، وسط مخاوف في الأسواق العالمية بشأن احتمالية تغير السياسة السعودية بشأن إنتاج وأسعار النفط.

وعاودت أسعار الخام تداولاتها الطبيعية عقب إعلان السعودية استمرار سياستها الحالية بشأن النفط، حيث أنهى خام برنت جلسة الجمعة الماضية مرتفعا عند مستوى 48.7 دولارًا للبرميل، في حين هبط سعر الخام الأمريكي لمستوى 45.5 دولارًا للبرميل.

وكانت السعودية قامت بقيادة منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لقرار تثبيت الإنتاج في شهر نوفمبر الماضي، بالرغم من انخفاض أسعار الخام، كما واصلت نفس السياسة الرامية إلى الحفاظ على الحصص السوقية حتى مع هبوط أسعار الخام، والذي فقد أكثر من 55% من قيمته منذ شهر يونيو الماضي.

توقعات نمو الاقتصاد العالمي

خفض صندوق النقد الدولي توقعاته بشأن معدل النمو الاقتصادي العالمي في عامي 2015 و 2106 بنحو 0.3% إلى 3.5% و 3.7% على التوالي.

وأرجع الصندوق تراجع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى التباطؤ في الصين ومنطقة اليورو واليابان، والتأثير المتوقع على اقتصاديات الدول المصدرة للنفط جراء الهبوط في أسعار النفط.