فى شوارع مختلفة المساحات والتفرعات بمنطقة حى غرب وتحديدا فى سوق القيسارية تقع حلقة السمك، أقدم مكان لبيع السمك فى مدينة أسيوط، حيث يقصده جميع الأهالى بمختلف مستوياتهم الاجتماعية فعلى بعد حوالى 500 متر من مدخل سوق القيسارية تجد الباعة بمختلف اعمارهم تمتد أمامهم طولات مختلفة تحمل نوعين أو أكثر من السمك، يعلوهم ألواح وقطع ومكعبات مختلفة الأحجام من الثلج، ويتسابق الباعة فى إقناع الزبون الذى يقصد هذا المكان خصيصا بحثا عن السمك الطازج، لإقناعه بان هذا النوع أفضل من غيره، أو أن السمك طازة ولم تمر ساعات على صيده.

لم ترتبط حلقة السمك بغرب البلد بمواعيد فالسمك موجود طوال اليوم ويبدأ الاقبال عليه منذ الفجر تقريبا وهو الوقت المثالى للشراء عقب الصيد فورا حيث تتم عملية الصيد فى وقت متأخر من الليل أو فى الساعات الأولى من الصباح الامر الذى جعل آكلى الأسماك حريصون على شرائه فى الصباح الباكر ولكن لم يمنع ذلك حصول بعض الأهالى عليه فى آخر النهار.

وفى الحلقة تتداخل أصوات البائعين فى النداء على المارة ما بين "طازة يا سمك" أو بلدى مش بتاع أسوان أو "أحلى من اللحمة يا سمك" حتى تجعل الزبون فى حيرة من أمره من أى بائع يختار فى الوقت الذى تحبو فيه القراميط وسط الحلقة متسببه فى ضحكات المارة والأطفال.                      

واحدا ممن يفترشون الأرض بفرش سمك المعلم أحمد أبو كامل، قال إن بيع السمك فن مش فرش فالعشرات من البائعين يفترشون لبيع السمك إلا أن ليس جميعهم يستطيعون إقناع الزبائن بالشراء فلابد أن يكون لدى البائع فن وخبرة فى بيع السمك قبل ان ينصب فرشه لبيعه لان لو السمك مر عليه وقت كبير يتعرض للعفن والبائع الشاطر يحاول يخلصه أول بأول علشان الرزق يكون بدرى "والسمك ما يبوظش" وأضاف المعلم أحمد أن الذبون الذى يأكل السمك بحب يستطيع التميز بين السمك النيلى او السمك البلدى وبين سمك المزارع دون اى وصف للسمك فالرئحة والطعم يختلفان بين السمك البلدى وأى سمك اخر، مضيفا ان الأهالى بأسيوط أكثر إقبالا عن شراء سمك البلطى دون أى نوع غيره من السمك.

المعلم محمد أحمد أحد تجار الأسماك فى حلقة السمك بالقيسارية بأسيوط، قال أن أفضل وقت لصيد السمك ليلا حيث يكون الجو أفضل ولا يتعرض السمك للحرارة كثيرا، مضيفا أن أغلب الزبائن تقوم بشراء السمك فى الصباح الباكر وخاصة ربات البيوت، اما الموظفات فيفضلن شراء السمك عقب خروجهن من العمل فيعتبر وقت ما بعد الظهر وفى الصباح الباكر من أكثر الأوقات التى تكون فيها الحلقة مزدحمة بالزبائن، وأضاف المعلم محمد أن موسم الشتاء من اكثر المواسم التى يرتفع فيها سعر السمك لأن الصيد بيقل فيزداد السعر من 10 إلى 15 جنيها عن سعر السمك فى الأيام العادية.

وقال المعلم محمد أن سمك القرموط من الأسماك التى يقبل عليها الأهالى بجانب البلطى وهو من الاسماك التى تقدم منه أطباق وأصناف مختلفة سواء طواجن أو مقلى، مضيفا أن القرموط الطازج يكون حى عند شرائه ولا يقبل الزبائن على شراء القرموط الميت.

قال المعلم عبد ربه أحد معلمين حلقة السمك إن سعر كيلو السمك البلطى يتراوح من 20 ل 25 جنيها بالحلقة، وفترة الصباح يعتبر فيها السمك أغلى لأنه طازج فأفضل وقت لصيد السمك يكون فى الساعات المتأخرة من الليل حتى يظل طازج لآخر النهار.

وأضاف المعلم عبد ربه ان اهم ما يميز السمك الطازج هو أن خياشيمه حمراء وقشرة تعلوه لمعة، أما السمك غير الطازج او الذى اصابه العفن فانه يكون لون خياشيمه أسود، أو أغمق قليلا من اللون الطبيعى ويكون قشرة مطفى وبطنه منفوخة.

وأوضح المعلم عبد ربه أن أكثر نوع يقبل عليه الزبون بمدينة أسيوط هو السمك البلطى ويليه القرموط أما الأسماك الأخرى المختلفة الانواع كاسمك البحر الأحمر لا يطلبها الزبون بكثرة ولها محلاتها الخاصة التى تباع فيها ونادرا ما يبيعها صاحب فرش بالحلقة.