التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:02 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو .. انتعاش السياحة العلاجية بواحة سيوة

يشهد موسم السياحة العلاجية بواحة سيوة، انتعاشة كبيرة خلال شهر أغسطس من كل عام، مع توافد المرضى من المصريين والعرب والأجانب، للعلاج بالدفن فى رمال جبل الدكرور ومياه العيون الكبريتية المنتشرة بالواحة، ويعتبر شهر أغسطس هو أنسب الشهور للعلاج بالدفن فى الرمال" حمامات الرمال".
 
 
وتساعد حمامات الرمال فى علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل وتنشيط الدورة الدموية والآلام العضلية وغيرها من الأمراض.
 
ويبدأ موسم السياحة العلاجية منتصف شهر يونيو، وتستمر حتى منتصف سبتمبر من كل عام، وينعكس ذلك فى إحداث رواج سياحى وتجاري خلال فصل الصيف، ويجعل من الواحة مقصداً سياحياً طوال العام، حيث تعد الواحة أحد أفضل المقاصد السياحية الشتوية، ذات المناخ الجاف شديد الحرارة صيفاً والدافئ شتاء، إضافة إلى السياحة الأثرية.
 

انتعاش السياحة العلاجية بواحة سيوة
 
وأكد أحمد نصر مهندس كمبيوتر مقيم فى أمريكا، لـ"اليوم السابع" أنه يتردد على واحة سيوة للاستجمام، مؤكداً أنه كان يعانى آلام فى الظهر، ونصحه الأطباء بالعلاج الطبيعى، وجرب قبل 5 سنوات العلاج بالدفن فى الرمال، وساعده ذلك من التخلص من آلام الظهر.
 
وأضاف بأن العلاج بالرمال ليس صعبا، وأنه فى بداية حمام الرمل يشعر الشخص بسخونة الرمال وبعدها يكون الأمر طبيعيا، فيجب ألا يخاف من يريد العلاج بالرمال وسيشعر بتحسن وفرق كبير بعد ذلك.
 
وقال المهندس المصرى المقيم فى أمريكا، العلاج بحمامات الرمل لا يأخذ حقه إعلامياً، وكثيرون يجهلون هذا العلاج، مؤكدا أن دول كبيرة مثل اليابان وانجلترا تعمل دعاية ومواقع على الإنترنت تتحدث عن العلاج بحمامات الرمل، وفى مصر لا يوجد اهتمام بهذا الأمر بشكل كافي، مؤكداً أن عرف العلاج بحمامات الرمال من خلال مواقع أجنبية، واكتشف أنه علاج متعدد الفوائد.
 
وأشار إلى أن المجتمع السيوى يهتم بالسياحة العلاجية، ويحتاج لدعم الدولة وتوفير وسائل مواصلات مريحة وتشغيل مطار، خاصة وأن سيوة تتمتع بعوامل جذب متعددة. 
 

تجهيز الحفر ودفن المرضى فى رمال جبل الدكرور للعلاج
 
وأكد عبد العزيز زكريا المتحدث الإعلامى لأحد مراكز العلاج وأحد أبناء سيوة المهتمين بالحياة البيئة، أن هناك عددا كبيرا من المصريين والعرب والأجانب، يتوافدون على الواحة للعلاج بحمامات الرمال والمياه الكبريتية، خلال أشهر الصيف، ويتزايد الإقبال خلال شهر أغسطس، لأن نتائج العلاج تكون أكثر بسبب ارتفاع درجة الحرارة. 
 
وأضاف "زكريا" أن المراكز العلاجية بسيوة، توفر الإقامة والخدمة والإعاشة، خلال مدة العلاج التى تتراوح بين 3 إلى 9 أيام حسب حالة الشخص الخاضع للعلاج، وتتراوح التكلفة الشاملة للعلاج والإقامة والإعاشة والانتقالات بين 300 و 500 يوميا، وهناك مكان مخصص لعلاج السيدات، تعمل فيه وتشرف عليه سيدات من سيوة لديهن خبرة فى هذا المجال، ويحظر بشكل قاطع التصوير داخل أماكن علاج السيدات.
 
ويؤكد أصحاب مراكز العلاج بحمامات الرمال، أنهم توارثوا هذه العملية من الأجداد الذين أخذوها من الفراعنة، وأن أفضل مكان هو جبل الدكرور، لأنه جاف، وهو أعلى الأماكن فى سيوة.
 

دفن المرضى فى رمال جبل الدكرور لعلاج أمراض العظام
 
وأكد "زكريا" أن واحة سيوة تتفرد بوجود حمامات الرمال العلاجية والعلاج بالمياه الكبريتية الفوارة والأحجار الساخنة والطمى الطبي، إلى جانب الهدوء الساحر ونقاء الجو وانعدام الرطوبة، والكنوز الطبيعية التى وهبها الله للواحة، وهو ما يجعلها من أفضل الأماكن فى العالم للسياحة العلاجية ومقصد الراغبين فى الهدوء والاستجمام.
 
وأوضح أن أهم مميزات وفوائد الدفن فى الرمال إزالة تكيسات المبايض والدهون وتنظف الرحم، وإزالة الأوجاع الرماتيزمية وآلام الرطوبة ومعالجة تيبس الفقرات وعلاج آلام الفقرات القطنية.
 
كما تساعد حمامات الرمال، تقليل الدهون من الجسم وإزالة الالتهابات ومنشط عام وتوسيع الأوعية الدموية وإزالة السموم والمخلفات خارج الجسم، وامتصاص الأخلاط والسموم وآثار الأدوية وطردها خارج الجسم، وعلاج الروماتويد والذئبة الحمراء.
 
كما تستخدم الحمامات الكبريتية والمعدنية فى العيون الجوفية المعدنية بسيوة، فى علاج حب الشباب والارتكاريا والصدفية والإكزيما وذلك مع أعشاب الصحراء الغربية، بالإضافة إلى علاج الكثير من الأمراض الأخرى مثل آلام الغضروف والبواسير والمفاصل والظهر وداء الفيل والتبول اللا إرادى.
 
وكشف محمد عمران جيرى مسئول جمعية سيوة لتنمية المجتمع وحماية البيئة، أن الباحثة نشوى علام، المدرس المساعد بكلية العلاج الطبيعى بجامعة 6 أكتوبر، حصلت على درجة الدكتوراه فى العلاج الطبيعي، بعنوان “اضطرابات الجهاز الحركى وجراحتها”، وهى دراسة مقارنة بين العلاج الطبيعى المعتاد وبرنامج العلاج برمال واحة سيوة لمرضى الروماتويد.
 

لف المريض ببطانية عقب حمام الرمال وعد تعريضه للهواء
 
وكان الهدف من الدراسة هو المقارنة بين نتيجة تطبيق البرنامج السيوى التقليدى مقابل برنامج العلاج الطبيعى التقليدين فى علاج مرضى الروماتويد، والمقارنة بين تكوين الرمل فى منطقة الدفن بالرمال عن المناطق غير المخصصة للدفن بالرمال.
 
وشارك فى الدراسة البحثية 30 مريضا تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عاما، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين فى العدد، المجموعة الأولى ضمت 15 مريض تلقوا العلاج السيوى وهو عبارة عن الدفن بالرمال، والتدليك بزيت الزيتون، والمجموعة الثانية ضمت 15 مريضا، تلقوا برنامج العلاج الطبيعى التقليدي، باستخدام العلاج الحراري، والعلاج الكهربائي، وتمرينات الأيروبكس لمدة شهر، بمعدل يومان فى الأسبوع وتم إجراء تقييم شامل لكل مريض من المجموعتين شمل تقييم مدى شدة الألم، والعجز الوظيفى وتحليل عينات دم قبل وبعد البرنامج العلاجى.
 
وعند نهاية العلاج والتقييم تم تحليل النتائج إحصائياً والتى أظهرت تحسناً ذا دلالة إحصائية بالنسبة لتخفيف الألم وتخفيف العجز الوظيفى لمرضى المجموعة الأولى، وتخفيف الألم فقط فى المجموعة الثانية، ولم يكن هناك تأثير للعلاج على نتائج تحاليل الدم فى المجموعتين.
 
وتوصلت الدراسة إلى أن العلاج السيوي، له تأثير إيجابى على الألم والعجز الوظيفى فى مرضى الروماتويد.
 
كما توصلت الرسالة، لاختلافات تكوينية فى نوعية الرمال بمنطقة جبل الدكرور المشهورة بحمامات الرمل، عن منطقة المراقى بسيوة مما يجعل سيوة متميزة عن غيرها بطبيعتها ورمالها.
 

مرضى الروماتويد والروماتزم يستغنون عن الادوية طوال العام
 
ويعتبر هذا البحث بداية وضع أساس علمى للعلاجات التراثية، واستغلال الثروات الطبيعية الموجودة فى مصر، وتنشيط السياحة العلاجية، كما أن له أثر على المجتمع السيوي، حيث إنه ينشر الوعى عن العلاجات القديمة هناك، مما يؤدى إلى زيادة توافد المرضى وتنمية المجتمع السيوى.
 
وأشادت لجنة مناقشة الرسالة بالجهد المبذول من الباحثة من خلال زياراتها المتكررة لسيوة، وعمل التحاليل اللازمة قبل بدء برنامج العلاج مع الحالات المرضية التى تم اختيارها.
 
وأوصت اللجنة المشرفة على رسالة الدكتوراه، بنشر موضوع الرسالة فى المجلات والنشرات العلمية والإعلامية المختلفة، لتنشيط ودعم السياحة العلاجية بمصر، فى ظل توافر البيئة المناسبة بواحة سيوة، وأثر ذلك فى فتح آفاق جديدة للسياحة وزيادة الدخل.