التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:33 م , بتوقيت القاهرة

أبرزها مصر والصين.. 6 بلدان تزايد فيها الحراك الاقتصادي

الجنيه المصري
الجنيه المصري

قال تقرير جديد للبنك الدولى، إن 6 بلدان نامية هي البرازيل والصين ومصر والهند وإندونيسيا ونيجيريا- تزايد فيها الحراك الاقتصادي خلال الفترة من الأربعينيات إلى الثمانينيات وإن كان بدرجات متفاوتة.

وأشار التقرير إلى أنه منذ الستينيات تباطأ التقدُّم في 4 من هذه البلدان، وتوقَّف تمامًا في الصين ونيجيريا، ولُوحِظت اتجاهات عالمية للتقارب بين الجنسين في البرازيل والصين ومصر وإندونيسيا التي اقتربت فيها الفجوات في الحراك بين الإناث والذكور من الصفر، موضحا أنه لم يحدث تقارب كهذا في الهند أو نيجيريا اللاتين لا تزال فيهما الفجوات بين الجنسين في حجمها اليوم بقدر ما كانت عليه قبل نصف قرن.

وكشف التقرير ازدياد الحراك التعليمي في الكثير من الاقتصادات مرتفعة الدخل وأجزاء من شرق آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط يتيح مجالاً للتفاؤل، ويُنبِئ بأنه يمكن الحد من تفاوت الفرص باتباع إجراءات السياسات الصحيحة.

وعلى سبيل المثال، سجل الحراك التعليمي في البرازيل ومصر وإندونيسيا زيادةً كبيرةً من الأفراد الذين وُلِدوا في الأربعينيات إلى الذين وُلِدوا في الثمانينيات- وذلك على الرغم من أن الحراك في مستويات الدخل مازال ضعيفاً في هذه البلدان.

وقال فرانسيسكو فيريرا، المستشار الأول في مكافحة الفقر والتفاوت بالبنك الدولي: "يرسم التقرير صورة واقعية لكنها دقيقة للحراك الاقتصادى وتفاوت الفرص في العالم النامي، فمن ناحية، تتسم البلدان النامية في المتوسط بالانخفاض الشديد لمعدلات الحراك الاقتصادى بين الأجيال، والأكثر مدعاة للقلق هو أنه لم يحدث تحسُّن حقيقى فى العقود الثلاثة الماضيةـ ومن ناحية أخرى، تظهر تجارب بعض البلدان أنه بالإرادة السياسية والسياسات الصحيحة يمكن تغيير هذه الأوضاع."

ويقول التقرير الذى يتتبَّع الحراك الاقتصادي بين الآباء وأطفالهم من منظور التعليم –وهو عامل حاسم يُؤثِّر على الدخل الذى يمكن أن يكسبه الفرد طوال حياته- إن الحراك قد توقف خلال الثلاثين عاماً الماضية. ونظر التقرير فى أوضاع الذين وُلِدوا بين عامى 1940 و 1980، وخلص إلى أن 46 بلداً من بين البلدان الخمسين التى سجَّلت أقل درجات الحراك من أدنى السلم الاقتصادى إلى أعلاه تقع فى العالم النامى.

لكن الفروق والفجوات بين الجنسين آخذة فى الانحسار، وتحقِّق الفتيات فى البلدان مرتفعة الدخل الآن أداءً أفضل من الفتيان فى التعليم الجامعي، وتلحق بهم فى البلدان النامية. وفى المستقبل غير البعيد، ستفوق نسبة الفتيات اللاتى يتمتعن بمستويات تعليم أفضل من آبائهن نسبة نظرائهن من الفتيان على مستوى العالم.

ولاحظ التقرير أن القدرة على ارتقاء السلم الاقتصادى بصرف النظر عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأبوين تسهم فى الحد من الفقر وتقليص التفاوتات، وقد تساعد على تعزيز النمو الاقتصادى بإتاحة الفرصة لكل فرد لاستخدام مواهبه، ويشعر من يعيشون فى مجتمعات أكثر نشاطا بتفاؤل أكبر بشأن مستقبل أطفالهم، وهو ما قد يؤدى إلى قيام مجتمع أكثر طموحاً وتماسكاً.

من جانبها قالت كريستالينا جورجيفا، المدير الإدارى العام للبنك الدولى، "كل الآباء يريدون أن ينعم أطفالهم بحياة أفضل من حياتهم، لكن تفاوت الفرص يثبط مطامح وآمال الكثير من الناس –لاسيما الفقراء. وينبغى لنا الاستثمار فى الأطفال فى سن مبكرة جداً حتى يتمتعوا بتغذية جيدة وتعليم جيد، ولضمان أن تصبح المجتمعات المحلية مكاناً آمناً لنمو الأطفال، وتعلُّمهم وازدهارهم، وتكافؤ الفرص الاقتصادية عن طريق خلق وظائف جيدة وتحسين إمكانية الحصول على التمويل."

يعتمد التقرير على قاعدة بيانات عالمية للحراك بين الأجيال أُعِدَت حديثاً وتتسم بتغطية لم يسبقها مثيل، إذ تشمل 148 بلداً يعيش فيها 96% من سكان العالم، ويرسم التقرير صورةً تفصيلية فريدة فيما تضمنته من تفاصيل لأوضاع الحراك الاجتماعى والاقتصادى وتفاوت الفرص فى أنحاء العالم. ويُسلِّط أيضا الضوء على أنماط ومُحرِّكات التنقُّل بين مستويات الدخل وعلاقتها بالحراك التعليمى عن طريق فحص البيانات المتاحة من 75 بلداً.

وتُظهِر البيانات، فى المتوسط، تراجع الصعود من أدنى السلم، وزادت أعداد الذين مازالوا محصورين فى أدنى السلم الاقتصادى فى الاقتصادات النامية. وفيما يتعلق بالأفراد الذين يُولَدون فى أسر أفقر، تضيق فرص ارتقائهم السلم الاقتصادى فى الكثير من الاقتصادات التى أصبحت مستويات المعيشة فيها فى المتوسط تقل كثيراً عن نظائرها فى الاقتصادات مرتفعة الدخل.

وقالت كارولينا سانشيز، المدير الأول فى قطاع الممارسات العالمية لمكافحة الفقر والمساواة فى البنك الدولى، "البلدان التى تتسم بارتفاع معدلات الحراك التعليمى تكون فى وضع أفضل لتحقيق النمو فى المستقبل، وكذلك للحد من الفقر وتقليص التفاوتات. وعلى النقيض، يثير تعثُّر خطى الحراك المخاوف على التقدُّم فى المستقبل، لاسيما فى أفريقيا وجنوب آسيا حيث يعيش معظم فقراء العالم، ولا تزال الآفاق المستقبلية للأطفال فيها مرتبطةً ارتباطاً قوياً بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لآبائهم."

ولكن التقرير كشف أيضا عن تباين شديد فى حجم الحراك بين الأجيال فى البلدان النامية، فعلى سبيل المثال، لم يحقق سوى 12% فحسب من الأفراد الذين وُلِدوا فى ثمانينيات القرن الماضى فى جمهورية أفريقيا الوسطى وغينيا ودولة جنوب السودان مستويات تعليمية أفضل من آبائهم بالمقارنة مع 89% من نظرائهم فى كوريا الجنوبية و85% فى تايلند.