التوقيت السبت، 28 ديسمبر 2024
التوقيت 07:27 م , بتوقيت القاهرة

معلومة اقتصادية.. يعني إيه سندات دولية؟

المصطلحات الاقتصادية بات يتردد صداها كثيرا في مصر خلال الفترة الأخيرة، ورغم عمق وأهمية العديد من تلك المصطلحات قد لا يعرفها المواطن البسيط، رغم أنه أكبر المتأثرين بها.

"دوت مصر" يستعرض من خلال خدمة معلومة اقتصادية أهم المصطلحات الاقتصادية ومحاولة تبسيطها للقارئ العادي، وكشف أهميتها على جيوب المصريين.

يعني إيه سندات؟                     

السندات بشكل عام هي أداة دين تلجأ إليها الحكومات والشركات لتمويل مشاريعها حيث أنها توفر عائدا جيدا للمستثمرين مقابل مخاطرة مقبولة.

ويختلف معدل العائد المعطى من شركة مصدرة إلى أخرى، وذلك حسب الشركة وتاريخها وملاءتها المالية، حيث أن العائد المطلوب من المستثمر لشركة كبيرة سيكون أقل من شركة صغيرة وذلك أن المخاطرة في الشركات الكبيرة أقل.

وتزايد في الآونة الأخيرة اهتمام معظم دول العالم بالأسواق المالية الدولية، وذلك لعجز الموارد المحلية خاصة في الدول النامية لتلبية احتياجات هذه الدول لتمويل خطتها التنموية ولسد العجز في موازين مدفوعاتها من جهة ولما توفره هذه الأسواق من موارد ضخمة وأسعار فائدة تنافسية من جهة أخرى.

وقد بدأت حركة الإقراض المصرفي الدولي في نهاية الستينات، وكذلك ظهور سوق السندات الدولية كأداة تمويل طويل الأجل تصدرها الشركات والحكومات في أنحاء العالم.

مزايا السندات الدولية

تتسم السندات الدولية بالعديد من المزايا أهمها:

تعدد عملات الإصدار: حيث تصدر السندات الدولية بعملات مختلفة ويبقى الدولار هو العملة المفضلة لإصدار هذه السندات ويهتم كل من المقرضين والمقترضين في هذه السوق عند اختيارهم لعملة القرض على توقعاتهم المستقبلية لأسعار صرف إحدى العملات الدولية فالمقترض يتجنب الإقراض بعملات قوية أما المقرضين فالعكس.

2- جمع المدخرات وإعادة توزيعها على نطاق دولي: يقوم سوق السندات الدولية بتجميع المدخرات على اختلاف أحجامها وإعادة توزعها على نطاق دولي واسع بين مختلف فئات المقترضين الذين يفضلون هذا النوع من الاقتراض أو الذين تجبرهم السياسة النقدية السائدة على اللجوء إلى الاقتراض من هذا السوق وفي مثل هذه الحالة تمثل سوق السندات الدولية حلقة وصل بين المدخرات المتوفرة عالميا و الاحتياجات إلى مصادر تمويل طويلة الأجل, سواء لتمويل خططها خطط التنمية في الدول النامية أو لتمويل العجز في ميزان المدفوعات لدول أخرى.

3-السيولة النقدية العالية: تمتاز بالسيولة العالية وإمكانية تحويلها إلى نقود عن طريق بيعها عند الحاجة وتكون السندات مكفولة ومضمونة من قبل الجهة التي أصدرتها " المصارف والحكومات ".

4-إنعدام حق المراقبة والإشراف: في بعض القروض يجد المقرض نفسه مجبر على صرف القروض في أوجه محددة وللجهة التي منحت القرض حق مراقبة أوجه الصرف وطريقة العمل والتنفيذ ومدى نجاح المشروع المراد تمويله أما بالنسبة للسندات الدولية فإن الجهة التي أصدرت السندات لا تلتزم بأوجه استثمار محدد، كما لا تسمح بالمراقبة والإشراف على المشاريع المزمع تنفيذها.

مخاطر التعامل بالسندات الدولية

تقوم السندات الدولية بالعملات الدولية المختلفة " عملة الإصدار " أي أن سوق السندات الدولية مرتبط ارتباطا وثيقا بأسواق العملات وما يسودها من اضطرابات وتقلبات مستمرة تؤدي في النهاية تؤدي إلى التأثير على قرارات المستثمرين من جهة وإلى زيادة القيود التي تلجأ إليها السلطات النقدية المحلية من جهة ثانية وذلك بهدف حماية الاقتصاد الوطني من النتائج السلبية التي تصاحب تلك التقلبات في الأسواق النقدية والمالية الدولية. مما يضطرها في الأخير إلى إعادة تقييم العملة.

بالإضافة إلى ذلك فقد يتحمل المستثمر " المقرض " في السندات الدولية خسارة غير متوقعة عندما يكون أجل التسديد خلال مرحلة يمر بها الاقتصاد الدولي بحالة من التضخم النقدي وانخفاض القوة الشرائية للنقود لأنه شارك في الاكتتاب بنقود ذات قوة شرائية عالية ولكنه يتسلم عند الاستحقاق سند القرض نقودا ذات قوة شرائية منخفضة.

ونستنتج من هذا أن سوق السندات الدولية مرتبط جوهريا بما يسود سوق العملات الدولية من مظاهر الاستقرار أو عدم الاستقرار وذلك من حيث العرض والطلب أو من حيث أسعار الفائدة لمختلف الآجال.