التوقيت الجمعة، 15 نوفمبر 2024
التوقيت 02:01 م , بتوقيت القاهرة

بعد عام من هجمات باريس.. لماذا فرنسا هدف سهل للإرهاب؟

تحيي فرنسا اليوم ذكرى هجمات باريس التي راح ضحيتها نحو 130 شخصا، والتي كانت ثاني أكبر هجوم إرهابي تتعرض له فرنسا منذ الهجوم على مجلة شارلي إبدو في يناير 2015، ثم تبعها هجوم نيس في يوليو 2016.


ولكن لماذا فرنسا هدفا سهلا للعمليات الإرهابية؟


بحسب صحيفة "الصن" فإن المشكلة الأساسية هي تاريخ فرنسا كدولة استعمارية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ففرنسا سيطرت على الجزائر والعديد من المناطق الأفريقية، والكثير من مسلمي فرنسا ذوي خلفية شمال أفريقية.


ومع نهاية الاستعمار الفرنسي كان الفرنسيون ذوي الأصول الجزائرية والمغربية والتونسية ممن عانوا صعوبات اقتصادية طاحنة حيث تم إغلاق العديد من المصانع التي كانوا يعملون بها في فرنسا ويقدر خبراء سياسيون أن حالة الفقر التي تعرض لها الجيل الأول من الفرنسيين ذوي الأصول الشمال أفريقية استمرت حتى الجيل الثالث وتسببت في اضطرابات وأعمال الشغب في ضواحي فرنسا في 2005 الشهيرة.


وما حدث من عمليات إرهابية كان مجرد حلقة أخرى من سلسلة الشعور بالقمع بين المسلمين المنحدرين من شمال أفريقيا والذين أصبح لديهم من خلال داعش وغيره من جماعات إرهابية منفذا لممارسة العنف ضد ما يعتبروه ظلم الدولة الفرنسية.


وتجدر الإشارة إلى أن داعش عادة ما يستخدم في دعايته قصص العنصرية والاحتلال الغربي للدول العربية كوسيلة لجذب تعاطف المسلمين من الأصول العربية في فرنسا وبريطانيا.


كما أن منع فرنسا للحجاب في 2010 كان نقطة يلاحظ فيها الغضب بين المسلمين الفرنسيين الذين اعتبروا أن الدولة تمارس العنصرية ضدهم ولم يعتبروا الحظر تطبيقا لمبادئ العلمانية كما أعلنت فرنسا.


فرنسا فشلت في احتواء الإرهاب


أما صحيفة "هفنجتون بوست" فتشير إلى أن فرنسا تعاني العديد من العوامل التي تسببت في فشلها احتواء خطر الإرهاب، فنحو 10% من سكان فرنسا مسلمين، ولكن في معظم الأحيان شعروا وغيرهم من الأقليات بأن الدولة تستبعدهم تاريخيا.


وهناك أزمة اللاجئين التي أضافت مليون لاجئ لأوروبا في عام 2015 والكثير من الدول الأوروبية لم تتمكن من تسجيلهم والتأكد من خلفيتهم بجدية بسبب الكثرة العددية.


فشل استخباراتي


بعد هجمات باريس بدأ البرلمان الفرنسي التحقيق في الهجمات والإجراءات الأمنية وخلص إلى أن المخابرات الفرنسية تعاني فشلا عالميا، ولذا قدمت الحكومة الفرنسية خطة لتوسيع صلاحيات التجسس والمراقبة للاستخبارات والأجهزة الأمنية، ولكن حتى هذا لم يلقى قبول البرلمان الفرنسي الذي اعتبر خطة تتناقض مع الحرية الشخصية.