اكتشاف مصنع ألبان أطفال جديد بالعاشر من رمضان، ينتج 35 مليون عبوة لبن سنويا، الأمر الذي يساعد في تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من الألبان، تصريحات قالها  الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان، أمس الثلاثاء، أثناء جولته في "المصنع"، ما أدى لإثارة التساؤل حول هوية المصنع، ولماذا لم ينتج ألبان للوزارة منذ 2005 حسبما قال الوزير.

قال محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، إن العلاقات المجمدة بين مصنع لاكتو مصر ووزارة الصحة تعود إلى فترة تولى وزير الصحة الأسبق محمد عوض تاح الدين رئاسة شركة أكديما للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية أحد الشركات المساهمة في مصنع لاكتو مصر، ونظرا للخلافات بينه وبين الوزارة، كان يرفض تقدم لاكتو مصر في مناقصات الألبان بالوزارة، متسائلا "أين كان لاكتو مصر حينما واجهت مصر أزمة ألبان الأطفال منذ أشهر قليلة؟".

وأضاف "فؤاد"، في تصريح خاص لـ " دوت مصر"، أن العلاقات بين وزارة الصحة وشركة أكديما   بدأت تتحسن منذ تولي دكتورة ألفت غراب رئاسة الشركة خلفا للدكتور محمد عوض تاج الدين، وزاد التحسن بعد تقديم الشركة 100 مليون جنيه كتبرع لصندوق الدواء المصري، لنجد الوزير يظهر علينا قائلا إنه اكتشف مصنع لاكتو مصر، الذي تمتلك فيه أكديما نسبة من الأسهم.

وطالب "فؤاد"، بتدخل البرلمان ومحاسبة وزير الصحة على تصريحاته التي أكد فيها أنه كان يجهل وجود مصنع ضخم مثل لاكتو مصر، متسائلا كيف يقوم المصنع بالإنتاج والتصدير للخارج والوزارة لا تعلم عنه شيئا ولا تراقبه.

ومن جانبه، أوضح مصدر مسؤول بشركة أكديما للصناعات الدوائية في تصريح خاص لـ "دوت مصر" أن السبب وراء عدم اعتماد الوزارة على منتجات مصنع لاكتو مصر لألبان الأطفال طوال السنوات الماضية، يرجع إلى عدة أسباب، يأتي على رأسها أن الشركة لم تتقدم في المناقصات التي تطرحها وزارة الصحة دوريا بشأن توريد الألبان، موضحا أن أخر مناقصة تقدم فيها المصنع بأوراقه كانت عام 2006، في ذلك الوقت تقدم مصنع أخر بعرض أسعار أقل، وبالتالي وقع عليه الاختيار، ومن بعدها لم يتقدم لاكتو مصر في المناقصات، الأمر الذي جعل الوزارة تغفل المصنع طوال السنوات الماضية.

وتابع، مصنع لاكتو مصر اكتفى طوال السنوات الأخيرة بتصدير إنتاجه من ألبان الأطفال إلى الخارج، والذي يصل إلى 35 مليون عبوة سنويا، وعدم الدخول في مناقصات وزارة الصحة، نظرا لوجود مجموعة من الأشخاص داخل الوزارة عملت على تهميش دور المصنع، لتحقيق مكاسب مادية من الصفقات التي تعقدها الوزارة مع الشركات الأخرى.

وأضاف المصدر، أن أكديما هي شركة مساهمة عربية، ويصدر  مجلس الوزراء قرار تشكيل مجلس إدارتها، وأنها شريك بحصة 2% فقط في مصنع لاكتو مصر، بينما تسيطر مجموعة الكعكي السعودية على 80% من أسهم المصنع، الأمر الذي يجعل أكديما لا تمتلك حق اتخاذ القرارات منفردة بشأن نشاط لاكتو مصر، ودخوله مناقصات وزارة الصحة من عدمه.

وأكد المصدر أنه لا صحة لما يقال حول ضغط الشركة على الوزارة، خاصة أن تصريحات وزير الصحة حول مصنع لاكتو مصر جاءت عقب تبرع أكديما لصندوق الدواء المصري ب100 مليون جنيه مؤخرا، مشيرا إلى أن هذا التبرع لم يكن الأول الذي تقدمه الشركة لقطاع الصحة، فمنذ نحو 3 أشهر قدمت الشركة 5 مليون جنيه كمنحة لوزارة الصحة بهدف حل مشكلة نقص المحاليل الطبية.