التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 07:05 ص , بتوقيت القاهرة

أشهرها "نيوتن" و"موليير".. قصة الاسم المستعار في الصحافة

كتب- رحاب عبدالنعيم:

"الوحيد الذي لا يعرف أن الناس تعرف أنه يكتب باسم مستعار هو الكاتب نفسه"، مقولة ترددت كثيرًا في الوسط الصحفي أوائل الألفية الثالثة، بعد أن كثُر استخدام الأسماء المستعارة في كتابة المقالات الصحفية، وقليلون مَن ينفون صحة هذا العبارة، حيث ظلت علامات الاستفهام باقية حول أسمائهم الحقيقية لسنوات.

لم تكن الفكرة جديدة في حد ذاتها، فـ"موليير" الاسم المستعار للمؤلف المسرحي الكوميدي الشهير بابتسي بوجدن، عُرف أكثر منه، كما لا يعرف إلا قليلون أن محمد عبدالله الطنجي هو الاسم الحقيقي للرحالة "ابن بطوطة"، لكن في المجال الصحفي، كان الأمر مختلفًا، مع أكثر من 12 اسمًا مستعارًا عرفتهم الصحافة منذ أوائل القرن الـ19 وحتى الآن.

حندس – محمد التابعي

في جريدة الأهرام، وتحت توقيع "حندس" بدأ محمد التابعي، مؤسس مجلة "آخر ساعة" كتابة مقالاته الفنية عام 1942، بعد أن كان كاتبًا سياسيا في "روزاليوسف" بدون توقيع، وساهم في زيادة عدد قراء المجلة، لكنه توقف بعد أن كادت كتاباته تُحدث أزمة بين شِقيّ حزب الوفد، وقال عنه تلميذه مصطفي أمين: "كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع".


الملحوس – فكري أباظة 


انتُخِب نقيبًا للصحفيين عام 1945، ونُشرت له مقالات تحت اسم "الملحوس" في مجلة "المصور"، ثم تغير إلى "الجاسوسة الحسناء".

زوجة أحمد – إحسان عبد القدوس 

كتب إحسان مقالات موجهة للمرأة تحت هذا التوقيع، ولما انكشف أمره جمع كل المقالات في كتاب حمل نفس الاسم.

مصموص، مدام إكس – مصطفى أمين 


استخدم مصطفى أمين اسم "مصموص" توقيعًا لمقالاته في جريدة الأخبار في فترة الخمسينيات، وكان ينتقد فيه النظام بعد ثورة يوليو، ويرد على منتقديه من خلال نفس العمود، ثم كتب تحت اسم "مدام إكس" لفترة.

بنت الشاطئ – عائشة عبدالرحمن 


ظل الاسم الذي اختارته لتكتب به على صفحات "الأهرام"، ملازما لها حتى الوفاة، حيث كانت تقاليد أسرتها الريفية تمنع استخدام اسمها الحقيقي، فظلت تكتب به العديد من مؤلفاتها في السيرة والأدب الإسلامي.

نادية عابد – مفيد فوزي 


رغم مجيء وقت كان الكل فيه يعرف بأمر نادية عابد، إلا أن مفيد فوزي استمر في الكتابة تحت هذا الاسم لشخصية وهميّة في مجلة "صباح الخير"، يتحدث من خلالها عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وحتى بعد أن تولى رئاسة تحرير المجلة، وبعد أن تركها أيضا، لكنه في تصريحاته كان يرفض الاعتراف.

أنور وجدي – إبراهيم سعدة 


وقت كان يرأس سعدة جريدة أخبار اليوم في السبعينيات، خصص عمودًا بطول الصفحة الأخيرة ليكتب فيه منتقدًا الساسة والرياضيين والفنانين، ويشكرهم أحيانًا، تحت اسم الفنان الراحل أنور وجدي، لدرجة أن إحدى الجرائد المستقلة خصصت عمودا لديها للرد على مقالاته، يوقع باسم "ليلى مراد".


ميكي ماوس – عبدالله أحمد عبدالله 


في عام 1938 أُطلق عليه هذا الاسم، حيث كان يعمل في جريدة اسمها "الحديقة والمنزل"، وقُدّم له رسما كاريكاتيريا لميكي ماوس منشورا في مجلة "لايف" الفرنسية، وطُلب منه كتابة زجل عنه، وعندما كتبه اقترح عليه أصدقاؤه أن يوقع باسم ميكي ماوس، واستمر يحمل هذا اللقب حتى وفاته.

فرفور – فؤاد معوّض 


في مارس 2012 كتب الصحفي فؤاد معوض، آخر مقالاته بتوقيع فرفور، وتحدث فيها عن إحدى حكاياته مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، ثم استكمل مقالاته في جريدة "الأخبار" كاتبًا فنيًا ساخرًا.

3 أسماء والقلم واحد

الشيخ علّام

برواز صغير في الصفحة الأخيرة من "روزاليوسف" خُصص لـ"الشيخ علّام" الذي ظلت شخصيته مجهولة لفترة، وظل يقدم فيه نقدًا سياسيًا ساخرًا من خلال استيحاء الأحلام في الواقع، ويحكي أسرار أشخاص دون كشف هويتهم، وكان الأمر مشوّقَا للقراء حتى إن إدارة تحرير المجلة رفضت الكشف عن هويته، وقالت إن مقالات الشيخ علّام تُرسل لرئيس التحرير مباشرة، وكان هو في الحقيقة كاتبها.

جدول الضرب
ابتكر كمال خلال رئاسة تحريره لروزاليوسف أيضًا بابًا يوميًا ثابتًا للسخرية بعنوان "6 في 6" كان يوّقع باسم "جدول الضرب"، وقال عنه الدكتور مصطفى الفقي، بعد وفاة كمال، إنه طالما نشر صوره وهو يغفو في البرلمان، أو وهو يهمس في أذن أحد الوزراء، وأنه كان "لا يملك إلا الشكوى إلى الله".

نيوتن
ظل نيوتن محلًا للجدل بين متابعيه، وفشلت كل التخمينات في كشف هويته، حتى مقاله الأخير الذي أرسله لجريدة "المصري اليوم" يوم وفاته، لتنكشف اللعبة المثيرة ويعرف الجميع أن عبدالله كمال هو نيوتن.