في رد فعل إسرائيلي غير مكافئ لقدرات قطاع غزة العسكرية، يشن الجيش الإسرائيلي على غزة، غارات مكثفة، تخطت حاجز ما هو طبيعي، فبعد أن سقطت قذيفة صاروخية واحدة من قبل غزة على إسرائيل، قبل أيام، جاء الرد من الأخيرة بنحو 70 غارة متتالية.

وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب طائلة تسفر عن مجازر وضحايا أضعاف الحرب التي وقعت عام 2014،  بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بدأتها تل أبيب  بعملية "الجرف الصامد"، وردت عليها كتائب عز الدين القسام بمعركة "العصف المأكول"، ودخلت حركة الجهاد الإسلامي بعملية "البنيان المرصوص"، في موجة لا تنتهي من العنف.

سياسة ليبرمان تعادي حماس

وبعنوان "قذيفة من غزة تجرّ ردا عسكريا عنيفا من ليبرمان"، قال موقع "المصدر" الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إن قائد الجيش الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، بدأ يثير مخاوف لدى حماس، بعد أسلوبه شديد العنف في التعامل مع الحركة، وأنه "لا يشابه غيره في التعامل مع الأمور".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاى ادرعى، في تصريحات، أمس الأحد، إن حركة حماس "تتحمل مسؤولية الحدث الإرهابي الذي انطلق من غزة ولذلك هي هدف الغارات".

وتوقع محللون عسكريون إسرائيليون، أن الهدف من "الرد غير المألوف من قبل الجيش الإسرائيلي، ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، هو إلحاق ضربات قاسية ضد حركة حماس، ورغم أنه امتنع عن تصعيد لهجته فور دخوله المنصب منذ أشهر قليلة، إلا أنه لم يتخل عن إيمانه بأنه يجب على إسرائيل القضاء على حكم حركة حماس في غزة".

فيما أوضح محللون آخرون أن "ليبرمان لن يتردد في شن عملية عسكرية واسعة ضد حماس حال تواصل إطلاق الصواريخ من غزة، وكذلك هو غير حذر في كسر المعادلة القائمة في الراهن في ما يتعلق بالرد الإسرائيلي على صواريخ غزة، وإن كان الثمن جر إسرائيل إلى خطوة عسكرية غير مرغوبة".

حماس تنفي

من جانبها، نفت حركة حماس الاتهامات التي وجهتها إليها قوات الدفاع الإسرائيلية، بالضلوع في إطلاق صاروخ نحو مدينة سديروت بإسرائيل.

وقال سامي أبو زهري القيادي بالحركة إن "تصعيد إسرائيل يأتي في سياق مواصلة الاحتلال العدوان على الشعب الفلسطيني والرغبة في خلق معادلات جديدة في القطاع".

هدوء حذر

ويعود الهدوء الحذر إلى قطاع غزة، اليوم الإثنين، وقال الناطق باسم وزارة داخلية حماس، إياد البزم: "الوضع الميدانى حاليًّا فى قطاع غزة مستقر وعاد الهدوء ولكن لا نعرف نوايا إسرائيل لذلك تبقى الأمور مفتوحة"، بحسب وكالة "فرانس برس".

يذكر أن أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، عن إصابة نحو 5 فلسطينيين، فى القصف على غزة، مساء الأحد، بعد أن استهدفت مواقع لكتائب القسام "الجناح العسكرى لحماس"، وسرايا القدس "الجناح العسكرى للجهاد الاسلامي"، ولكتائب أبو على مصطفى "الجبهة الشعبية"، وموقعًا لكتائب حركة المجاهدين إضافة لمناطق زراعية قريبة من السياج الحدودى.