بعد مرور 3 سنوات، تطل علينا اليوم ذكرى حادث قطار الصعيد، التي راح ضحيتها 52 قتيلا من تلاميذ معهد "نور الأزهر النموذجي" الخاص ببني عدي التابع لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، عقب تصادم قطار بأتوبيس الخاص بنقل التلاميذ، لتطارد أرواحهم الطاهرة،الحكومات المتعاقبة.

- بداية المأساة :

صباح يوم 17 من نوفمبر 2012، يشق ظلمة الليل، لتقترب من الساعة السادسة والنصف صباحاً، والهدوء يسود شوارع قرية المندرة الضيقة، التي تخلو من المارة، أطفال في عمر الزهور يستيقظون من نومهم كعادتهم كل صباح للذهاب إلى معهد نور الأزهر النموذجي، مستقلين الأتوبيس الخاص بهم.

تحرك الأتوبيس رقم "2032 " التابع للمعهد الأزهري، متجها إلى مزلقان قرية المندرة، الأتوبيس يعبر بتلاميذ المعهد إلى الناحية الغربية، لحظات لتقع الفاجأة، القطار رقم "165" المميز المتجه من أسيوط إلى القاهرة يصطدم بالأتوبيس ويقطعه أجزاءا متناثرة بعد جرجرته لمسافات بعيده.

تناثرت أشلاء 52 تلميذا علي قضبان السكك الحديدية بمزلقان المندرة،وتطايرة أوراق الكراريس والكتب، في مشهد مهيب اختلطت فيه دماء الضحايا بدموع الأهالي وتعالت فيه صرخات النساء والأطفال و الشباب.

أكثر من 6 ساعات يحاول فيها الأهالي لملمة أشلاء ذويهم، تارة من على قضبان السكك الحديدية، في ظل اتهامات وجهت آنذاك لنظام الرئيس الأسبق محمد مرسى و حكومته، ليدفع الأطفال الأبرياء حياتهم ثمنا لإهمال تفشى داخل هيئة السكك الحديدية.

- تطوير مزلقان المندرة:

يقول "أحمد محمد"، عامل مزلقان المندرة بمركز منفلوط، لـ "دوت مصر"،إنه تم تعييينه على المزلقان منذ عامين عقب حادث قطار المندرة الشهير، وأن المواطنين أصبحوا أكثر وعيا و دراية بأهمية الالتزام بالتعليمات عقب عبورهم لمزلقان المندرة، إلا أنه لم ينته تطوير المزلقان بالكلية، في الوقت الذي طوت فيه الحكومة صفحة هذا الإهمال ولم يتم القصاص حتى الآن أو صرف تعويضات مناسبة لأسر الضحايا.

ويشير" محمد" أن عمليات تطوير مزلقان المندرة ، بدأت خلال هذا العام، بتغير قضبان السكك الحديدية بالمزلقان والعمل على إغلاق المزلقان إلكترونيا، حيث أنه لا توجد وسيلة أمان غير التليفون الذي يتلقى عليه الإشارة من عامل البلوك، عند قدوم القطار، لكي يقوم بإغلاقه عن طريق حاجز حديدي يتم سحبه.

- 10 سنوات عقوبة عامل المزلقان و البلوك بالمندرة:

وكانت  محكمة مستأنف جنح منفلوط، في مطلع شهر يناير 2014 أصدرت  الحكم بالسجن 10 سنوات على عامل المزلقان حسين عبدالرحمن وعامل البلوك سيد عبده رضوان المتهمين بالإهمال في حادث مزلقان قرية المندرة، وإلزامهما بدفع المصاريف والمحاماة والذي راح ضحيته 52 طفلا من تلاميذ معهد نور الإسلام الأزهري بقرية بني عدي العام الماضي .

اقرأ أيضا:

صور| تجمهر أهالي "موشا "بعد استبعادهم من "تكافل وكرامة"