التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:07 ص , بتوقيت القاهرة

في عامه الأول.. السيسي يدعم فلسطين داخليا وخارجيا

على الرغم مما اتسمت به من ظروف معقدة على مدى سنوات طويلة، إلا أنها كانت على رأس أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي، في برنامجه الانتخابي الذي تضمنت ملفات السياسة الخارجية به التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية والعمل على عودة اللاجئين.

جهود داخلية وخارجية أجرتها مصر في طريق تهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين والبحث عن حل للقضية الفلسطينية، امتدت تلك الجهود ما بين استضافة المفاوضات غير المباشرة بين طرفي القضية وتقديم الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

نحترم معاهدة السلام

أكد الرئيس السيسي، في لقاء تلفزيوني له، أنه يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية بما فيها معاهدة السلام مع إسرائيل، وقال للإسرائيليين: "أمامكم فرصة حقيقية لسلام يعطي للفلسطينيين أملًا".

وشدد السيسي على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن العلاقات بين البلدين على الصعيدين الرسمي والشعبي ستظل دوما قوية ومتينة وصولا إلى تحقيق آمال وطموحات الأشقاء الفلسطينيين.

وطالب السيسي تل أبيب بتقديم تنازلات للطرف الفلسطيني يمكن أن تؤسس لسلام دائم وعادل، رابطا بين زيارته لإسرائيل وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مضيفا أن "مبادرة السلام حل عربي نتحرك من خلاله لحل القضية الفلسطينية، وأنه إذا تطلب هذا الحل تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل فسنفعل ذلك دون تردد".

جهود دولية وقوات عسكرية

توجه القيادة المصرية في كافة المحافل الدولية الدعوة إلى المجتمع الدولي لتنفيذ التزاماته تجاه الشعب الفلسطيني بإحلال السلام في الشرق الأوسط، كما أيدت مصر مشروع قرار تقدم به الفلسطينيون إلى مجلس الأمن الدولي يحدد شروط التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل.

وأوضح السيسي في حوار مع فضائية "سكاي نيوز" أن جيش مصر يحمي ولا يهدد وهو لحماية الأمن القومي العربي، مشددا على أن مصر تتحرك لصالح الفلسطينيين وتسعى لحل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية.

مبادرة ومفوضات غير مباشرة

بعد أن شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة بدأتها في 7 يوليو عام 2014، استضافت القاهرة مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تهدف إلى تحقيق هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار المتبادل، وذلك وفق مبادرة طرحتها مصر في 14 يوليو عام 2014، إذ عقدت أولى جلسات التفاوض بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، لإضافة تعديلات على تلك المبادرة تحقق مطالب الفلسطينيين.

وفي 26 أغسطس، توصل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق هدنة شامل نص على وقف إطلاق النار، وفتح معابر القطاع، وإدخال مستلزمات الإعمار، وتوسيع مساحة الصيد البحري إلى 6 أميال بحرية، فضلا عن استئناف المفاوضات لبحث بقية القضايا خلال شهر من توقيع اتفاق الهدنة، وانتهت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد 51 يوما من استمرارها.

واتخذت الحكومة المصرية في شهر أكتوبر من العام الماضي قرارا بتأجيل تلك المفاوضات وإغلاق معبر رفح على إثر عملية عسكرية موسعة في سيناء بعد حادث "كرم القواديس" بالشيخ زويد بعد ترجيح تورط عناصر فلسطينية في الحادث الإرهابي.

حماس جماعة إرهابية

قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في مارس الماضي بحظر جميع أنشطة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، واعتبارها "منظمة إرهابية" في مصر، كما أمرت المحكمة بغلق مقراتها والتحفظ عليها، وذلك في القضية التي اتهمت فيها حماس بارتكاب جرائم في مصر من بينها اقتحام عدد من أعضاء حماس للحدود المصرية عام 2008، وتورط عناصرها في اقتحام سجون مصرية إبان الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.

إعلان حماس جماعة إرهابية، أثار التساؤلات حول مستقبل المفاوضات غير المباشرة التي تستضيفها مصر، والتي تعتبر حماس جزءا منها، إذ انتقد قادة حركة المقاومة الإسلامية الحكم القضائي بأن "مصر لم تعد تصلح وسيطا في القضية الفلسطينية بعد الحكم لأنها دولة غير محايدة"، فيما توجهت قيادات الحركة إلى المملكة العربية السعودية للتوسط مع مصر والتراجع بشأن إقرارها جماعة إرهابية.

إعمار غزة

استكمالا لدورها الإقليمي، استضافت مصر بالتعاون مع النرويج مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار غزة يضم المانحين من دول العالم الراغبين في المشاركة في إعادة إعمار غزة بعد تدمير بنيتها الأساسية، كما هدف المؤتمر إلى ضرورة السعي للتوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة وغيرها من المدن الفلسطينية.

وعلي الرغم من انعقاد المؤتمر وتعهد عدد من المانحين بالإسهام في إعمار غزة، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لازال حتى الآن يناشد بالتزام تلك الدول بتعهداتها .

انشغال مصري

من جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، وعضو الوفد الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة المنعقدة في القاهرة، الدكتور أيمن الرقب، أن مصر كان لها دور أساسي في التوصل إلى هدنة بعد حرب 2014 على غزة، وكذلك استضافتها لمؤتمر الإعمار وجذب المستثمرين للمشاركة في إعادة إعمار غزة .

وأضاف الرقب لـ "دوت مصر"، أن هناك علاقة مميزة بين القيادتين المصرية والفلسطينية التي رفضت أن يكون هناك وسيطا خلاف مصر في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لافتا إلى أن مصر كانت منشغلة خلال الفترة الماضية في ترتيب البيت المصري ومكافحة الإرهاب المتزايد في سيناء، معربا عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة تحركا مصريا خاصة مع إغلاق معبر رفح الذي ينعكس بآثار سلبية على البسطاء في غزة وليست حماس التي لديها قنوات تعمل من خلالها.

وأعرب عن أمله أن تتخذ مصر قرارا بفتح معبر رفح لإسقاط مشروع حماس لفصل غزة عن الضفة الغربية مع سيطرتها على الجانب الأمني، كما يرغب الجانب الفلسطيني أن يتلقى نفس المعاملة التي كان يتلقاها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، في الصحة والتعليم والإقامة .

وعلى المستوى الدولي، أوضح "الرقب"، أن مصر تدعم دائما الحراك الفلسطيني تجاه نيل حقوقها على المستوى الدولي والضغط للاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو الدور المعهود لمصر في حقن دماء الشعب الفلسطيني .

واتهم استاذ العلوم السياسية حركة "حماس" بأنها تحاول عرقلة المفاوضات بالتشاور مع أصدقائها في قطر، نافيا أن يكون التوجه المصري لتصنيفها إرهابية سببا في توقف المفاوضات، مضيفا أن "حماس لا زالت تجرنا لمربع نحن في غنى عنه بدعمها للإخوان".