روبرت فيسك: "داعش" يدرك جيدا أهمية آثار "تدمر"
علق الصحفى البريطاني روبرت فيسك على اهتمام الصحافة الغربية بآثار مدينة تدمر السورية، والتي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" حيث قال فيسك "الأمر يبدو غريبا بعض الشيء، من القلق المتزايد، الذي تبديه العديد من الصحف الغربية، على مصير مدينة تدمر السورية، والتي تحظى بتراث كبير من الآثار الرومانية".
وأضاف الكاتب البريطاني، في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن المدينة، والملقبة بـ"عروس الصحراء"، سوف تشهد دمارا كبيرا خلال الأيام القادمة على يد ميليشيات التنظيم المتطرف، إلا أنه ما يثير الدهشة في هذا الإطار هو المساحة التي تركتها القوى الغربية للجيش السوري من أجل إحداث دمار كبير في كافة المدن السورية.
وأوضح أنه في الوقت الذي تتشر فيه التقارير، في كافة الصحف العالمية، التي تبدي تعاطفا كبيرا حول مستقبل المدينة الأثرية، نجد تقارير أصغر وأقل تعاطفا مع إقدام التنظيم المتطرف على إعدام ما يتراوح بين 200 و400 شخص داخل المدينة الأثرية، بينهما نساء وأطفال… هل حياة الأطفال لا تستحق هذا القدر من الاهتمام؟
وأضاف الكاتب البريطاني أن ما أسماه بـ"التطهير الثقافي" الذي تمارسه "داعش" يختلف عما سبقها من جماعات أخرى، حيث التنظيم يدرك جيدا قيمة الآثار التي يدمرها، وذلك لتدمير هوية شعب بأكمله، خاصة وأنه لا يوجد أي حديث حول حول التعليم الأثري في المدينة المسلمة.
الأمر لا يقتصر بأي حال من الأحوال على مسألة التخريب الثقافي الذي يمارسه "داعش"، وإنما يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، هكذا يقول الكاتب نقلا عن عالمة الآثار اللبنانية جوان فرشخ، حيث إن هذه العمليات تستخدم غالبا للتغطية على عمليات تهريب الآثار وبيعها في السوق السوداء.