"فورين بوليسي": العالم سيكون أمام أزمة كبيرة إذا خسر "داعش" الحرب
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه على الرغم من أن العالم يسعى لسحق تنظيم "داعش"، إلا أن هناك مخاوف من أن الهزيمة العسكرية للتنظيم الإرهابي في سوريا والعراق من الممكن أن يتسبب في تشتت المتطرفين حول العالم، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول في الأمم المتحدة.
وتساءل ألكسندر إيفانس، رئيس فريق الأمم المتحدة في مجال رصد الإرهاب العالمي: "هل سيتحول العالم إلى مكان آمن إذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفائها من هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا؟"، مضيفًا "لا للأسف، هذه لن تكون النتيجة على وجه الضرورة".
وأضافت الصحيفة: "التاريخ أثبت أن المقاتلين المتطرفين خلال الثلاث عقود الماضية ينتقلون إلى الأماكن القريبة من المعارك، فهذه كانت الحالة مع تنظيم القاعدة والمجاهدين الأفغان خلال ثمانينات القرن الماضي ضد القوات السوفيتية في أفغانستان، ثم تسببت الحملة التي شنتها الولايات المتحدة لطرد تنظيم طالبان والقاعدة بقيادة أسامة بن لادن، في إطلاق جيل جديد من الجهاديين الذين يحارب بقاياهم حاليا في موقع قتال أخر وهو في سوريا والعراق".
وأوضح "إيفانس"، في تقرير له أن: "الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش في سوريا والعراق، التي ليست مستحيلة على المدى المتوسط، ربما يكون لها عواقب غير مقصودة لتشتت المقاتلين الأجانب العنيفين حول العالم، ما يزيد من تعقيد عملية الرد عليها".
وأشار إلى أنه "وفقا للتقديرات، فإنه يوجد في الوقت الحالي أكثر من 25 ألف مقاتل أجنبي نشط من 100 دولة نشطون في الصراعات من الصومال إلى سوريا، وأن أغلب هؤلاء المقاتلون أكثر من 20 ألف متواجدون في سوريا والعراق"، موضحًا أن العلاقات الشخصية بين هؤلاء المقاتلون تطورت عبر الاتصالات ومواقع الإنترنت بين الجهاديين في مختلف مناطق الصراع في الشرق الأوسط.
وتابع "إيفانس": "أكثر من نصف دول العالم أصبحت في الوقت الحالي منتج للمقاتلين الإرهابيين الأجانب، حتى أن معدل التدفق أعلى من أي وقت سابق وتتركز بشكل رئيسي على الصراع الدائر في سوريا والعراق، مع تنامي مشكلة أخرى أصبحت واضحة في ليبيا".
ولفت "إيفانس" إلى أنه منذ بداية 2015، يوجد تدفق جديد من الشرق الأوسط إلى ليبيا، قائلا: "ليبيا أصبحت بشكل متزايد قاعدة للمقاتلين الجدد لتلقي التدريب العسكري بما فيها خطط الهجوم والغزو والتفجير والحروب النفسية".