التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 10:58 ص , بتوقيت القاهرة

نص كلمة محلب في الجلسة الختامية لمتلقى القبائل الليبية

شارك رئيس مجلس الوزراء، إبراهيم محلب، في أعمال الجلسة الختامية لملتقى مشايخ وأعيان القبائل والمدن والمناطق الليبية، اليوم الخميس، والذي يعقد في القاهرة، تحت عنوان "معا من أجل بناء ليبيا"، في الفترة من 25- 28 مايو الجاري، وذلك بحضور أمين عام جامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، وسفراء بعض الدول العربية والإفريقية والأجنبية.


وفي كلمته أمام الجلسة الختامية، قال رئيس مجلس الوزراء: "جئت إليكم حاملا رسالة حب وتقدير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهو يرحب بكم في أرضكم وبلدكم الثاني مصر، كما يؤكد أنه كان حريصا على اللقاء بكم في هذا الملتقى، وقد حالت ارتباطاته دون ذلك، ولكنه سيكون حريصا على اللقاء بهذا الجمع الكريم في اجتماعه المقبل".


وأضاف: "إنه لمن دواعي سعادتي أن أجتمع بكم اليوم، بعد أن أتممتم عملكم على مدار الأيام الماضية، في وطنكم الثاني مصر، ولعلكم لاحظتم جميعا ما حظيت به اجتماعاتكم من اهتمام، ليس في مصر وحدها أو في المنطقة فقط بل العالم كله، ولا أبالغ القول إن مجرد التئام هذا الاجتماع، الذي ضمّ أهم رموز القبائل الليبية وأعيانها، هو أبلغ رسالة توجهونها للعالم بأن وحدة ليبيا واستقلالها وسيادتها على كامل أراضيها هي رهنٌ بإرادة الليبيين أنفسهم، وأن الشعب الليبي عازمٌ على صيانة هذه الوحدة والحفاظ على هذا الاستقلال والدفاع عن تلك السيادة".


وقال: "إن مصر، حكومة وشعبا، لديها يقينٌ كامل بأن الشعب الليبي قادرٌ على لملمة شمله، وأنه الوحيد صاحب الكلمة في صياغة حاضره واستشراف مستقبله، إنه شعبٌ سمحٌ، كريمٌ، ينزع إلى السلام والاستقرار والبناء، وسيتمكن بإذن الله، وبجهود أبنائه المخلصين، من تجاوز الظروف الصعبة التي يمرُ بها في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخه".


ونوه بقوله: "نتابع جميعا ما يجتاح منطقتنا من موجات الإرهاب والعنف، نشاهد بطول المنطقة وعرضها، مجتمعات تمزقها دعاوى الطائفية والتطرف الديني والتقسيم والتفتيت، يقيني أنه لن يهزم تلك الدعاوى إلا الشعوب والمجتمعات نفسها، الشعوب في مجموعها، ترفض هذا العنف وتتبرأ من ذلك الإرهاب، وترغب في مستقبل أفضل لأبنائها، وأنتم عنوان تلاحم نسيجه، هو مثال حيٌ لما يُمكن أن تفعله الشعوب والمجتمعات من أجل الحفاظ على استقرارها ومواجهة التحديات المُحدقة بها".


وأضاف أن استقرار ليبيا من استقرار مصر، والمصريون تجمعهم بأشقائهم في ليبيا روابط الجوار الجغرافي والتاريخ والمصير المشترك، ولم ولن نتوانى عن دعمها، في هذا المنعطف الصعب، وتقف مصر، قيادة وشعبا، إلى جوار الليبيين في اختياراتهم أيا كانت، بعيدا عن أي وصاية من أي جهة أو فصيل كان.


وتابع: "لقد تابعتُ عملكم على مدار الأيام الماضية في ملتقاكم الموسع بالقاهرة، بعد المؤتمر التحضيري الذي عُقد في أكتوبر الماضي. ويطيب لي أن أتوجه إليكم جميعا معبرا عن بالغ تقديري على سعيكم الحثيث وجهدكم المُثمر من أجل الوصول إلى كلمة سواء تجمع الليبيين صفا واحدا في مواجهة كل دعاوى الفتنة والتقسيم".


وأكد أن بناء دولة ليبية حديثة، تقوم على المواطنة الحقة وتلفظ العنف والإرهاب، هو أمرٌ ممكن وهدف قابل للتحقق طالما خلصت النوايا وصحت العزائم، ولا شك أن مناقشاتكم ومداولاتكم عبر الأيام الماضية تصب في هذا الاتجاه، وتمهد الطريق لذلك الهدف النبيل الذي يتبناه ويتمناه كلُ محبٍ لليبيا حريص عليها وعلى أبنائها.


واختتم رئيس مجلس الوزراء كلمته قائلا: "وفقكم الله إلى ما فيه خير وطنكم ورفعته، وأقول من قلبي تحيا مصر وتحيا ليبيا، وعاشت مصر وليبيا شعبا واحدا، واختتم كلماتي بقول المولى عز وجل: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".