التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 12:58 ص , بتوقيت القاهرة

عصر.. لامؤاخذة الحركات!

وكأننا قد كُتب علينا أن نعيش عصر الحركات.. تلك الحركات التي تسعى للفتنة في مصر زعما أنها حركات وطنية تعمل لصالح الوطن أو لصالح مبادئ ومثل عليا تؤمن بها.. أو عقيدة تعتقدها.. ولكنّها في الحقيقة حركات لا تُمثل الشارع في شيء ولا تُعبر عنه ولا يعر ف عنها الشارع المصري شيء.


يستغلون الأحداث ليخدعوا العامة الذين قد ينخدعون لهم ولكنهم في النهاية يكشفون حقيقتهم ولو بعد حين.. حدث هذا في العديد ممن أطلقوا على أنفسهم حركات ثورية تمثل الشعب وتطلق شعاراتها على حساب الشعب المخدوع فيهم جميعا حتى تأتي الأحداث بالحقائق المجردة أمام الجميع ليدركوا ويتأكدوا أنهم مجرد خونة كاذبين يبيعون أوطانهم بالرخيص من الدرهم والدينار.. وبقليل من متاع زائل سيذهب هو وهم، وستبقى مصر إلى أن يشاء الله أمرا من عنده.


أصبحنا في مصر نعيش عصر الحركات التي كان آخرها حركة "بداية".. تلك الحركة التي يدعي الثوار أنهم أسسوها لتكون منبرا جديدا لهم يجمع كلمة الثوار بعد أن فرقتهم الأهواء والمطامع وشاشات الفضائيات والتوجهات الفكرية والدينية.. يتحدثون عن "بداية" وكأنها هي المنقذ لمصر من حكم العسكر والجميع يدعي أنه المؤسس لهذه الحركة اللقيطة التي ولدت سفاحا فلم يشعر بها أحد ولم يسمع عنها أو عن مبادئها أحد.


أسماء محفوظ قالت إنها من مؤسسيها وأنها ستكون البداية لتجميع صف الثوار وكلمتهم من جديد تحت راية الثورة الجديدة على الأوضاع السيئة التي تعيشها مصر من سيطرة للعسكر وبلطجة للداخلية وقمع للنظام الحاكم .. هكذا قالت أسماء عن حركة بداية.



وقال شريف دياب في لقائه مع الإبراشي عن حركة "بداية" إنها ستسقط حكم العسكر.. وكأننا لن نتخلص أبدا من تلك المقولة الكاذبة الملفقة التي مل الشعب من سماعها وتكرارها في وسائل الإعلام المغرضة والجرائد الصفراء التي باعت وطنها بالبخس والغث؛ حتى أصبحت رائحتها تزكم الأنوف


نعم نحن نعيش عصر الحركات حتى لو كانت حركات " قرعة " لا هدف لها إلا إسقاط الوطن وليس النظام كما يدعون.. فلو كانت حركات وطنية لما قامت أصلا لتسقط نظاما منتخبا وله جماهير تؤيده وتحميه.. وترى أنه المنقذ لها من ويلات الحروب والدمار والخراب الذي كان ينتظر مصر على أيدي الجماعة الإرهابية التي باعت الوطن على مرأى ومسمع من الجميع، وفتحت أبوابه للإرهابيين والأعداء الذين جاءوا من كل فج عميق حتى أصبح للإرهاب قاعدته في مصر وهي التي يخوض الجيش حربا شرسة للقضاء عليها وعلى فلولها.


عصر الحركات الذي تعيشه مصر هو العصر الذي يستطيع فيه أي مجموعة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أن تجتمع وتعلن في صحيفة أو برنامج على فضائية أو حتى على أي ناصية في شوارع مصر المحروسة أنها حركة شعبية تسعى لمواجهة النظام الحاكم، وتعمل على إسقاطه.. هكذا وبكل بساطة يخرج علينا أي مجنون أو متهور أو فاشل أو منحرف ليعلن نفسه زعيما لحركة الهنود الحمر ويطالب بإسقاط النظام الحاكم لأنه من وجهة نظره نظام قمعي.


هكذا يريدون بالوطن ولكن إرادة الله فوق تدابير البشر.. فقد كشفوا عن وجههم القبيح مبكرا عندما خرج علينا مسؤول الاتصال السياسي بالحركة ليعلن أمام وائل الإبراشي أن حركة بداية لا تدين الإخوان لأنهم ليسوا إرهابيين – معلش الدولة هي اللى بتمارس الإرهاب  - وقال إن بداية هي التي ستسقط النظام الحاكم .. لماذا؟ لأنه نظام قمعي وحشي !!



هكذا يرون أن الإخوان ليسوا جماعة إرهابية.. فهل يعني هذا أنهم ندموا على عزل مرسي مثلا؟ أو أنهم يشعرون بالذنب لأنهم أسقطوا حكم الإخوان وأفشلوا مخطط بيع مصر؟ أم يا ترى هم يريدون السعي للوصول للحكم على حساب النظام الحالي ذلك النظام القمعي من وجهة نظرهم والذي هو امتداد لنظام مبارك القديم؟  وهل خطط وفكر هؤلاء مثلا لو أنهم نجحوا في إسقاط السيسي ونظامه الحاكم من سيتولى الحكم في مصر؟ هل هو البرادعي الذي هرب ونط من المركب على أول ناصية ؟ أم أنه أيمن نور القابع في جبال بيروت ينعم براحة البال ويمارس السياسة من خلف الكيبورد كما يفعل زعيمه وقدوته البرادعي ؟ أم أنه حمدين صباحي الذي يسعى جاهدا للعودة للأضواء من جديد حتى ولو بتصريحات غريبة عجيبة من عينة أن أحكام الإعدام ليست هي الحل وأنه يرفض حكم الإعدام حتى لو صدر ضد قتلة وخونة؟
 


هل هؤلاء هم من سيتولون الحكم بمساعدة الحركة الجريئة " بداية" .. إنها حقا حركات " قرعة " تخرج علينا بين الحين والحين لتخدعنا وتمنحنا الشعارات والأغاني والأمنيات ثم نكتشف فجأة أننا شربنا أكبر مقلب واشترينا الرماي.. والدليل هو ما كتبه رواد الإنترنت على تعليقات السيد مسؤول الاتصال السياسي أمام وائل الإبراشي.. التعلقات باختصار قالت لو نزلتوا الشارع هنولع فيكم.


وهي حقيقة لاجدال فيها فالمصريون أصابهم الملل والقرف من هذه الحركات والتنظيمات الثورية الكاذبة وشعاراتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. والحرق هو مصير حركتكم الكاذبة لو نزلتم الشارع لأن الشعب جاب آخره.. وحتى لو لم يكن النائب العام  قد أصدر أمرا بضبط وإحضار أعضاء الحركة بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم فالشعب في انتظاركم .. بس جربوا وستجدون ما يسركم !!