مصر توقع اتفاقية مع شركة بريطانية لشراء 3 معدات لتطهير الألغام
وقع مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي بوزارة التعاون الدولي، السفير فتحي الشاذلي، اليوم الثلاثاء، عقدا مع شركة "آرم تراك" البريطانية لشراء 3 معدات للتطهير الميكانيكي للألغام.
وقال الشاذلي، في تصريحات صحفية، إن العقد الذي تم توقيعه اليوم لشراء 3 معدات، يضم معدة صغيرة نسبية (تي 75)، ومن أهم خصائها، أنه يمكنها التحرك في المناطق الصعبة، وتمر في ممرات ضيقة، إضافة إلى معدتين كبيرتين (آرم تراك 400)، تصل قيمة الواحدة منهما إلى مليون و200 ألف دولار، مشيرا إلى أن مصر قامت بشراء معدتين من هذه الشركة من قبل وبعد التجربة، أبدى الجيش رضاءه عنها، وطلب أن الحصول على معدتين آخريتين.
وأكد مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي أن قدرات التطهير الميكانيكي الآن في مصر جيدة جدا، مضيفا: "لدينا أسطول من 4 معدات كبيرة وواحدة صغيرة، وهذا كاف تماما، ونحاول أن نرفع من قدرات سلاح المهندسين بالجيش فيما يتعلق بالتطهير الميكانيكي".
وأشار إلى أن سلاح المهندسين يمتلك خبرة بكل المعدات الميكانيكية الموجودة في السوق، وأجرى تجارب عليها كلها، وبناءً على هذه التجارب طلب الحصول على هذه النوعية من معدات التطهير الميكانيكي، لافتا إلى أن بريطانيا أكبر دولة استفادت من مشروع إزالة الألغام بالساحل الشمالي، إذ وصلت القيمة الإجمالية لما تم توقيعه من عقود حتى الآن مع الجانب البريطاني إلى أكثر من 5.5 مليون دولار.
وأعرب السفير فتحي الشاذلي عن ثقته في تطهير المناطق التي يشتبه في تلوثها بالألغام من الأراضي المخصصة للتنمية خلال 3 سنوات، مشيرا إلى أن أحد هذه المعدات وصل بالفعل إلى مصر، وتم الإفراج عنه من الجمارك اليوم، بينما من المنتظر استلام المعدتين الآخريتين قريبا.
وبدوره، قال سفير مصر في لندن، ناصر كامل، "إن التعاون المصري البريطاني في مجال نزع الألغام عنصر رئيسي ومحوري في عملية تنمية إقليم الساحل الشمالي في مصر"، مشيدا بالدور الذي تلعبه وزارة التعاون الدولي، والوحدة التي يرأسها السفير فتحي الشاذلي، الخاصة بالتعامل مع مشكلة الألغام المتخلفة من الحرب العالمية الثانية في الساحل الشمالي.
وأضاف أن الوحدة تقوم بدور كبير في هذا الإطار في حشد التمويل الدولي للحصول على المعدات اللازمة لتطهير هذه المنطقة من الألغام، وهي أحد العناصر الأساسية والهامة لأي مخطط قومي لتنمية إقليم الساحل الشمالي، وهو أحد المشروعات القومية الثلاث الأهم في رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي فيما يتعلق ببناء مصر في المرحلة المقبلة.
وأوضح كامل أن أهمية هذه المعدات تكمن فيما تمثله من طفرة تقنية وتكنولوجية في التعامل مع الألغام، لأنها تستطيع اكتشاف هذه الألغام عن بعد وتحديدها بدقة، وبالتالي عدم الاحتياج إلى كثير من عمليات الحفر والتطهير، مشيرا إلى أن الحصول على هذه المعدات سيؤدي إلى الإسراع بتطهير مساحات كبيرة بما يؤدي إلى تهيئتها ويجعلها صالحة للاستثمار الصناعي والزراعي والسياحي في المرحلة المقبلة.
وكشف كامل عن وجود اتصالات مع الحكومة البريطانية لمحاولة تأمين تمويل إضافي بما يسمح لمصر بشراء معدات إضافية في هذا المجال.
ومن جانبه، قال ممثل شركة "آرم تراك"، ستيف براون، إن المعدات التي تم شراءها ليست فقط لإزالة الألغام، ولكن ميزتها أنه يمكن استخدامها في الإنشاء أيضا، موضحا أنه بمجرد تطهير حقل الألغام يمكن استخدام هذه المعدات في الحفر ووضع الأساسات، أو البحث عن المعادن، لذا فهي معدات متميزة.
وأضاف براون أن العقد يتضمن صيانة كاملة لهذه المعدات وإصلاح أي مشكلة قد تظهر بها، مشيرا إلى أن الشركة تمتلك خدمات هندسية في مصر بدوام كامل، للوصول إلى المعدات فورا لإصلاح أي مشكلة قد تظهر بها، مؤكدا أن هذه المعدات هي الأفضل في العالم، موضحا أن التكلفة الإجمالية للعقد، تشمل المعدات وخدمة الصيانة وقطع الغيار والشحن، وتصل إلى 2.5 مليون دولار أمريكي.
جرت مراسم التوقيع في مقر إقامة السفير المصري، بحضور مدير إدارة المهندسين العسكريين، اللواء أركان حرب محمود فهمي نصار، ممثلا لوزارة الدفاع، ومدير التخطيط والعمليات في الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بوزارة التعاون الدولي، اللواء محروس الكيلاني، إضافة إلى ملحق دفاع لندن، اللواء نهاد شاهين، وعدد من أعضاء السفارة المصرية ومكتب الدفاع.