التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:01 م , بتوقيت القاهرة

"الشقيف".. قلعة انتقلت من الصليبيين لإسرائيل وعادت للبنان

نشر صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، مقطع فيديو بمناسبة مرور 15 عاما على الانسحاب من جنوب لبنان، وتدمير موقع "بوفور" أو "قلعة الشقيف" الحصينة التي كانت تستولي عليها عند القطاع الأمني جنوبي لبنان.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن هذا الموقع تم الاستيلاء عليه من قبل لواء جولاني، خلال حرب لبنان الأولى، وأنشأت إسرائيل بالقرب منها موقعا عسكريا، بالإضافة إلى العديد من الخنادق ونقاط المراقبة.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل قررت تفجير موقع "البوفور" "قلعة الشقيف" وموقع "اليقطين" "القرع العسلي" جنوبي لبنان، قبل الانسحاب من هناك، وبالفعل نفذت ذلك، ونشر أرشيف الجيش الإسرائيلي، مقطع فيديو مدته 33 دقيقة، يظهر عملية تدمير الموقع العسكري.

قلعة تاريخية
"قلعة الشقيف" هي التسمية العربية للموقع العسكري التاريخي الذي يطلق عليه بالفرنسية اسم "بوفور" وهي اختصار لكلمة "beau fort" الفرنسية، وتعني الحصن الجميل.

تقع هذه القلعة على بعد حوالي كيلو متر واحد عن أرنون، شمالي نهر الليطاني، بناها الرومان، وزاد الصليبيون في أبنيتها، ورممها فخر الدين الثاني وهي مبنية على صخر شاهق يشرف على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومنطقة النبطية من جهة أخرى.

لكن هندستها التي تلتوي مع الجبل، وجدرانها المشيدة بالصخور المحلية تجعلها تبدو كأنها مخبأة بين حنايا الصخور.


وحسب المصادر العبرية، في عام 1139 سيطر الصليبيون على القلعة، وبعد استيلاء الملك فولك مانجو الخامس على الموقع، تركه للصليبيين المتواجدين في صيدا، وفي عام 1189 حاصر صلاح الدين القلعة وسيطر عليها عام 1190، ثم عاد الصليبيون واستولوا مرة أخرى عليها عام 1240، ثم أعطوها بعد ذلك لجماعة "فرسان الهيكل" "فرسان المعبد" عام 1260، وفي عام 1265 استولى عليها السلطان الظاهر بيبرس.

القلعة حديثا
في القرن السابع عشر تمكن السلطان اللبناني فخر الدين الثاني من السيطرة على الموقع، وفكر في إقامة دولة مستقلة في لبنان، لكنه تم القضاء عليه بواسطة الدولة العثمانية، لكن الانتداب الفرنسي على لبنان أعاد للموقع قيمته الحقيقة.

وفي سنوات السبعينات، ومع تواجد أعضاء حركة فتح في جنوب لبنان، أصبحت القلعة هدفا استراتيجيا بالنسبة لهم، نظرا لأنها تشرف على شمال إسرائيل، وبدأ استعمالها مرة أخرى كملجأ عسكري لهم، بالإضافة إلى استخدامها كقاعدة لانطلاق العمليات ضد إسرائيل.

في حرب لبنان الأولى عام 1982 قام لواء جولاني الإسرائيلي بالاستيلاء عليها من خلال عملية عسكرية سقط فيها قائده، "جوني هرنيك"، وبعد الاستيلاء عليها، زارها رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيجن.

في السينما الإسرائيلية

تناولت العديد من الأعمال الأدبية والفنية الإسرائيلية قصة القلعة وموقعها العسكري، مثل كتاب "إن كانت هناك جنة عدن" للكاتب، رون لاشيم، وكذلك الأغنية التي تحمل نفس الاسم للمؤلف دورن مدلي، بالإضافة إلى فيلم "بوفور" الذي رشح لنيل جائزة مهرجان كان.

وتقول صحيفة "يسرائيل هايوم"، إن إسرائيل حاولت تصوير عملية الانسحاب على أنها عملية ناجحة، لكن بعد ذلك اتضح أنها تركت وراءها عتادا عسكريا كثيرا بسبب قصف قام به حزب الله، بالإضافة إلى صور جنود الجيش الإسرائيلي الذين ظهروا وهم يهربون، الأمر الذي أدى إلى انتقادات شديدة في إسرائيل بعد ذلك.