التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:00 ص , بتوقيت القاهرة

في سوريا والعراق.. الميليشيات "دوبلير" الجيوش

"ينسحب الجيش من مواجهة المسلحين، فتدخل الجماعات المسلحة أو ما تسمى "الميليشيات" الموالية له، لتحل محله، على طريقة "الدوبلير" في الأفلام السينمائية، حاملة على عاتقها مسؤولية تحرير الأرض، لتبدأ من هنا "حرب العصابات".


سيناريو لطالما تكرر خلال مواجهات الجيشين السوري والعراقي مع تنظيم "داعش"، وكان آخره أمس، الأربعاء، عندما أجلت الميليشيا الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، المواطنين من مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، بعد دخول مسلحي "داعش" إلى المدينة، وسط انسحاب قوات الجيش.


تحرك الميليشيا في سوريا، جاء بعد أقل من يومين على بدء نظيرها "الحشد الشعبي" في دخول محافظة الأنبار غربي العراق، بطلب من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لمساندة القوات الأمنية ورجال العشائر في مواجهة التنظيم، الذي سيطر على مدينة الرمادي مركز المحافظة، مؤخرا، بعد انسحاب الجيش منها.


الميليشيا.. ما هي؟


هي جماعة مسلحة تشكل من قوات غير نظامية، وتعمل بأسلوب "حرب العصابات"، عكس مقاتلي الجيوش النظامية، وانتشر هذا المصطلح مؤخرا في الوطن العربي بعد انتشار الفوضى والحرب الأهلية في بعض الدول، وكان أبرزها سوريا والعراق.


في سويا


ومنذ اندلاع الأحداث في عام 2011، استعان الرئيس السوري بالجماعات المسلحة، أو ما يطلق عليهم "الشبيحة"، في معاركه ضد قوات المعارضة المسلحة وعلى رأسها "الجيش السوري الحر"، إلى جانب تنظيم "داعش" الإرهابي.


ويتمركز "الشبيحة" في حلب، أكبر المدن السورية، التي يسيطر النظام علي غربها، فيما يقع الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المعارضة، والتي يخوضون معاركا شرسة معها بهدف استردادها.


وتضم هذه "الميليشيات" عناصر من "حزب الله اللبناني"، والحرس الثوري الإيراني، ولواء أبوالفضل العباسي العراقي، ولواء القدس، ومقاتلين شيعة من جنسيات أخرى.


نظام الأسد لجأ إلى ميليشيا "حزب الله" اللبناني، مؤخرا، لخوض الحرب ضد التنظيمات المعارضة المسلحة في "القلمون" بريف دمشق الشمالي الغربي، على الحدود اللبنانية، والتي شهدت معارك طاحنة بين فصائل "جيش الفتح" وعناصر "حزب الله".


وفيما نجح تنظيم "داعش" في السيطرة على أكثر من 50 % من الأراضي السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تخوض "الميليشيات" حرب عصابات مع التنظيم، مساندة الجيش النظامي في معاركه لاستعادة السيطرة على هذه الأراضي.


وفي العراق


ظهر "الحشد الشعبي" في يونيو 2014 بعد فتوى "الجهاد الكفائي"، التي أطلقها المرجع الشيعي، علي السيستاني، في أعقاب سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة نينوي، ويقدر عدد مقاتليه بنحو 400 ألف شخص، واعتبرها رئيس الوزراء العراقي هيئة رسمية تابعة للحكومة منذ بداية العام الحالي.


يؤكد مراقبون أن لهذه القوات دورا مهما في استعادة الكثير من المناطق التي وقعت تحت سيطرة "داعش"، وكان للانتصارات المتكررة لقواته دفعة استراتيجية ومعنوية للجيش العراقي.


ميليشيا الحشد الشعبي، استطاعت مساعدة القوات العراقية، مطلع أبريل الماضي، في تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، التي انسحب الجيش منها إبان تصاعد "الزحف الداعشي" في يونيو الماضي.


ولايزال "الحشد الشعبي" يواصل مساندته القوات العراقية في استعادة السيطرة على المناطق التي وقعت في قبضة التنظيم، بعد انسحاب قوات الجيش منها، ومن بينها مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار.