حوار| وزير الإعلام الليبي لـ"دوت مصر": قطر سبب نكبتنا
تتشعب تفاصيل الأزمة في ليبيا يوما بعد يوم، في ظل ضغوط دولية بفرض حظر التسلح على الحكومة المعترف بها في بنغازي، ودعم متزايد من قوى إقليمية مؤثرة للمليشيات المسلحة، المسيطرة على العاصمة طرابلس.
تتسارع وتيرة الأحداث بين طلقة هنا وقذيفة هناك، ويبقى المواطن العربي متابعا للمشهد في ليبيا من خلف شاشة التلفاز منتظرا لإنفراجة تنقذ حياة الملايين من الليبيين الذين يذوقون مرارات الحرب الأهلية المشتعلة منذ سقوط القذافي.
"دوت مصر" التقى وزير الإعلام الليبي، عمر القويري، في ندوة كشف خلالها النقاب عن كواليس المشهد الليبي.
- كيف ترى الموقف الدولي من الأزمة في ليبيا؟ وهل تتوقع إنفراجة قريبة في أزمة التسليح؟
المجتمع الدولي يتعامل مع الحكومة الليبية بإزدواجية شديدة، فهو يعلن أننا الحكومة الشرعية الممثلة لليبيبين من جانب، ويفرض علينا حظرا للسلاح من جانب آخر، ولا بد أن تعي هذه الدول أن الأزمة في ليبيا ستصدر لدول الجوار ودول أخرى إذا ظل المجتمع الدولي متجاهلا لها، فالسلاح الليبي بدأ يغزو 12 دولة حتى الآن.
لكن نحن ليس أمناما خيار سوى الاعتماد على الشعب اللييبي، لكي نتمكن من حماية أراضينا من "الإرهاب"، الذي تمارسه المليشيات المسلحة، ويكون الوقود المحرك للحكومة والجيش لفرض الاستقرار.
- هل تفكرون في طلب دعم عسكري عربي في الفترة المقبلة؟
في الحقيقة الدول العربية، رغم تباين مواقفها تجاه الأزمة، فإنها تدعم بآليات مختلفة الحكومة في ليبيا، لكن هذا الدعم غير كاف حتى الآن، ونتطلع لتطويره في الفترة المقبلة، خصوصا أن ليبيا دولة غنية، ولن تنسى كل من وقف بجانبها، والدول التي وقفتها معنا ستكون لها الأولوية في الاستثمار والدعم في المستقبل.
- كيف ترى موقف حكومتي قطر والسودان، في ظل اتهامكم لهما بدعم المليشيات المسلحة؟
قطر هي سبب نكبة ليبيا، فقد ساهمت في بزوغ نجم الإسلاميين في ليبيا خلال الأعوام الماضية، وساهمت في تجنيد عملاء لها داخل الحكومة، نقلوا أرشيف المخابرات الليبية، وجميعهم يتنمون إلى تنظيم القاعدة.
أما موقف الحكومة السودانية فهو في العلن يظهر دعما للحكومة الشرعية، لكن هناك أطراف نافذة في الخرطوم تدعم المليشيات بالسلاح، ولدينا أسماؤها وكافة التفاصيل المتعلقة بهم، لكن لا بد أن يعلم كلا الدولتين أن حكومة ليبيا يختارها الليبيون، وليست الخرطوم أو الدوحة.
القويري: أخرنا معركة درنة لحسابات إستراتيجية والمجتمع الدولي يتعامل معنا بإزدواجية
- ما تفسيرك لسرعة استجابة الدول العربية لدعم الحكومة اليمنية، في مقابل غض الطرف عن الأزمة في ليبيا؟
هناك فارق كبير بين المشهد في اليمن وليبيا، فالشرعية في اليمن جاءت بصفقة سياسية، قادتها المملكة العربية السعودية، بينما الشرعية في ليبيا هي منتخبة من الشعب، وهنالك دول كبرى لديها مصالح في تدمير ليبيا تتغاضى عن حل الأزمة، وتواصل حصار الحكومة وفرض حظر التسليح عليها.
- كيف ترى المنافسة العربية في استقطاب أطراف الحوار الليبي، خصوصا فيما يتعلق بالحوار في الجزائر والمغرب؟
لسنا منشغلين بالحوار الليبي في الخارج بشدة، خصوصا أننا كمجتمع ليبي تحكمنا أعراف هي التي تفصل في النزاعات بيينا، ونحن بدأنا حوار ليبيا في الداخل منذ أيام بين قبائل الزنتان ومصراتة، تم خلاله تصفية بعض الخلافات، على رأسها قضية تبادل الأسرى، لكن إن كانت هناك مساع عربية لتقريب وجهات النظر، لسنا ضدها.
لكن الحوار المغربي هو حوار دوري ولم تتمخض عنه مخرجات واضحة حتى الآن، أما الجزائر فهي تدير حوارا وفق رؤيتها الخاصة بالأزمة في ليبيا، فقد استدعت رئيس الجماعة الليبية، عبدالحكيم بلحاج، وبعض من رموز النظام السابق، وبعض الناشطين الإسلاميين، لبدأ حوار من طرف واحد، لم يتم التنسيق فيه مع الحكومة الليبية.
وإذا كانت الجزائر لديها وجهة نظر تتعلق بالأزمة في ليبيا، فنطالبها بأن تحتفظها بها لنفسها، أم إذا كانت تريد حل يطالب بعودة الإسلاميين إلى السلطة، فنقول لهم "على جثثنا".
- ماهي مساعيكم لإيقاف هذا الحوار الذي يجري في الجزائر؟
رئيس الحكومة الليبية كان في زيارة رسمية للجزائر منذ عدة أيام، وللأسف لم نجد تغييرات تذكر في الموقف الجزائري، وهناك أطفال يسقطون يوميا بسلاح الإرهابيين التي تستفيضهم دول شقيقة للحوار، والشعب الليبي لن ينسى من وقف ضد إدراته الحرة.
- ما السر وراء تأخير معركة درنة؟
الأمر كان يتعلق بوجود حسابات إستراتيجية تتعلق بالسيطرة على مدينة بنغازي، كمعقل رئيسي في الشرق، يمكن للحكومة الشرعية أن تتخذه مركزا لإدارة الدولة، إضافة إلى وجود أكثر من 60 ألف نازح، ربما يواجهون ظروف صعبة في درنة حال اقتحمها، لذلك الحكومة تعمل على إيجاد حل لهذه الأزمة في القريب العاجل.
- ما تعلقيكم على نفي بعض وكالات الأنباء العالمية وجود يد للحكومة المصرية في الإفراج عن المتخطفيين الإثيوبيين؟
استهداف الإثيوبيين جاء في إطار عمليات الاستهداف التي تتم في ليبيا للأقباط، التي كان للجالية المصرية نصيب منها، بالتالي مصر لديها وعي كامل بخطورة هذا الملف، خصوصا أنها تربط علاقات قوية مع إثيوبيا، لذلك تدخلت في حسم هذه القضية، وهناك العديد من الملفات التي تتدخل فيها الحكومة المصرية يوميا في ظل التنسيق المستمر معنا، لكن ليس كل ما تقوم به مصر يعلن عنه.
- ما مدى حقيقة وجود خلاف بين البرلمان والحكومة الليبية؟
البرلمان هو جهة مراقبة للحكومة، بالتالي من الطبيعي أن يحدث بينهما خلاف، لذلك هناك العديد من الانتقادات التي توجه لي أنا شخصيا من قبل رئيس لجنة الإعلام في البرلمان، وأنا اتقبلها بصدر رحب لأن هذا من صميم عمله.