بيت الأمة.. من سعد زغلول لـ"البدوي".. صولات وكبوات
حزب الوفد مر على مدار تاريخه بصولات وجولات، كما مرت عليه كبوات لا تزال آثارها حاضرة بقوة حتى الآن، لعل أبرزها كان حريق الوفد وسحب الثقة من رئيسه الأسبق نعمان جمعة في أبريل 2006.
تأسس حزب الوفد عقب ثورة 1919، وجمع التوكيلات لتفويض سعد زغلول ورفاقه، لطرح القضية المصرية وتدويلها خارج البلاد.
وفي عام 1924 انعقدت أول انتخابات تشريعية حقيقية في مصر، وكانت المنافسة في تلك الانتخابات بين الأحزاب الرئيسية الموجودة في ذلك الوقت "الوفد" و"الأحرار الدستوريين" و"الحزب الوطني" حزب مصطفى كامل ومحمد فريد.
وفاز وقتها بأغلبية البرلمان، مشكلا أول حكومة برلمانية في مصر، برئاسة سعد زغلول بصفته رئيس حزب الوفد، إلا أنه تقدم باستقالته بعد عدة أشهر، من محاولات الملك فؤاد والإنجليز لإفشاله.
تولى مصطفى النحاس باشا، خلافة سعد زغلول في حزب الوفد عام 1927، وشكل الوزارة برئاسته، وسعى لمفاوضات مع الإنجليز انتهت وقتها بتوقيع معاهدة 1936، والتي تعرضت لانتقادات كبيرة بسبب الامتيازات التي حصلت عليها قوات الاحتلال الانجليزي، إلا أنه تم إلغاؤها، قبيل ثورة يوليو 1952 بعام.
بعد قيام ثورة 1952 وإلغاء الأحزاب كافة، قبع قيادات حزب الوفد في منازلهم، ولم يمارسوا أي عمل سياسي، حتى سمح الرئيس السادات، بعودة الأحزاب السياسية عام 1976، وأعاد فؤاد سراج الدين، وتأسس حزب الوفد عام 1978، ومع الهجوم الشديد على الحزب، واعتباره يمثل نظام ماقبل 23 يوليو، أعلن تجميد نشاطه، لتفادي الصدام مع الدولة.
وبعد عامين من وفاة "السادات" نجح فؤاد سراج الدين، آخر باشوات الوفد، في إعادة الحياة للحزب عام 1984، بحكم محكمة، معلنا من نقابة المحامين عودة الوفد الجديد للحياة السياسية.
وكان "سراج الدين"، يقضي وقته منذ ثورة يوليو حتى عودة الحزب، في الاتصال يوميا بقواعد وكوادر وقيادات الحزب في عموم القطر المصري، ولم يمل أو يكل، حتى نجح بعد 30 عاما في إحياء الحزب وهو رميم.
وفى نفس العام، تحالف حزب الوفد والإخوان المسلمين مدشنين قائمة حزب الوفد، ونجح التحالف في الحصول على 36 مقعداً منه 6 للإخوان و30 لحزب الوفد، إلا أن هذا البرلمان تم حله عام 1987 لعدم دستورية قانون الانتخابات.
في عام 2000، توفي فؤاد سراج الدين، مؤسس حزب الوفد الجديد، وآخر قيادات الوفد قبل ثورة يوليو، ليخلفه عبر انتخابات لأول مرة في تاريخ الحزب، أستاذ القانون الدستوري نعمان جمعة.
عزاء فؤاد سراج الدين مؤسس حزب الوفد الجديد
https://www.youtube.com/watch?v=REil-octNjc
بيد أنه في عام 2006 شهد الحزب صداماً كبيراً بين نعمان جمعة رئيس الحزب، ومحمود أباظة الذي تزعم وقتها تيارا إصلاحيا "مستمر حتى رغم خروج أباظة من الحزب"، وانتهى الصراع بالتمرد على نعمان جمعة، وخروجه من الحزب وانتخاب محمود أباظة رئيسا عبر جمعية عمومية.
واقتحم أنصار نعمان جمعة مقر الحزب الرئيسي بالدقي، مطلقين الأعيرة النارية التي أصابت 9 وفديين، وصحفيين وقتها، وعرف الحدث بحريق الوفد، وصدر قرار إثر ذلك بفصل "جمعة" ومعاونيه من عضوية حزب الوفد.
https://www.youtube.com/watch?v=pVUsQhQN82U
نعمان جمعة يهاجم أباظة والبدوي
استمرت رئاسة محمود أباظة لحزب الوفد 4 سنوات، وخلفه عبر الانتخابات، السيد البدوي رئيس الحزب حتى الآن، كما شهد الحزب في عهده مساحة من الاستقرار النسبي للوفد وحالة من الخمول في الشارع المصري، تمثلت في قلة عدد النواب الذين نجحوا من حزب الوفد في انتخابات 2005.
تولى البدوي رئاسة حزب قبيل شهور من ثورة 25 يناير، وعقب الثورة تحالف مع الإخوان لخوض الانتخابات إلا أنه انسحب قبل الانتخابات لخلافات على نسب المرشحين للبرلمان، وحصل حزب الوفد على 8% من مقاعد مجلس الشعب بعد الثورة.
وقبيل 30 يونيو، انضم الحزب إلى جبهة الإنقاذ المعارضة للرئيس السابق محمد مرسي، الذي سقط في 3 يوليو 2013.
بينما يستعد الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية، عبر قائمة في حب مصر، وبالتحالف على المقاعد الفردي مع أحزاب المصري الديمقراطي والإصلاح والتنمية والمحافظين والوعي، والمحافظين.
https://www.youtube.com/watch?v=gufuFeprSzk
هتافات برحيل البدوي بمؤتمر تيار الإصلاح في الشرقية
وواجه حزب الوفد في الأشهر الأخيرة أزمات كادت أن تعصف به واستدعت تدخل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لراب الصدع بين طرفي الأزمة في الوفد، رئيسه السيد البدوي من جهة، وتيار الإصلاح الذي يتزعمه فؤاد بدراوي وعصام شيحة من جهة أخرى، بعد إقدامه على فصل 10 أعضاء هيئة عليا من عضوية الوفد..
وترجع جذور العداوة بين رئيس الحزب وأعضاء الهيئة العليا المفصولين إلى انتخابات رئاسة حزب الوفد في منتصف عام 2010 بين رئيسه الحالي "المنتخب لولاية أخرى"، وبين الدكتور محمود أباظة، وكان محمود علي "أول المفصولين" وقتها مهندسا لجناح "أباظة" في المعركة الانتخابية، بينما كان شيوخ الوفد يس تاج الدين ومحمد سرحان داعمين، وعصام شيحة ومصطفى رسلان وشريف طاهر وعبد العزيز النحاس وصلاح سليمان وسعيد عبد الحافظ، أحصنة "أباظة" السوداء في المعركة.
كما دشن عدد من الوفديين حملة لجمع توقيعات لسحب الثقة من رئيس الحزب السيد البدوي، الذي يواجه اتهامات بتغيير الجمعية العمومية، كما يتهمه عدد من المعارضين بمحاولات شق الصف الوفدي، وتبديد وديعة الحزب، والتي كانت تقدر بـ92 مليون جنيها.