التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:24 ص , بتوقيت القاهرة

فيسك: جنبلاط أكد تورط الأسد في اغتيال الحريري

قال الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، إن شهادة الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، أمام المحكمة المختصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري، قبل 10 أعوام، أثارت اهتمام الرأي العام في لبنان.


وقال جنبلاط خلال شهادته، واصفا الأيام الأخيرة مع صديقه رفيق الحريري، "كنا نجلس في الحديقة، وكان يوما حارا، وبدا عليه الضيق والحزن والغضب، وكانت تصرفاته غريبة".


أضاف "(الحريري) قال إن الرئيس السوري، بشار الأسد، أخبره بأن الرئيس اللبناني السابق، إميل لحود، يقف بجانبه، وأنه يريد منه مد فترة رئاسته، وأن الرئيس الفرنسي آنذاك، جاك شيراك، إذا أراد إخراج الأسد من لبنان فإنه سيكسر لبنان ويدمرها، والأمر نفسه مع وليد جنبلاط، فإذا كان لديه مجتمع درزي، فأنا أيضا لدي مجتمع درزي".


وقال مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط، إن الشعب اللبناني ينتظر منذ سنوات إثبات أن الأسد هو من قتل الحريري، الذي طالب بالتحرر من الاحتلال السوري.


أضاف أن جنبلاط أخبره بالتحذير الذي تلقاه من الأسد بواسطة صديقه الحريري في عام 2005 في حديقة منزله، حين قال "الأسد كان يحذرني من أن الدروز السوريين يمكن أن يقتلونني"، وذلك بعد أيام من دعوته للدروز السوريين إلى الانضمام إلى مقاومة الأسد.


ولفت فيسك إلى أن رسالة جنبلاط للمحكمة كانت أن جميع من أصبح مصدرا للإزعاج لنظام السوري، سواء حافظ الأسد أو ابنه بشار، دفع ثمن ذلك، مشيرا إلى أن والد جنبلاط قتل بناء على أوامر سورية في 1977، كما قال إنه بالفعل يمتلك كتابا موقعا من قبل جنبلاط، ويحمل إهداء إلى والده الذي قتل خلال ضم سوريا للبنان.


وحدد جنبلاط قائمة أسماء الضباط الراحلين الذين يعتقد أنهم شاركوا في اغتيال الحريري.


1- غازي كنعان، وهو رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان لأكثر من عقد من الزمان، وقال فيسك إن جنبلاط أراه الهاتف الذي يستقبل من خلاله اتصالات حافظ الأسد فقط.


ونفى كنعان معرفة أي شيء عن اغتيال الحريري أمام محكمة العدل الدولية، وانتحر في أكتوبر 2005 بإطلاق النار في فمه.


2- اللواء جامع جامع، وهو مسؤول كبير بالاستخبارات العسكرية في لبنان في الفترة بين 1976 و2005، وقتل في معارك مدينة دير الزور، شرق سوريا، في أكتوبر 2013، وقال قادة الجيش إنه تعرض للقنص خلال معركة بين جبهة النصرة والجيش السوري الحر.


3- قاسم شوكت، نائب وزير الدفاع السوري وصهر بشار الأسد، وقتل في انفجار ضخم في مقر القيادة العسكرية خلال هجوم للمتمردين على وسط دمشق في 2012، وتورط في مذبحة حماة التي نفذها عم بشار، رفعت الأسد، ضد المتمردين المسلمين، وكان أيضا المنسق الخاص مع الاستخبارات الأمريكية في سوريا بعد هجمات سبتمبر 2011.


4- رستم غزالة، رئيس مخابرات سابق آخر في لبنان، وتعرض للضرب من قبل الحراس الشخصيين لضابط مخابرات آخر في دمشق، وتوفي نتيجة أزمة قلبية في 24 أبريل الماضي.


وقال فيسك إن جنبلاط أكد أنه والحريري لم يدعما قرار الأمم المتحدة الداعي لانسحاب الجيش السوري من لبنان، الذي كان يؤيده جاك شيراك، ولم يطلبوا أيضا نزع سلاح "حزب الله"، كما نص قرار الأمم المتحدة، لكنهما أرادا العودة إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.


أضاف أنه بعد أيام من مقتل الحريري، قال جنبلاط له "كنت في منزلي في بيروت، وسمعت دوي الانفجار وعلمت أنه الحريري، لأنني كنت على قيد الحياة".