التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:08 ص , بتوقيت القاهرة

بعد مصر.. هل يكون "كامب ديفيد" عنوانا للسلام في اليمن؟

لطالما اشتهر "كامب ديفيد"، المنتجع التابع للبيت الأبيض الأمريكي، بكونه مائدة المفاوضات التي جرت بعد حرب أكتوبر 1973، بين مصر والاحتلال الإسرائيلي حينها، التي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين حملت الاسم ذاته.


وبعد أكثر من 35 عاما، وتزامنا مع الهدنة الإنسانية التي أعلن التحالف العربي ضد الحوثيين بدء سريانها في اليمن، تنطلق أعمال قمة جديدة في المنتجع ذاته، اليوم الأربعاء، بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لبحث تطورات منطقة الشرق الأوسط، ليأتي السؤال: هل يشهد "كامب ديفيد" حلا يحقق السلام في صنعاء؟


ملف حاضر بقوة


الكاتب الصحفي اليمني، عبدالله إسماعيل، يرى أن ملف الأزمة في اليمن سيكون حاضرا بقوة على طاولة "كامب ديفيد" - التي تناقش عددا من القضايا الهامة، في مقدمتها اتفاق الإطار الذي وقعته إيران مع مجموعة دول 5+1، تمهيدا للتوصل إلى آخر نهائي بشأن برنامجها النووي -  باعتبار أنه مسألة هامة جدا بالنسبة لدول الخليج العربي وطهران وكذلك واشنطن.


وأوضح إسماعيل، لـ"دوت مصر"، أن الملف اليمني بالغ الأهمية بالنسبة لقادة الخليج، لاسيما أنهم من شكلوا تحالف "عاصفة الحزم"، لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي في اليمن، استجابة لمخاوفهم من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، مؤكدا أن "التحالف أثبت إمكانية أن يكون للخليج تأثير قوي في مواجهة طهران، التي كانت تمارس تحركاتها بشكل منفرد ودون مقاومة".


وأضاف: "في وقت تحاول إيران إشعال القضية لتحسين موقفها التفاوضي بشأن برنامجها النووي، مقابل الكف عن ممارساتها في صنعاء، تعلم أمريكا جيدا أنه لا يمكنها تجاوز مصالحها مع الخليج، من أجل اتفاق هزيل مثل الذي جرى التوصل إليه مع طهران، وبالتالي تسعى واشنطن أيضا لقطع يد إيران من المنطقة".


وبشأن إمكانية أن يكون لـ"كامب ديفيد" تأثير على الوضع في اليمن، أكد الكاتب اليمني أن "البحث جار لحل لهذه القضية، وسط مخاوف الخليج من تبعات الاتفاق النووي مع طهران، وبالتالي ستبحث القمة ضرورة عدم تمرير الاتفاق دون ضمانات واضحة بالكف عن الممارسات الإيرانية في المنطقة، ومن بينها اليمن".


وبحسب "إسماعيل"، من المنتظر عقد مؤتمر للحوار اليمني في الرياض خلال أيام لوضع خارطة الطريق نحو حل سياسي، وهو ما قد تتطرق إليه مباحثات القمة، مشيرا إلى أن الأيام وحدها ستحدد مصير الاشتباكات بين قوات التحالف والحوثيين، وأن الحديث عن أي حل سياسي مرهون باعتراف "أنصار الله"بقرار مجلس الأمن الدولي، وهو مالم يتحقق حتى الآن.


شأن خليجي.. ولكن


عضو مجلس الشورى السعودي، الدكتور محمد آل زولفي، اختلف مع سابقه في مسألة اهتمام أمريكا بالوضع في اليمن، موضحا أن  الجانب الخليجي هو من سيطرحها في القمة.


ولم يستبعد "آل زولفي" في الوقت ذاته أن يكون لأمريكا دور في فرض ضغط على إيران، لمحاولة وقف ممارساتها في صنعاء، بحسب تصريحاته لـ"دوت مصر".


ولدى سؤاله بشأن إمكانية طرح الخليج مسألة التدخل البري في اليمن على طاولة القمة، بعد تبين عدم التزام الحوثيين بالهدنة المتفق عليها، قال إن "التدخل البري في اليمن أمر مستبعد حاليا، والمحاولات تجري للتوصل إلى حل سياسي"، لافتا إلى أنه "في حال اللجوء إلى ذلك كحل أخير، فهذه مسألة تخص دول الخليج وليس واشنطن".


ليس لها تأثير


ويعتقد السفير المصري السابق في اليمن، علي جاويش، أنه لن يكون لـ"كامب ديفيد" تأثير على مجريات الأمور في اليمن، بحسب قوله.


وأردف لـ"دوت مصر" أن "القمة مجرد محاولة لتبييض صفحة الإدارة الأمريكية، برئاسة باراك أوباما، أمام دول مجلس التعاون الخليجي، مع موازنة التوجه الأمريكي نحو إيران، وتبرير موافقتها على الاتفاق بشان برنامج طهران النووي، وتأكيد التزامها بتحالفها مع الخليج".


واستكمل: "المشروع الأمريكي، الذي تحدث عنه عدد من كبار المسئولين الأمريكيين أنفسهم لايزال مستمرا بشأن تفتيت البرنامج العربي، واستكمال تدمير سوريا والعراق، إلى جانب نواياهم السيئة تجاه مصر، والتي نأمل في فشلها على حدود عدن"، في إشارة واضحة إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي، والذي يعد شريان الحياة لمجرى قناة السويس.