كيف سيؤثر "كامب ديفيد" على الوضع بسوريا؟
تتجه الأنظار، غد الأربعاء، إلى قمة كامب ديفيد في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ستجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، لبحث تطورات منطقة الشرق الأوسط بعد عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل في اليمن، أضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتأثيره على دول الخليج، والوضع في العراق وسوريا.
في سوريا، تتفاوت رؤية السوريين حول مؤتمر كامب ديفيد، بين أهميته في إيجاد تغييرات على الأرض ووضع خطة انتقالية لمرحلة ما بعد الأسد، في ظل تقدم ملحوظ لقوات المعارضة على جبهات متعددة، وبين رؤية أخرى تقول إنه من الصعب أن يحدث زعماء دول مجلس التعاون خرقا في سياسة الجانب الأمريكي تجاه سوريا.
التدخلات الإيرانية
يقول عضو مجموعة عمل قرطبة المعارضة، أحمد رياض غنام، لـ "دوت مصر": أعتقد أن الموضوع الأول سيكون عن التحالف العربي واليمن، أما بالنسبة للملف السوري سيكون في المرتبة الثانية، وأرى أنه سيكون هناك ربط بين الملفين، بالنسبة للتدخلات الإيرانية سواء في سوريا أو اليمن.
ويضيف غنام من العاصمة النمساوية فيينا: ما سيتم نقاشه في قمة كامب ديفيد بين زعماء الدول الخليجية والإدارة الأمريكية هو التفاهم حول المرحلة الانتقالية في سوريا، فدول الخليج تحمل رؤية لسوريا وستحاول إقناع الإدارة الأمريكية بتبنيها، وفي ظل ذلك، لا يمكننا الجزم بإمكانية المنظومة الخليجية إحداث خرق لدى الإدارة الأمريكية في هذا الصدد.
عدم ارتياح
ويعلل غنام ذلك بالتأكيد على أن: الإدارة الأمريكية محكومة بموقف معين تجاه إيران فيما يخص توقيع الاتفاق النووي في الشهر السادس القادم، لذلك أعتقد أن الطرف الأمريكي سيناور في الموضوع السوري وفق مصالحه.
وتوقع للمؤتمر صفة "الامتعاض" كحالة مهيمنة على لقاء كامب ديفيد: فالمنظومة الخليجية لن تكون مرتاحة للموقف الأمريكي المناور، والذي لا يخدم استقرار المنطقة ويساهم بطريقة أو أخرى بإعطاء دور ومساحة لإيران في صياغة سياسات الشرق الأوسط.
ويختتم غنام: كامب ديفيد لن يحسم شيء ستسمر واشنطن في عملية التمويه لا سياسي وستعطي تطمينات لحلفائها من إيران فقط.
تأثير قوي
من جانبه يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، لـ"دوت مصر": بالنسبة لمؤتمر كامب ديفيد هناك تعويل كبير لمخرجاته بالنسبة لسوريا، خصوصا بعد عاصفة الحزم في اليمن لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.
ويشير سيدا إلى أن القمة بلا شك ستكون مؤثرة بشكل كبير على الوضع في سوريا التي لا يمكن فصلها عن الواقع الإقليمي.
وبين سيدا أن المخططات الإيرانية تستهدف سوريا كما اليمن والعراق ولا بد من أعادة التوازن للحفاظ على المنطقة.
وقال: هذه التطورات جاءت في إطار التغييرات التي شهدتها الوظائف القيادية في السعودية، الأمر الذي يعطي انطباعا بأن هناك إرادة سعودية للتفاعل مع مجريات الأحداث، والارتقاء للمستوى المطلوب، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تطور التدخل الإيراني.