"ميني جيب جامعي" يشعل أزمة داخل المجتمع الجزائري
أصبحت الجزائر لا تعرف إلى أي "ترزي" ينبغي عليها أن تذهب، ففي الوقت الذي رفضت إدارة مدرسة شارلافيل مزيير الفرنسية بدخول طالبة إلى المدرسة مرتين بتهمة أن التنورة التي ترتديها طويلة، تشهد الجزائر أزمة معاكسة، فحارس إحدى الجامعات رفض دخول طالبة بسبب تنورتها، التي اعتبرها قصيرة للغاية، وحرمها من حق دخول الامتحانات.
وبحسب موقع "فرانس تي في إنفو"، التابع للتليفزيون الفرنسي، فإن الجزائر تشهد جدلا كبيرا خلال الأيام الأخيرة بسبب طول التنورات التي ترتديها الطالبات، هذا الجدل قد يستمر لعدة سنوات، فقد غضب وكيل الأمن من تنورة الطالبة فوق الركبة، ومنعها من حقها في دخول الامتحانات في كلية الحقوق بالعاصمة، في الوقت الذي تشهد فرنسا أزمة من نفس النوع بعد منع طالبة مسلمة من الدخول بسبب تنورتها الطويلة التي لا تتفق مع القيم العلمانية.
وقد جاءت تصريحات عميد الكلية لتثير مزيدا من الجدل في الجزائر، حين أعلن تأييده لقرار وكيل الأمن، على الرغم من حرمان الطالبة من الامتحان، ما يعني أنه لن يتم اتخاذ أي قرارات ضد وكيل الأمن، الذي كان يقوم بعمله، فوفقا لتصريحات العميد.
وقال عميد الكلية، محمد طاهر هاجر: "عمله يقوم على جعل الجميع يحترمون القواعد الداخلية للكلية"، لافتا إلى أن ارتداء الفستان ليس محظورا، كما أنه لم يتم فرض قواعد على شخص بارتداء الحجاب أو غيره.
أضاف: "ينبغي أن يفهم الطلاب أن الكلية هي مكان للثقافة، والفتاة كانت ترتدي (مني جوب) فوق الركبة، وليس فستانا"، مشيرة إلى أنه لن يتم فتح تحقيق حول الحادث.
هذه التصريحات أثارت سخرية وجدلا كبيرا لدى الجزائرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلق رزقي تاكالو: "سيدي العميد، أريد أن أوجه لك سؤالا، إذا جاءت سيدة للامتحان وهي ترتدي نقابا كاملا يغطي حتى عينيها، هل تطلب لوكيل الأمن برفع النقاب من أجل التحقق من هذا الشخص الذي سيدخل الامتحان؟".
وتزايد الجدل مع مطالبة أشخاص بتصعيد الأمر حتى إن تطلب الدخول في إضراب، ويعلق سليم الجزائري: "الحل؟ الطلاب يدخلون في إضراب، فبدلا من أن ينشغل العميد بجودة التعليم، نراه يثير جدلا حول الملابس"، متابعا: "علاوة على أن الجميع يعرف إلى أي مدى تتعرض الفتيات للتحرش في العاصمة، فمن الصعب الاحتمال أن الفتاة ارتدت تنورة مثيرة، يبدو أن وكيل الأمن يشعر بالكبت وأن هذه الفتاة تجاهلته أو لم ترد على كلامه".