التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:36 ص , بتوقيت القاهرة

شبكة NTV الألمانية تروي مأساة لاجئة سودانية في مصر

أفردت شبكة NTV الألمانية تحقيقا مطولا تناولت فيه أزمة أحدى اللاجئات السودانيات التي اضطرتها الظروف للهرب من بلادها والإقامة في القاهرة، لكن في بلدها الجديد واجهت شتى أنواع العنصرية والانتهاك.


وفي تحقيق تحت عنوان "سودانية تريد أن تصل إلى أوروبا"، شرحت الشبكة الألمانية قصة حياة "أميرة"، التي قضت 11 عاما في حالة فرار داخل وخارج السودان بعد قتل أخيها واختفاء زوجها، لتجد ملجأ لها في القاهرة، لكن إقامتها الجديدة لم تكن آمنة أيضا، مشيرة إلى أن أميرة جاءت في الحقيقة من دارفور، وهي حقيقة المنطقة المضطربة التي تعاني من حروب أهلية في غرب السودان، لتتمكن في 2013 من الانتقال إلى القاهرة والعيش مع أطفالها الأربعة.


ويلفت الموقع الألماني أن أميرة كانت عضوة من مجموعة الفور السودانية التي تعرضت لاضطهادات من الحكومة المركزية في الخرطوم منذ عام 2003، حيث أرسل النظام مليشيات عربية في المنطقة لاستهداف أقليات الفور، وأشعلوا أعنف الحروب الأهلية التي شهدتها القارة الإفريقية.


تحكي أميرة أن 12 شخصا من مجموعتها قتلوا في إحدى الغارات كان من بينهم شقيق لها وعمها قتلا أمام أعينها، أما هي فقد تمكنت من الفرار إلى مخيم اللاجئين، مشيرة إلى أنها في المخيم تزوجت وأنجبت أربعة أطفال، لكن القوات السودانية طالبت الجميع بمغادرة المخيم، لكن زوجها رفض، فلم يكن لديهم مكان آخر يقيمون فيه، وفي المساء قامت قوات بخطفها وقاموا بتعذيبها بشدة وإطفاء السجائر على جسدها، وبعد إطلاق سراحها لم تجد زوجها، ووجدت اسمه موضوع على قائمة المفقودين الرسمية.


استطاعت أميرة أن تهرب بعد ذلك إلى القاهرة، لكن هناك لم تجد أيضا موضع ترحيب، تشير الصحيفة إلى أنه بعد سقوط محمد مرسي في يوليو 2013، شهدت البلاد موجة من أعمال العنف العنصري وجهت بشكل أساسي ضد السوريين والأفارقة، حيث اتهمت وسائل الإعلام اللاجئين بتوفير أموال لدعم الرئيس المخلوع، وتم إشعال النار في عدد من المحلات التجارية السورية، وتعرض السود للضرب في وضح النهار، جعل العديد من اللاجئين يقضون شهورا عديدة على الرصيف.


تمكنت أميرة في القاهرة من الحصول على مساعدة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي مولت إيجار شقة لها في حي عين شمس، ولكن نظرا للوضع المتردي لمكتب اللاجئين ونقص التمويل له، جعله غير قادر على أن يوفر لها الإيجار في الوقت المحدد، ونتيجة لذلك قامت صاحبة المنزل بإرسال بلطجية لأميرة وقاموا باغتصابها مرارا وتكرارا أمام أعين أطفالها، ثم قاموا بإلقائها خارج شقتها.


تقول أميرة للشبكة الألمانية وعنيها مغروقة بالدموع بعد تذكر اغتصابها، "حينما علم أخي بذلك، جاء إلى القاهرة لتهريبي وأولادي إلى أوروبا"، لكن بعد 5 أشهر من الاستعداد، فشلت في الهرب، فقد أوقفت خفر السواحل المصرية السفينة التي كانوا عليها ضمن 280 مسافرا في سبتمبر الماضي وأعادوهم إلى مصر، ودخلت أميرة السجن 22 يوما في الإسكندرية، ليتم نقلها بعد ذلك إلى القاهرة لترحيلها إلى السودان، لكن في القاهرة لاحظ الضباط أنها تمتلك بطاقة صفراء تؤكد توثيقها لدى المفوضة العليا للاجئين، لكن أخيها تم ترحيله إلى السودان من جديد لعدم امتلاكه هذه البطاقة، توضح أميرة أنها لم تسمع أخبار عن أخيها منذ ذلك اليوم.


تشرح الشبكة الألمانية أن أميرة ليست حالة معزولة، فمصر واحدة من بلدان العبور المهمة إلى أوروبا، ففي العادة يفضل الإثيوبيون والإريترييون والصوماليون والجنوب سودانيوين والسودانيون مصر لتكون طريقهم إلى أوروبا، فقد قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في العام الماضي إن مصر يوجد بها 5 مليون لاجئ، مليونان فقط من السودان.

تؤكد أميرة بإصرار أنها سوف تحاول من جديد أن تعبر إلى أوروبا، "لا أستطيع البقاء في مصر، ليس لدي أمل هنا".